الإمارات وخيانتها السياسية للسعودية

 

محمد الوجيه
عندما شُن العدوان على اليمن في مارس من العام 2015 بأوامر أمريكية، تزعمت السعودية هذا التحالف العدواني، وكانت الإمارات بمثابة نائب الزعيم، وتدعمهم أممياً وتمولهم تسليحيا الكثير من الدول العظمى، كل هذا لأجل إخضاع اليمن واستمرار فرض الهيمنة عليه، ونهب واستغلال خيرات وثروات اليمن، والأهم هو أن اليمن بما يمثله من عمق تاريخي وحضاري، وموقع استراتيجي يريدون له أن يكون بوابة للكيان الصهيوني، رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني لم يخفِ هذه الطموحات، لكنها سرعان ما تلاشت بفضل الصمود اليمني الأسطوري، ونقل المعركة الى الداخل السعودي – الإماراتي، وهذا ما جعل الإمارات تمارس خيانتها السياسية لحليفها السعودي، وتعلن الهزيمة والانسحاب وتقر بعظمة وقوة اليمن.
في افتتاحية صحيفة البيان الإماراتية بتاريخ 26 يوليو 2019 كان اعتراف بالهزيمة أمام اليمن، وأن الحل العسكري فشل، ولا بد من حل سياسي، جاء في الافتتاحية «هكذا حسمت الإمارات الموقف، وأكدت أن المعارك الحديثة لا تنتهي بإعلان النصر، بل بتحقيق الاستقرار السياسي واستدامته، كما أكدت أن من أهم أهداف التحالف الاستراتيجية، صد محاولات تغيير التوازنات في المنطقة، وعودة الدولة، وتحرير الأرض، واستدامة الاستقرار السياسي».
أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية في مقال له على صحيفة الواشنطن بوست كتب فيه عن حقيقة الانسحاب الإماراتي، ويعترف باليمن كقوة إقليمية، ويقول أن على الحوثي أن ينتهز هذه الفرصة.
محمد عبدالسلام رئيس الوفد الوطني المفاوض علق على الانسحاب الإماراتي، مفيدا بأن استهداف اليمن للمطارات السعودية كان أحد أسباب انسحاب القوات الإماراتية من اليمن، مضيفاً أن السعودية باتت في حاجةٍ الى من يساندها وينقذها من مستنقع الموت والهلاك.
هذا الخروج الإماراتي يقلق ويزعج السعودية وتشعر أنها وحيدة، هي اليوم تتحمل المسؤولية وحدها امام المجتمع الدولي، مشكلة النظام السعودي انه لا يمتلك أي استراتيجية حتى يقيم نفسه بعد أربع سنوات من عدوانه على اليمن، اليمن اليوم قوي ورقم صعب في المعادلة الإقليمية، التقييم الموضوعي لقصة الفشل السعودي هو صمود وقوة وانتصار اليمن، ثم إن أمن السعودية اليوم في خطر، سماؤها وحدّها الجنوبي ومنشآتها تستهدف، وجنودها يُقتلون، ترسانتها العسكرية تفشل في صد الطائرات والصواريخ اليمنية، وآلياتها العسكرية تحرق وتدمر، ثم تحصد الخيانة الإماراتية التي تنسحب هروباً.
رسالة اليمن اليوم واضحة من خلال التصعيد العسكري، نحن مستمرون في ضرب النظام السعودي واستنزافه وتحقيق الانتصارات عليه، المسألة لم تعد السماء (طائرات مسيرة وصواريخ باليستية) هناك انتصارات كبيرة أيضا على الحدود الواسعة، خمس سنوات من العدوان على اليمن، لو كانت السعودية دولة طبيعية لانتصرت، لكنها اليوم دولة ترفيهية، وجيش كرتوني، ونظام نمر من ورق.
السعودية أرادت من خلال عدوانها أن تكسر اليمن وتخضعه، وتجعل منه بلداً معزولاً، يقتات على مساعداتها السنوية، إلا أن النتيجة كانت عكسية تماماً، السعودية التي كانت تتباهى بأنها تقود تحالفاً دولياً وإسلامياً وعربياً ضد اليمن، تصدع هذا التحالف وتفكك، دولياً الكونغرس الأمريكي، البرلمانات الأوروبية، المؤسسات الإعلامية الغربية، المنظمات الدولية، جميعهم يتحدثون عن جرائم الحرب والإبادة التي يمارسها تحالف العدوان بقيادة السعودية في اليمن، إسلامياً انسحبت دول من هذا التحالف كباكستان وماليزيا وغيرهما من الدول الإسلامية، عربياً المغرب ومؤخراً السودان وغيرهم أعلنوا أنسحابهم من التحالف العدواني، حتى خليجيا انسحبت قطر، ثم لحقتها الإمارات، فكانت المحصلة أن السعودية أصبحت معزولة، ومعركتها فشلت، حتى الهزيمة المشرفة لم تستطع السعودية أن تنالها بعد أن أصبحت تقيم معارض في الداخل السعودي لحطام الطائرات المسيرة اليمنية والصواريخ الباليستية، وتعترف عبر وسائل إعلامها وناطقها العسكري بالضربات اليمنية المؤلمة.

قد يعجبك ايضا