لسنا مثلكم ولن نكون
فواز ناجي
من يشهد للمجرم غير المجرم .. ومن يفخر بمجرم غير مجرم. لكن الإجرام يظل شائنا ومشينا ومخزيا لصاحبه الشاذ والمنحرف، أمام قاعدة مجتمعية عامة تجرمه وتحتقره وتزدريه وتقف له بالنبذ والردع.
تلك هي الحال في مآل زعيم عصابة الحرابة والسرقة والقتل في مديرية ريدة بمحافظة عمران مجاهد قشيرة. نبذه أهله قبل أهالي منطقته وعاش مكروها ومطلوبا للعدالة، وحين همت أجهزة الأمن بضبطه واجهها وقتل.
مسألة سحب جثته من أهالي أعضاء لجنة الوساطة التي غدر بهم وقتلهم في بيته حين ذهبت إليه حقنا للدماء وفي سبيل تسليم نفسه وأفراد عصابته سلميا لأجهزة الأمن .. مسألة أخرى، لا نبررها ولكننا نرفض تحويرها.
أجهزة الأمن استنكرت ذلك .. ووزارة الداخلية أدانته رسميا وبشدة، وأكدت أنه تصرف منفلت مدان ومرفوض ووجهت بالتحقيق فيه وزادت على ذلك بإقالة مدير أمن عمران، لعدم تحفظه على جثة المجرم الصريع قشيرة.
يبقى الثابت الذي يحاول إعلام العدوان وأبواقه التغطية عليه وانكاره، أن الأوضاع الأمنية في مناطق سلطة المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ مستقرة ومنضبطة بما لا يقاس مع الانفلات السائد في المناطق الخاضعة لاحتلال تحالف العدوان ومرتزقته.
وإذا كانت واقعة سحب جثة مجرم عصابة مطلوب للعدالة وواجه وعصابته أجهزة الأمن وقتل وجرح من أفرادها نحو عشرين جنديا وضابطا، هي الأولى في مناطق سلطة المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ، فإنها لا ترقى مطلقا إلى جرائم السحل والذبح السائدة في مناطق الاحتلال.
ذلك ما يحاول إعلام العدوان وأبواقه التشويش عليه بتضخيم وتحوير ملابسات سحب جثة مجرم، للتغطية على المئات إن لم تكن الآلاف من جرائم سحل وذبح كل من يختلف أو ينتقد تحالف العدوان ومليشياته في المناطق الخاضعة لسيطرته، فقط لمجرد الاختلاف معهم.
لكن حتى في هذا المسعى، لن ينجح تحالف العدوان وأبواقه من شهود الزور المرتزقة، لأن الحقيقة ناصعة كأشعة الشمس ومتى كان ممكنا حجب أشعة الشمس بمنخل حتى لو كان هذا المنخل جيشا من الذباب الالكتروني المأجور لترديد ما يملي عليه من دون تفكير حتى!.