المدن والذاكرة.. الحضارة والإنسان
فؤاد عبدالقادر
بعض مدن العالم تسكن فيك.. تدخل قلبك دون استئذان منذ الوهلة الأولى..
الأماكن.. الوجوه.. المساكن الشارع الأزقة اللغات كلها… معك.. تلتصق في ذاكرتك وتظل معك ما تبقىَّ من عمرك. سافرت سنوات عديدة للدول العربية والإفريقية.. القاهرة، لبنان، سوريا، العراق ، الكويت.. قطر.. الإمارات، جيبوتي اثيوبيا، اريتريا، سراييفو..
في هذه المدن تعلمت أشياء.. والتقطت الذاكرة أشياء كلما أطلّتْ على الذاكرة تحركت المشاعر.. وتزايدت دقات القلب من شارع تشرشل في أديس أبابا.. وسوق مركاتو.. إلى سوق الحميدية في دمشق، والجامع الأموي.. إلى خان الخليلي، ومسجد عبدالناصر في مصر، ومسجد سيدي الحسين والجامع الأزهر.. عواصم تلك الدول، تسكن في ذاكرتك وتشعرك بأنها جزء من ذاكرتك تزاحمك وتمسك بتلابيبك.
الإنسان الحضارة
الشعب الذي يرى نفسه في مرأته الخاصة به على أنه دون غيره من البشر الوحيد صاحب الحضارة الضاربة في عمق التاريخ وأن آثارها شاهدة على عمق تلك الحضارة وأن حكامها وزعماءها حققوا ما لم يحققه في دولة من الدول أي حاكم..
للأسف هؤلاء الذين يتشدقون بالحضارة والتاريخ والتعليم والمعرفة، بعيدون عن الحضارة والمعرفة والتطور..
نحن نحتاج إلى الإنسان باني الحضارة..
إنسان مثقف يملك الوعي الحضاري.. الإنسان هو الحضارة ولا شيء غيره..