لماذا فقد المشاهد اليمني ثقته بقنواتنا الفضائية¿



,‮الشرعبي: ضعف قدراتها المهنية والإدارية والإعلامية أسباب عزوف المشاهد اليمني

,الزوبة‮: ‬مازال إعلامنا كلاسيكيا لم‮ ‬يستوعب المسافة التي‮ ‬تفصلنا عن إعلام الآخرين

,د‮. ‬الشامي‮: ‬الوضع‮ ‬يتطلب إنشاء مجلس خبراء‮ ‬ينظم أداء وسائل الإعلام

تكاثرت القنوات الفضائية اليمنية في‮ ‬الآونة الأخيرة وتزايد عددها واختلفت التوجهات والأفكار لكل قناة منها وسعت كل منها إلى تنفيذ الأجندة التي‮ ‬أنشئت من أجلها‮ ‬فالظرف الذي‮ ‬مرت به البلاد في‮ ‬الفترة الماضية وحدوث الربيع العربي‮ ‬خلق بيئة وعي‮ ‬هي‮ ‬الأولى من نوعها في‮ ‬البلد ولدى الناس وعزز علاقة اليمنيين بالفضائيات ووسائل الإعلام الخارجية العربية تحديداٍ‮ ‬بكل توجهاتها‮ ‬ولكن هناك دراسات أشارت إلى أن المواطن اليمني‮ ‬يفقد الثقة تماما بقنواتنا الفضائية الوطنية ويلجأ إلى القنوات العربية والدولية لاستقاء الأخبار والمعلومات فسعت‮ »‬دنيا الإعلام‮« ‬للتعرف إلى الأسباب التي‮ ‬أدت إلى انعدام ثقة المواطن اليمني‮ ‬بقنواتنا الفضائية وكانت الأجوبة من خلال حصيلة الاستطلاع كالتالي‮ :‬

“ضعف القدرات‮ “‬
رشاد الشرعبي‮ ‬ـ رئيس مركز التدريب الإعلامي‮ ‬والتنمية ـ‮: ‬هناك أسباب عديدة لغياب ثقة المواطن اليمني‮ ‬بأداء ومضمون ومعلومات الفضائيات اليمنية‮ ‬لكن‮ ‬يفترض أن نفرق بين فضائيات حديثة النشأة تتبع أطرافاٍ‮ ‬سياسية وشخصيات اجتماعية ورؤوس أموال وبين تلفزيونات وفضائيات تابعة للدولة وكانت تديرها السلطة الحاكمة أو النظام أو الحزب الحاكم وتروج له وتمارس المن في‮ ‬فتات الحقوق التي‮ ‬يحصل عليها المواطنون‮ ‬الفضائيات التي‮ ‬تمول من خزينة الدولة تحاول أن تتعافى قليلاٍ‮ ‬من أمراضها السابقة وتستعيد ثقة اليمنيين بها وجمهور المشاهدين‮ ‬غير أنها تظل فضائيات عامة تديرها الحكومة والسلطة التنفيذية وتعاني‮ ‬من ضعف قدراتها المهنية والإدارية الإعلامية وشحة الإمكانيات التي‮ ‬تنفق على الأبداع والإنتاج وطواقمها الإعلامية المهنية في‮ ‬مقابل عبث وبذخ‮ ‬يتم صرفها في‮ ‬أبواب أخرى وللمسؤولين والقيادات وبصورة عبثية‮.‬
تحكم وسيطرة‮ ‬
ويضيف الشرعبي‮ : ‬أما الفضائيات التي‮ ‬يطلق عليها بأنها خاصة‮ ‬فهي‮ ‬تتبع أطرافاٍ‮ ‬سياسية أو وجاهات وشخصيات اجتماعية وقبلية أو رؤوس أموال وهم قليلون جداٍ‮ ‬وغالبيتها إن لم‮ ‬يكن جميعها تعمل وفق أجندة خاصة بمموليها وتدار بطريقة بدائية ودكاكينية‮ (‬إدارياٍ‮ ‬ومالياٍ‮ ‬ومهنياٍ‮) ‬ولا تعمل كمؤسسات إعلامية مهنية ولا تلتزم بمعايير العمل الإعلامي‮ ‬وأخلاقياته‮ ‬وتجتذب للعمل معها من‮ ‬يتوافق مع رؤى ومواقف مموليها ومالكيها‮ ‬وفي‮ ‬الغالب‮ ‬يكونون من‮ ‬غير الكفاءات الإعلامية المبدعة والمتميزة والمؤهلة أو من الشباب حديثي‮ ‬العهد بالعمل الإعلامي‮ ‬وذلك لأسباب تتعلق بتوجيههم وفق سياستها حتى لو اختلفت مع معايير المهنة أو المصلحة الوطنية والأجور الضئيلة التي‮ ‬تعطى لهم‮ ‬ومادام وهذا وضع الفضائيات الخاصة فبالتأكيد ستفقد ثقة الجمهور اليمني‮ ‬فيها سواءٍ‮ ‬كان في‮ ‬الداخل أو الخارج‮ ‬فهي‮ ‬لا تحترم عقله وتغالطه وحتى إن تناولت همومه ومشاكله فتتناولها من باب المكايدات السياسية والحزبية وليس لأجل لفت الاهتمام إليها‮ ‬وليس لأجل إطلاع الجمهور على المعلومات الصادقة والدقيقة ولتكون متنفساٍ‮ ‬للرأي‮ ‬والرأي‮ ‬الآخر والنقاش الموضوعي‮ ‬والحوار الجاد والبناء‮.‬
افتقار الإمكانيات
ويرى مفتاح الزوبة‮ – ‬أستاذ جامعي‮ ‬بكلية الإعلام‮ – ‬جامعة صنعاء‮: ‬قد تكون الأسباب كثيرة ومنها أن قنواتنا الفضائية تستقي‮ ‬جميع الأخبار من وسائل إعلامية أجنبية‮ (‬إجمالاٍ‮) ‬ليس دقيقاٍ‮ ‬وهناك الأخبار المحلية ونحن نستقيها من وسائل إعلامنا بالإضافة إلى ما تورده وسائل إعلام أجنبية ºبالمقابل هناك الأخبار العربية والعالمية فلا نستقيها من وسائلنا المحلية وقد‮ ‬يرجع ذلك لعدد من الأسباب فمنها أولا أن وسائل إعلامنا أصلا تستقي‮ ‬الأخبار من وكالات وقنوات إخبارية عالمية‮ ‬فقنواتنا لا‮ ‬يوجد لها مكاتب في‮ ‬دول العالم ولا‮ ‬يوجد لها مراسلون‮ ‬وثانياٍ‮ ‬لا توجد قنوات إخبارية متخصصة بل نشرات وتغطيات عقيمة لاتسمن ولا تغني‮ ‬من معرفة‮ ‬وأيضا لا توجد في‮ ‬قنواتنا الفضائية تقنيات حديثة كالاتصال بسياسيين ومحللين لمناقشة حدث ما‮ ‬ولا‮ ‬يوجد كذلك بث مباشر لأحداث مهمة‮ ‬ومازال إعلامنا كلاسيكيا لم‮ ‬يستوعب بعد المسافة الشاسعة التي‮ ‬تفصلنا عن إعلام الآخرين وهذا باعتقادي‮ ‬ما جعل المواطن أو المشاهد اليمني‮ ‬يفقد ثقته بقنواتنا الوطنية ويلجأ إلى القنوات الفضائية الأخرى لاستقاء المعلومة ومطالعة الأحداث الجارية أولاٍ‮ ‬بأول‮.‬
ممارسات خاطئة‮ ‬
ولفتت دراسة أعدها عميد كلية الإعلام في‮ ‬جامعة صنعاء عبدالرحمن الشامي‮ ‬والتي‮ ‬قد ترجع أسباب فقدان الثقة بقنواتنا الفضائية إلى ممارسة هذه القنوات التشهير وإثارة الكراهية وإساءة استخدام حرية الرأي‮ ‬والتعبير‮ ‬ومن الأخطاء التي‮ ‬سجلتها الدراسة أيضا عرض أخبار مجهولة المصدر والخلط بين الرأي‮ ‬والخبر‮ ‬والحقائق والتخمين وبث معلومات مضللة أو مبسترة وأحياناٍ‮ ‬مفبركة وتحديد الموضوعات وفقاٍ‮ ‬للتوجه السياسي‮ ‬لملاك القنوات‮ ‬وإطلاق اتهامات وصولاٍ‮ ‬إلى الخلط بين الإعلام والدعاية والتعبئة والحشد‮ ‬وأشارت الدراسة إلى ضعف مهارات التقديم التلفزيوني‮ ‬ولاحظت على المذيعين الانفعال عند مناقشتهم الموضوعات واستخدامهم لغة عربية متكلفة وتغليب ميولهم الفكرية‮ ‬ويحدث أن‮ ‬يقطع بعض مقدمي‮ ‬برامج الحوارات المباشرة الاتصال مع المشاركين من خارج الأستوديو في‮ ‬حال جاءت وجهة نظر المشارك مخالفة للتوجه السياسي‮ ‬للقناة‮ ‬وأوصت دراسة الشامي‮ ‬بإنشاء مجلس خبراء‮ ‬يتولى تنظيم عمل القنوات التلفزيونية ومتابعة أدائها واستحداث قانون‮ ‬يتناسب مع التطورات الإعلامية الحديثة وتفعيل المؤسسات الإعلامية‮ ‬غير الحكومية المعنية بمراقبة الأداء الإعلامي‮ ‬وتقويمه‮.‬

قد يعجبك ايضا