عدن .. ما أشبه يومها بالبارحة (1-4)
عبدالجبار الحاج
في الخمسينيات أصدرت إدارة بريطانيا الاستعمارية قانون الهجرة والجنسية في مواجهة الهجرة الكثيفة من الريف المحيط بعدن وكان ريف تعز هو ريف عدن القريب وبهدف قوننة الجنسية التي أرادت إدارة المستعمرة أن تمنحها للأجانب وتمنعها عن اليمنيين من جهة ومن جهة اخرى لجأت الى تكثيف هجرة الاجانب من الهند وايران والقرن الافريقي ومنح هؤلاء الاجانب جنسيات بموجبها يحصلون على أولوية حصرية للمواطنة وحقوق حصرية في التعليم والوظائف الادارية التي تحتاجها بريطانيا في إدارة مرافقها الإدارية كافة ..
وتصير بموجب تنفيذ ذلك القانون عدن للعدنيين ومن ثم فإن المهاجرين الأجانب المجنسين مواطنون ذوو صفات قانونية فيما يعامل اليمنيون القادمون من مناطق تعز وإب والبيضاء وغيرها اجانب ..
كان الهدف من قانون الهجرة والجنسية واضحا في محاولة استعمارية دؤوبة في تصميم نسب التركيبة السكانية كما يحلو لها ولصالح الاجانب الذين يصيرهم القانون السيئ الذكر مواطني المستعمرة وسكانها الأصليين ثم تأتي عقب ذلك محاولة تطبيع هذا الواقع المصطنع بما عرف بظاهرة جمعية عدن للعدنيين..
في مقابل اهداف بريطانيا في ايجاد تركيبة سكانية غالبة العدد من الاجانب يحلون رسميا محل اليمنيين..
نشأت في تلك الاثناء نضالات الحركة العمالية الصاعدة والمتسعة حركة نضال وطني متصاعد في إطار وأهداف عمل ونضال النقابات. وتصاعد النضال السياسي المتصاعد المقاومة من خلال الجبهة الوطنية المتحدة ..
كانت بريطاتيا تطرد اليمنيين بدعوى انهم ليسوا مواطنين بل مهاجرين..
ففي الخمسينيات في ظل الإدارة الاستعمارية البريطانية في عدن تعرض كثير من اليمنيين للطرد والتهجير باعتبارهم أجانب لا تنطبق عليهم مواد قانون الجنسية والهجرة وشمل هذا التنفيذ الجائر لمزعوم القانون الى طرد المئات من اليمنيين وعلى رأسهم الزعيم النقابي المناضل الوطني محمد عبده نعمان الحكيمي الذي كان الى جانب ريادته في النقابات زعيما للجبهة الوطنية المتحدة.