الأسرة /خاص
لم تكن سلمى تفكر أنها ذات يوم ستحمل على كتفها سلاحا وهي التي كانت تخاف من لمس الرصاصة كما تقول ولكنها اضطرت لحمله دفاعا عن نفسها وعن أسرتها ودفاعا عن الوطن في وجع العدوان الغاشم الذي استباح دماء اليمنيين وعاث فسادا في بعض المناطق الواقعة تحت سيطرته.
سلمى وجدت نفسها مضطرة لحمل السلاح دفاعا عن أسرتها وترى هذه السيدة التي تبلغ العقد الرابع من العمر أن العدوان ومرتزقته اجبروا الكثير من اليمنيات على حمل السلاح دفاعا عن انفسهن وأن المرحلة الراهنة تتطلب امرأة مسلحة وترى أن المرأة اليمنية قوية في مواجهة الصعاب والحرب وكل ظروف الحياة الصعبة.
مروى عايش وهي نازحة من مدينة الحديدة تشارك هي بدورها في المسيرات المنددة بجرائم العدوان وترفع سلاحها عاليا في رسالة موجهة للعدوان بأن اليمنيات بإمكانهن الدفاع عن أنفسهن ضد العدوان وأن المرأة اليمنية ليست ضعيفة وبإمكانها الوقوف الى جانب اخيها الرجل في الدفاع عن الأرض والعرض.
ولعبت المرأة اليمنية دورا عظيما ولاتزال في مجابهة العدوان الغاشم الذي يتعرض له الوطن منذ خمسة اعوام رغم كل المصاعب والمحن التي تعيشها في ظل العدوان.. فكانت في مقدمة الصفوف المنددة بجرائم وانتهاكات العدوان في مختلف الفعاليات الاحتجاجية مدركة لأهمية دورها ومسئوليتها في الظرف الحرج الذي يعيشه الوطن في تعزيز روح الولاء الوطني في نفوس ابنائها والاسهام في ترسيخ قيم ومفاهيم التكافل الاجتماعي وبث روح المحبة والتراحم ووضع بصماتها المشرقة في التأسيس لغد اجمل في حياة اليمن واليمنيين.
ومن ناحية أخرى تقول أم عزام أن الدفاع عن الوطن والشرف بات واجبا على الجميع سواء كانت امرأة او رجلاً وان حمل المرأة للسلاح في هذه الفترة بات واجبا ولو اضطرت كل النساء للمشاركة في جبهات القتال.
وتضيف ام عزام شاركت في الكثير من المسيرات المنددة بجرائم العدوان بالعاصمة صنعاء ورفعنا شعارنا غاضبين مع عشرات من النساء في الميادين ضد العدوان الهمجي الذي تفوده السعودية على اليمن والذي تسبب في قتل الكثير من الأبرياء ودمر المنشآت والطرق والمباني وقصف الأبرياء.
نساء غاضبات
المسيرات النسائية الغاضبة التي تشارك فيها النساء اللاتي يحملن الأسلحة المتنوعة يعبرن عن استعدادهن للدفاع عن أوطانهم وأنهن مستعدات للموت من أجل الذود عنه وأن النساء عرف عنهن في الحروب أن يكن عاملا مساعداً للرجال فيما يتعلق بمدهم بالزاد والذخيرة وعلاج الجرحى وأن التاريخ سيسجل لليمنيات حملهن للسلاح في وجه العدوان الذليل رغم ترسانته المتطورة وجنوده المدربين وأن اليمنيات سيقفن بكل صمود وقوة أمام قوى الشر والعدوان على اليمن.
وتقول أم عطان بأن المرأة اليمنية هي المتضررة الأكبر من القصف الهمجي الذي تشنه طائرات العدوان بصورة يومية منذ خمس سنوات وقد قضت آلاف النساء في هذه الحرب الظالمة مما دفع الكثير من النساء الآن لحمل السلاح دفاعا عن نفسها وخاصة في المناطق التي يقع تحت سيطرة المرتزقة وما يقوم به جنودهم من جرائم وحشية بحق المرأة هناك .
مدارس في النضال
وإذا كانت الأم مدرسة لأعداد الأجيال فأمهات الشهداء صاحبات مدرسة خاصة في تخريج الابطال الذين اعزّوا امتهم ووطنهم وكل من ينتمي إليهم ويسير على دربهم، في وقت بات القابض على سلاحه كالقابض على الجمر.
وتبقى المرأة اليمنية الصامدة واحدة من ملايين النساء اللائي يدركن حجم المسؤولية الوطنية الكبرى المناطة على عاتقهن في هذا الظرف العصيب الذي يتعرض له الوطن ليسطرن إلى جانب إخوانهن الرجال الأفذاذ أجمل صور التلاحم والصمود في وجه اعتى الهجمات التي تواجهها الأرض اليمنية في تاريخها الحديث.
وعاشت المرأة اليمنية دور المناضلة الحقيقية على جميع المستويات الأسرية والاجتماعية وكانت عبارة عن منظومة أخلاقية رغم المعاناة التي عاشتها على مدى سنين طويلة فانتقلت من المرأة الضعيفة إلى القوية والقدرة على التحمل فكانت المحامي والمدافع عن العرض والشرف وهو ما أثبتته خلال الانتفاضات المستمرة وأصبحت قادرة على التعامل مع الواقع المعاش بقوة ومسؤولية واكتسبت الخبرة والقوة وبرز تيار نسائي قوي يمتاز بقدر كبير من المسؤولية الوطنية والوعي وبالإضافة إلى ذلك قامت المرأة بدروها الأسري على أكمل وجه وتحملت المسؤولية في الإنجاب والتربية وتحمل الأعباء المادية والمعنوية والتربية النضالية لأبنائها فكانت جزءاً من المجتمع الذي تعيش فيه وعليها حماية وحدته وصونه وتحمل النضال والتضحية ومن هنا تبوأت المرأة المكانة المتميزة طيلة مسيرة الكفاح المسلح فلم تعد ضعيفة خائفة بل باتت قادرة على القيام بالمهام التي يعجز عن أدائها الرجال فلا تزال بعض النساء تحتفظ بسلاحها الذي شاركت فيه في القتال لاعتبار أن ذلك السلاح هو الشاهد المنصف على نضالهن ومبعث الفخر والاعتزاز لهن أمام الأبناء والأحفاد كما انه يذكرهن كما يقلن مرحلة عزيزة في حياتهن شاركن فيها في تحرير الوطن .