استطلاع/ حسن الوريث
مثلت المسابقة الوطنية لرواد المشاريع الابتكارية التي أقامتها وتبنتها وزارة الصناعة والتجارة خلال الفترة أبريل – يونيو 2019م ، خطوة متميزة لتشجيع المخترعين على الابتكار وتطوير روح المبادرة لديهم عن طريق إعطائهم الفرصة لتطبيق الابتكارات وإنشاء المشاريع الخاصة بهم، بالإضافة إلى حماية ابتكاراتهم بتسجيلها وحفظها ومساعدتهم على تسجيلها في المراكز الدولية والإقليمية.
ونظراً للنجاح الكبير الذي شهدته المسابقة، فقد أقرت الوزارة إقامتها سنوياً لأهميتها على مستوى الاقتصاد والإنتاج والابتكار العلمي وإسهامها في تحقيق نقلة متميزة لليمن في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية ودعم طموحات المبتكرين وتنميتها .
وهنا نستطلاع آراء قيادة الوزارة ولجنة التحكيم وعدداً من الفائزين والمشاركين في المسابقة .
يقول وزير الصناعة والتجارة عبد الوهاب الدرة “فكرة المسابقة جاءت أولاً انطلاقاً من تنفيذ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة التي تؤكد على أهمية دعم المبتكرين والمخترعين والشباب المبدعين في شتى المجالات وتشجيعهم على الإنتاج والابتكار العلمي وكذا تنفيذاً لرسالة الوزارة في تشجيع المبتكرين واكتشاف الأفكار والمشروعات الإبداعية الواعدة في المجالات المختلفة لإيجاد الحلول والبدائل لتجاوز الأوضاع الاقتصادية وتوفير فرص عمل للشباب ورواد الأعمال”.
وأشار إلى أن المسابقة حظيت بتفاعل شعبي ورسمي كبير ومتابعة فاقت التوقعات حتى من خارج الوطن وأحدثت صدى واسعاً في أوساط المجتمع واهتماماً بالغاً بهذه الخطوة التي تحسب ليس لوزارة الصناعة فحسب ولكن للحكومة والقيادة.
وأضاف وزير الصناعة: إن الوزارة أقرت إقامة المسابقة بشكل سنوي لما حققته من نجاحات على مختلف المستويات وقد تم تشكيل لجنة فنية لتقييم ودراسة كافة الأفكار التطويرية لتلافي أي قصور حصل في النسخة الأولى وبما يسهم في نجاحها وضمان وصول كل مبدع إلى حقه وإنجاز عمل متكامل يحقق الأهداف المرجوة منه.
ودعا الوزير الدرة كافة المبدعين والمبتكرين والمخترعين في عموم محافظات الجمهورية من المهرة إلى صعدة للمشاركة في النسخ القادمة من المسابقة وتقديم مشاريعهم إلى مكاتب الصناعة والتجارة في المحافظات والوزارة وذلك في المواعيد التي ستعلنها اللجنة الإشرافية ووفقاً للشروط والمعايير التي سيتم تحديدها من قبل اللجنة والتي سيتم الإعلان عنها في مواقع وصفحات الوزارة ومختلف وسائل الإعلام .
وأكد استعداد الوزارة تقديم كافة التسهيلات للمشاركين وبما من شأنه تحقيق أهداف المسابقة في تشجيع المبتكرين والمبدعين واكتشاف الأفكار والمشروعات الإبداعية الواعدة في المجالات الصناعية المختلفة وتبنيها وتقديم الدعم لها.
وأشار وزير الصناعة إلى أن الوزارة دعمت إنشاء شركات وطنية للفائزين في المسابقة منها الشركة الوطنية للطباعة ثلاثية الأبعاد وإنتاج المادة الخام والشركة الوطنية لصناعة وتجارة البطاريات كشركة مساهمة واكتتاب وشركة إنتاج الأطراف الصناعية، ويجري حالياً إعداد الدراسات الفنية والطبية والمالية لتطوير وإنتاج جهاز الغسيل الكلوي الفائز بالمركز الأول.
وتابع “هذه من الخطوات الأولى التي قمنا بها ومازلنا نواصل الجهود لرعاية المخترعين والمبدعين بشكل متواصل واستثمار إبداعاتهم وترجمتها على أرض الواقع والاهتمام بالبحث العلمي باعتباره خياراً وطنياً استراتيجياً في إطار الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة” .
ودعا الوزير الدرة القطاعات والهيئات الحكومية والقطاع الخاص لاستقطاب المبتكرين والمخترعين وتبني مشاريعهم كمشاريع تنموية وطنية تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية .
وثمن اهتمام رئيس المجلس السياسي الأعلى ودعمه للمسابقة وللوزارة ومتابعته المستمرة لكل مراحلها وكذا دعم رئيس الحكومة وتفاعله مع المسابقة .
نائب وزير الصناعة والتجارة -رئيس اللجنة الإشرافية للمسابقة- محمد الهاشمي، أكد أن الوزارة اتجهت إلى الاهتمام بالمبتكرين والمخترعين بناءً على توجيهات قائد الثورة بتحويل التحديات إلى فرص وتوجهات القيادة السياسية ممثلة برئيس المجلس السياسي الأعلى وكجزء أساس من اهتمامات الوزارة بمختلف إداراتها المختصة للاستفادة من قدرات وابتكارات أبناء الوطن.
وأشار إلى أن الوزارة نظمت أكبر حدث جماهيري هو الأول من نوعه على مستوى الجمهورية لاستنهاض العقول اليمنية عبر المسابقة الوطنية لرواد المشاريع الابتكارية “المبتكر اليمني” وتشجيع المبتكرين والمخترعين لعرض أفكارهم والتعريف باختراعاتهم وتقييمها وتطوير الأبحاث ونشر ثقافة الاختراع وإيجاد ثقافة اجتماعية تستفيد من الاختراعات في تطوير الصناعات الوطنية.
وقال الوكيل الهاشمي: إن الوزارة لن تألو جهداً في البحث عن جهات تتبنى هذه الاختراعات والابتكارات وستنظم خلال الفترة القادمة المعرض الرابع للاختراعات لعرض الابتكارات المشاركة في المسابقة، إضافة إلى إتاحة الفرصة للمبتكرين والمخترعين الآخرين الراغبين في عرض ابتكاراتهم بهدف تسويق الاختراعات وتشجيع المخترعين والباحثين على عرض اختراعاتهم للجمهور والتعريف بالتقنيات الجديدة وتحفيز الشركات والمؤسسات للاستثمار في مجال الاختراعات” ..
واعتبر أن تطوير الصناعات اليمنية ينطلق من إيجاد شراكة حقيقية بين المخترعين والمنتجين والمصنعين والدولة للخروج بمنتج يمني متميز يلبي احتياجات السوق المحلية في جميع المجالات .
ودعا كافة المؤسسات العلمية والقطاع الخاص إلى تقديم الدعم والمساندة والاهتمام بالمبدعين وتنمية ورعاية مشاريعهم على اعتبار أن المخترع اليمني من أهم روافد اقتصاد البلاد وخاصة في ظل العدوان والحصار .
من جهته، أشار وكيل وزارة الصناعة والتجارة لقطاع خدمات الأعمال محمد عبد الكريم إلى أن المشاريع المقدمة من المشاركين في المسابقة أكدت نبوغ العقل اليمني وتفوقه خاصة في ظل الأوضاع الصعبة والحصار الاقتصادي والعدوان المفروض عليه.. لافتاً إلى أن هذه المشاريع الابتكارية والتي تنوعت مجالاتها بين صناعية وزراعية وبيئية وتعليمية وأجهزة طبية وكهربائية وأفكار تنموية وتجارية رائدة تصب في خدمة المجتمع والاقتصاد الوطني .
وأكد عزم وزارة الصناعة والتجارة البحث عن تمويل للمشاريع الابتكارية في كافة مؤسسات الدولة والقطاع الخاص وإخراج تلك المشاريع إلى سوق العمل والإنتاج للنهوض باليمن في مختلف المجالات.
وأوضح أن الهدف من المسابقة إبراز المواهب وتشجيعها ودفع شباب الوطن نحو العمل والإبداع واستغلال كل الإمكانيات والأفكار لإيجاد الحلول والبدائل المفيدة للبلد خاصة في ظل العدوان والحصار .
فيما اعتبر مدير عام الصناعات الصغيرة بوزارة الصناعة يونس السوسوة أن المسابقة الوطنية لرواد المشاريع الابتكارية أحد الأعمال والمشاريع التي تدعم المواهب والابتكارات وتستقطب أصحاب الإبداعات الجيدة ترجمة لأهداف الرؤية الوطنية .
وأشار إلى أن الوزارة أعدت برنامجاً متكاملاً لاستيعاب مخرجات المسابقة بما يسهم في تمويل أفكار المبتكرين وتحويلها إلى مشاريع إنتاجية وذات ربحية لتغطية الاحتياج ومتطلبات السوق المحلية وبما يحفظ حقوق المبتكرين والجهات الداعمة من القطاعين الحكومي والخاص وإنشاء حاضنة أعمال للمبتكرين إضافة إلى تنفيذ برنامج تدريبي متكامل في مجال إدارة المشاريع ودراسات الجدوى والتسويق وإدارة الأعمال للفائزين العشرة بالمسابقة لتطوير مهاراتهم وتنمية قدراتهم الإدارية والمالية والتسويقية ومساعدتهم على تنفيذ مشاريعهم بشكل أفضل.
وتوقع السوسوة أن تتزايد أعداد طلبات المتقدمين للمشاريع الابتكارية في المسابقة بنسختها المقبلة إلى أكثر من ألف مشارك بعد النجاح الكبير للنسخة الأولى وإقرار وزارة الصناعة إقامتها بشكل سنوي .
بدوره، قال عميد كلية الهندسة بجامعة صنعاء رئيس لجنة التحكيم للمسابقة الدكتور محمد البخيتي “إن المسابقة بدأت تؤتي ثمارها من خلال التحرك الجاد من قبل وزارة الصناعة للبحث عن تمويل ورعاية الابتكارات التي تقدمت للمسابقة بما من شأنه الإسهام في رفد الاقتصاد الوطني وتغطية احتياجات السوق المحلية من المنتجات بأيادٍ وعقول يمنية”، مؤكداً أن تبني الوزارة إنشاء شركات وطنية لأصحاب المشاريع الابتكارية خطوة مهمة في رعاية المبتكر اليمني.
وأشار إلى أن لجنة التحكيم قدمت عدداً من التوصيات والمقترحات المتضمنة تطوير المسابقة في نسختها القادمة وبما يسهم في الارتقاء بها وإتاحة الفرصة للمبدع اليمني .. مبيناً أن التوصيات شملت مقترحات للاهتمام بالمبدعين وتوفير الحاضنات الصناعية لأصحاب المشاريع الابتكارية بما يسهم في تحويل الأفكار والابتكارات إلى مشروعات اقتصادية منتجة وذلك من خلال تقديم عدد من الخدمات لرواد الأعمال تشمل التأهيل والدعم المادي والمعنوي.
وأكد الدكتور البخيتي أهمية التعاون بين مختلف الجهات وتعزيز التنسيق مع مؤسسات التعليم العام والجامعات ومراكز الأبحاث للقيام بدورها في تطوير البحث العلمي واستقطاب المخترعين والمبدعين وتشجيعهم وتطوير ابتكاراتهم واختراعاتهم بطرق علمية ومهنية وصولاً إلى تحقيق الأهداف المرجوة منها.
عميد المخترعين اليمنيين عضو لجنة التحكيم في المسابقة المهندس محمد العفيفي أكد أن مسابقة المبتكر اليمني هي أحد المشاريع التي جمعت العقول النيرة والمثمرة لتحويل اليمن إلى بلد صناعي بعقول أبنائه.
وأشار إلى أن الاهتمام بالعقول اليمنية وتشغيلها باكورة الطريق لبناء اليمن وتحويله إلى منطقة صناعية تحاكي أمجاد اليمنيين والعقل اليمني الذي كان أول من بدأ فنون الزراعة وأنشأ السدود وناطحات السحاب في العالم.
وأشاد العفيفي بالجهود التي بذلتها قيادة وزارة الصناعة والتجارة الرامية إلى تشجيع المخترعين والمبتكرين والعمل على تبني مشاريعهم لتصب في خدمة الوطن والمواطن.
ولفت إلى أن العقول اليمنية المبتكرة كانت في الماضي تواجه بيئة طاردة دفعت بتلك العقول إلى الهجرة خارج البلد.. مقدراً دور القيادة السياسية التي أولت هذا الجانب أهمية كبيرة من الرعاية والديمومة ترجمة لتوجيهات قائد الثورة في بناء الدولة اليمنية الحديثة.
من جانبه، قال نائب عميد كلية الهندسة بجامعة إب عضو لجنة التحكيم في المسابقة الدكتور حاتم الدعيس ” إن المسابقة مثلت حدثاً بارزاً تناوله المجتمع والإعلام بالكثير من الاهتمام لما حمله هذا المشروع من سموٍ للفكرة وصدقٍ للرسالة واجتهادٍ في التنفيذ”.
وأشاد بتوجه القائمين على المسابقة في حِرصهم على اختيار لجنة التحكيم التي ضمت أكاديميين وعدم التدخل في قراراتها أياً كانت .. مؤكداً وجود إجماع من مختلف فئات المجتمع على نجاح هذه التجربة وتفوقها في إبراز قدرات الإنسان اليمني المبدع والخلاق القادر على الابتكار والتطوير وإيجاد البدائل مهما كانت الظروف وعلى تفوق إدارة هذا المشروع في تجاوز كل التحديات .
وأشار إلى أن وزارة الصناعة والتجارة تميزت هذا العام بتبنيها لمشروع المسابقة برسالة ورؤية واضحة وتسخيرها لكل الموارد والكوادر المتاحة من أجل إخراجها إلى حيز الوجود بالشكل اللائق رغم شحة الإمكانات وقِصَر فترة الإعداد وقساوة الظرف الذي يعيشه الوطن بأكمله.
وأكد الدكتور الدعيس أن النسخة الثانية من المسابقة ستكون نموذجاً يحتذى به في بقية البرامج المسابقاتية والتلفزيونية التي يتابعها المجتمع صغاراً وكباراً ويتلمسون النور الذي يحمله هذا المشروع إليهم .. مشدداً على ضرورة الاستمرار ومواصلة الاهتمام بالمسابقة ودعم وتنفيذ المشاريع الفائزة وتحويلها إلى مشاريع إنتاجية تعود بالنفع والفائدة الاقتصادية على المجتمع والوطن بأكمله.
كما أكد أن مثل هذا التوجه من الوزارة والحكومة في رعاية المبدعين والمبتكرين سيبني حاضنة كبيرة لهذه الأفكار الإبداعية، ويدفع في نهاية المطاف رؤوس الأموال المحلية والجهات الأخرى إلى التركيز على الإنتاج المحلي الصناعي والزراعي لتحقيق الفائدة الاقتصادية والتخلص من الهيمنة الخارجية على اقتصاد ومقدرات اليمن.
ونوه بأن إقامة مثل هذه الأنشطة الرائدة وتنظيمها ورعاية مخرجاتها على أهميته يتوجب أن يكون واحداً من مجموعة واسعة من الاجراءات التي يفترض بالحكومة القيام بها ضمن مصفوفة وطنية لتصحيح المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية ورعاية الشباب والمبدعين عماد الأمة وأمل المستقبل.
وأكد المدير التنفيذي لصندوق الصناعات والمنشآت الصغيرة عضو لجنة تحكيم المسابقة أحمد حمزة أن المسابقة أفرزت الكثير من المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية المرتفعة والخدمات الكبيرة للمجتمع ومنها مشاريع تستبدل المستورد بالصناعات المحلية .
وأشار إلى ضرورة الاهتمام بالمبتكرين والمبدعين وأصحاب مشاريع الريادة حتى لا يذهب هذا الجهد سدى ويستمر دعم المشاريع وخاصة التي تحتاج إلى رأس مال كبير ووضعها ضمن خطط عمل الحكومة ورصد ميزانية سنوية لها.
ودعا حمزة إلى إنشاء حاضنات صناعية للمخترعين والمبتكرين وبما يخدم قطاع الصناعات الصغيرة والاستراتيجية وتنمية الاقتصاد.
المتسابقة ريهام المختاري، الفائزة بالمركز الأول في المسابقة قالت: إن المسابقة فتحت باب التطبيق لرواد المشاريع الابتكارية وأتاحت الفرصة للمبتكرين اليمنيين لتطبيق مشاريعهم على أرض الواقع مما يشجع على توالد الأفكار الجديدة وتطويرها في عملية مستمرة نحو مستقبل علمي زاخر بالابتكارات والاختراعات التي تخدم التنمية المستدامة في الجمهورية اليمنية وتقدمها العلمي بين مصاف الدول .
وأشارت إلى أن مشروع جهاز الغسيل الكلوي الذي فازت به في المسابقة عبارة عن سترة مصممة لمريض واحد عالية في التعقيم والأمان وتحد من انتقال الفيروسات لأنها شخصية وصلاحيتها تمتد مدى العمر .. لافتة إلى أن الجهاز الآن في طور التجارب الطبية والفنية ودراسات الجدوى من قبل فريق متخصص لكي يخرج كمنتج في السوق بعد استكماله من كافة النواحي الطبية والفنية.
وثمنت المختاري دعم ورعاية وزارة الصناعة والتجارة لها وللمبتكرين والمخترعين والبحث عن جهات داعمة لتنفيذ مشاريعهم.
المبتكر محمد دباء، الفائز بالمركز الثالث في المسابقة مع فريق تمكين عن ابتكارهم لمشروع طرف صناعي متحرك لمبتوري الأطراف المكون من حمزة المقطري وأمجد الخطابي وباسل الشرجبي وعبد الملك سحاري وماجد السوادي .. عبّر عن فخره واعتزازه مع فريقه بوجود بيئة حاضنة تقوم على الاهتمام بالمبتكر اليمني والبدء برعاية المشاريع وإخراجها الى النور كخطوات ونماذج يتم الاقتداء بها للمستقبل وإيصال اليمن إلى المستوى الذي يحلم به.
وأوضح أن مشروعهم يهدف إلى إحلال تكنولوجيا الأطراف الصناعية المعقدة في اليمن وتوفير الأطراف الصناعية لكل المحتاجين في كافة المحافظات. مبيناً أن أهميته تكمن في تزايد الحاجة إليه بسبب الحرب وارتفاع أعداد مفقودي الأطراف في كافة المناطق، ولعدم وجوده كمنتج محلي، وارتفاع أسعار الأطراف المستوردة حيث يصل بعضها إلى مائة ألف دولار.
وأشار دباء إلى أن مشروع فريقه نتاج عمل سنتين من البحث والتطوير أثناء مرحلة دراستهم الجامعية في تخصص هندسة الميكاترونكس الذي تحول بعد مشروع التخرج إلى منتج حقيقي ومتكامل.
وقال” نطمح لبناء نموذج ناجح لإحلال فكرة التصنيع المحلي في اليمن وأخذها كخطوة ناجحة للانطلاق بمشاريع سيادية أخرى تحقق الأمن المستدام والاكتفاء الذاتي لرقي ورفعة المجتمع ومستقبل أفضل لأطفالنا”.
المتسابق عامر هائل، الفائز بالمركز الخامس في المسابقة عن ابتكاره تقنية الإحلال الشامل وإسهاماته في تحسين بيئة واقتصاد اليمن، أوضح أن مشروعه ارتكز على أربعة جوانب تمثلت في الجانب البيئي والصحي والاقتصادي والعلمي، وقدم دراسة علمية أكاديمية وقاعدة بيانات شاملة للنفايات وكيفية استغلالها في كافة محافظات الجمهورية وكذا دراسة الجدوى الشاملة لإقامة المصنع الذي سيساعد في التخلص من النفايات الصلبة الموجودة في البلاد واستثمارها بمنتجات محلية الصنع وتخفيف العبء على المجالس المحلية للتخلص من النفايات والقضاء على مصدر العديد من الأوبئة المنتشرة مثل الكوليرا وغيرها.
وأكد أن المشروع سيساعد في توفير الملايين من الدولارات التي تنفق سنوياً لشراء الاسمنت والمنتجات الخشبية والورقية كما سيعمل على توفير فرص العمل والمساهمة في القضاء على البطالة وتحسين البيئة والاقتصاد في اليمن.
من جهتهم، اعتبر أعضاء فريق ابتكار ماكنة النحت باستخدام الكمبيوتر الفائز بالمركز السادس في المسابقة والمكون من عمرو إسماعيل وراجح عبد الفتاح وحسين الشوافي أن مشروعهم يتمثل في تطوير هذه الأنواع من الآلات وإنشاء مصنع لإنتاجها محلياً ورفد اقتصاد البلاد وتشغيل الأيادي العاملة للمهندسين والفنيين وعامة المجتمع.
وأشاروا إلى أن المشروع يستطيع إنتاج أشكال معقدة يصعب على اليد البشرية الحرفية إنتاجها، ويعمل على تحويل التصاميم في الكمبيوتر إلى كودات تفهمها الآلة وتحولها إلى حركة، واستغلالها في مجال الديكور والإعلان في إنتاج الشعارات البارزة والمضيئة ونحت الأشكال الـ (3D) المعقدة والنحت على الأخشاب وقصها، والمواد الأخرى مثل البلاستيك والفوركس والألمنيوم، وعمل قوالب صناعية لها أشكال معقدة .. مؤكدين أن المشروع سيوفر مجالاً تطبيقياً واقعياً لطلاب علوم الهندسة الميكانيكية والميكاترونكس وطلاب البرمجة ويسهل أعمال الديكور والنحت على الأخشاب.
وقال فريق الابتكار “رغم الظروف الصعبة والمعاناة التي يمر بها الشعب اليمني تحت تجبر وغطرسة العدوان إلا أننا نثبت قوة الإرادة في الصمود وقادرون على الاهتمام بأنفسنا والتقاط الأنفاس والعودة من جديد بقوة، وهذا العدوان الغاشم أثبت قدرة اليمن على التصنيع والاختراع وإخراج علماء يستطيعون بناء الوطن مهما حاول العدوان تدميره”.
من جهتهم، أشار فريق ابتكار الزجاجيات بمركز الوسائل التعليمية المكون من حمود الهمداني، وعامر عبد الله، وعالية الحمزي الفائز بالمركز الرابع في المسابقة إلى أن فكرة مشروع إنتاج الأجهزة الزجاجية للمختبرات المدرسية والطبية والمختبرات الأخرى جاءت من معاناة وزارة التربية والتعليم في صعوبة توفير زجاجيات المختبرات وإيصالها سليمة للمدارس.
وأوضح الفريق أن مشروعه يهدف إلى تلبية احتياجات معامل المدارس وبقية المؤسسات والمنشآت المستخدمة لهذه الأجهزة في اليمن، وتغطية الاحتياج للسوق المحلية.
وأكدوا أن المشروع يعتبر الوحيد في اليمن والجزيرة العربية والثالث في الوطن العربي كونه لا يوجد إلا في مصر، الأردن، مبينين أنه ذا جدوى علمية هامة في شتى مجالات التعليم والتعلم والإنتاج والأبحاث المختلفة بالإضافة إلى جدوى اقتصادية كبيرة سيغطي احتياجات الوطن من تلك الأجهزة بأقل التكاليف ويوفر العملة الصعبة التي تنفق في شرائها من الخارج، ويقلل التلف والهدر الذي يحدث للمستورد عند شحنه ونقله كون مكوناته قابلة للكسر .
وثمن أعضاء الفريق الدور الذي قامت به وزارة الصناعة والتجارة في تبني المسابقة كإنجاز كبير يهتم بالمبتكرين ودعمهم للنهوض بالمجتمع ورفع مستواه دوليا وتحقيق مصلحة الوطن الحبيب.
وقالوا إن “التعليم هو النهضة الحقيقية لهذا الوطن ولا مجال لتطورنا ونهوضنا إلا من خلاله كون الدول المتقدمة لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا من خلال التعليم، كما نأمل أن يكون لدينا كادر كبير متدرب ومؤهل في هذا التخصص حتى يغطي احتياجات الوطن ونتوقف عن الاستيراد”.
فيما اعتبر فريق ابتكار طيف التوحد المشارك في المسابقة والمكون من المتسابقات نور سعيد، صفاء السايس، حماس منصور، علياء الناموس وإيمان ناجي أن المشروع جاء إستشعاراً منهن بأن فئة المتوحدين تستوجب عناية خاصة واهتماماً أكبر في مجال التعليم التكنولوجي وتطوير مهارات وقدرات خاصة لدى الأطفال ذوي الاحتياجات.
ووفقاً للفريق يساعد المشروع على تأدية المهارات اليومية للفئة المستهدفة بما فيها المهارات السمعية والبصرية والحركية وغيرها من اضطرابات التوحد للفئات ذات المتطلبات الخاصة بوصفها إحدى حالات الاضطراب التي يعاني أصحابها من مشكلة في استيعاب المخ للمعلومات وكيفية معالجتها ومشاكل اتصال المريض بمن حوله واضطرابات اكتساب مهارات التعليم السلوكي والاجتماعي ومشاكل أخرى في النطق.
وأشار الفريق إلى أن فكرة التطبيق بدأت بعمل مشروع تخرج يكون له أثر وأهمية إنسانية واجتماعية لمساعدة أطفال التوحد الذين يعانون صعوبات جسيمة في مجالات التواصل اللفظي وربط العلاقات الاجتماعية مع المحيط الخارجي ومساعدة مدربيهم وأهاليهم في تنمية المهارات المعرفية والسلوكية عند هؤلاء الأطفال من خلال التدريبات بالرسوم المتحركة والأصوات والصور.
ولفت الفريق إلى أن المشروع يهدف إلى توظيف التكنولوجيا في خدمة أطفال التوحد وإنشاء تطبيق باللغة العربية يشخص مستوى التوحد والإجابة على السؤال الدائم (كيف أعرف أن ابني مصاب بالتوحد وكيفية التعامل معه) وتحسين عملية التعليم وتعلم المهارات السلوكية والإدراكية والتفاعل الاجتماعي من خلال استخدام وسائل بصرية وسمعية في التطبيق.
وأكد أن تطبيق “طيف التوحد” سيساعد كل أطفال التوحد في اليمن على تحسين مهاراتهم السلوكية والمعرفية كما سيتم العمل على تطوير ذلك التطبيق بإضافة المزيد من الأنشطة في جميع مراحله ومستويات التوحد المتوسط والشديد.
وعبرت الشقيقتان عصماء وزينب القديمي المشاركتان في المسابقة بفريق “اكتفاء” لمشروع تقنية زراعة أنسجة البطاط، عن الفخر والاعتزاز بالمشاركة في المسابقة التي جمعت العقول اليمنية استعداداً لانطلاقة عظيمة بإذن الله.
وأشارتا إلى أن مشروعهما يهدف إلى الوصول للاكتفاء الذاتي من المحصول، وتحقيق الأمن الغذائي، والحصول على إنتاجية وجودة عالية تساعد المزارع في الوصول إلى محصول خال من الأمراض تمكنه من رفع أرباحه وخفض تكاليف الإنتاج، وتقديم ما يرغب به المستهلكون.
ومما لاشك فيه أن نجاح النسخة الأولى من المسابقة يقتضي مواصلة الجهود والعمل الجاد من قبل الجميع وتسخير كافة الإمكانات اللازمة للمخترعين والمبتكرين لإخراج اختراعاتهم من إطار الفكرة إلى الواقع العملي الذي يخدم البلد والنهوض به.
” سبأ “