هذه إيران كما خبرتها
عبد الملك العجري
إيران أكثر دولة وقفت مع اليمن وعبّرت عن تضامنها معه وإدانتها للجرائم الوحشية والحصار الظالم الذي تمارسه دول العدوان عليه.
إيران أكثر دولة عبرت عن دعمها للحل السياسي وجهود التسوية السياسية كما تقدمت في الأشهر الأولى للحرب بمبادرة مقترحة من أربع نقاط كمبادئ عامة للحل السياسي ووقف الحرب .
إيران من قمة الهرم السياسي إلى الرئاسة إلى الخارجية أكدوا التزامهم بوحدة واستقلال اليمن, ووقوفهم ضد كل ما يمس او يهدد وحدة اليمن وسيادته واستقلاله .
إيران لم يسبق لها أن تدخلت في الشأن الداخلي اليمني ,ولا سعت لفرض الوصاية على القرار السيادي, وعلى لسان القائد الأعلى خامنئي أكد لنا قناعته وقناعة حكومته بأن قضايا الخلاف في اليمن يجب أن تحل من خلال حوار يمني دون تدخل أو فرض من أي طرف خارجي .
إيران أكثر دولة تحترم أصدقاءها وحلفاءها وتتعامل معهم بلياقة وندية كاملة ومن خلال خبرتي ولقاءاتنا المتكررة بهم لم المس منهم ما يوحي رغبتهم ممارسة أي شكل من أشكال الوصاية أو الرغبة في إظهارنا أو إظهار أي من حلفائها وأصدقائها كتابعين لهم .
في كل لقاءاتنا بالمسؤولين الإيرانيين ومسؤولي الخارجية الإيرانية فان أكثر كلمة ترددت علينا كانت ماذا تريدون منا ؟ما هو تصوركم للحل السياسي وكيف يمكن أن نساعدكم فيه ؟ولم اسمع منهم قط كلمة «نريد منكم «أو «يجب عليكم» ولو على سبيل الغلط .
إيران -على خلاف بعض دول الخليج – ان فعلت حسنا لا تبطل صنيعها الحسن بالمن والأذى .
إيران أكثر دولة تدعم القضية الفلسطينية وتقف بوجه الهيمنة الأمريكية وتدفع ضريبة باهضة ثمن مواقفها مع أهم قضايانا العربية .
إيران عبرت غير مرة استعدادها ورغبتها في توقيع اتفاقية عدم اعتداء مع دول الجوار واستعدادها للتعاون المشترك في حماية امن الخليج والمنطقة بعيدا عن أي تواجد لأي قوات أجنبية من خلال تأكيدها المستمر أن أمن الخليج والمنطقة مسؤولية الدول المطلة على الخليج .
إيران هي من أسقطت دولة داعش في المنقطة وهي من تقف حقيقة بوجه الإرهاب الذي توظفه أمريكا وحلفائها من أجل الفوضى الخلاقة .
هذه هي إيران كما خبرتها وكما هي الشواهد لا تحصى.. فلماذا شيطنتها وشيطنة زيارتها والعلاقة معها ؟
إيران تقول عدوي وعدوكم إسرائيل ولم اسمع أياً من هم يقول اتخذوا من السعودية أو أي دولة عربية أو إسلامية عدوا .فلماذا تريدونها عدوا بدلا عن إسرائيل ؟
إيران دولة إسلامية والدستور اليمني ومخرجات الحوار الوطني يطالبان الدولة بتطوير العلاقات مع الدول العربية والإسلامية وفقا لمصلحتنا الوطنية وليس لمصلحة أي دولة أخرى أمريكا أو السعودية أو أي دولة كانت …فبأي حق تريدون القطيعة معها ؟!