محاربو الصحراء

عبدالسلام فارع

تزامناً مع احتفالات بلد المليون شهيد بالعيد الوطني ضاعف محاربو الصحراء تلك الأفراح ونشروها في كل أرجاء الجزائر وكل الوطن العربي من محيطه إلى خليجه بإحرازهم كأس الأمم الأفريقية في البطولة التي انتهت مؤخراً في أرض الكنانة بعد أن تمكنت كتيبة جمال بلماضي من تجاوز المنتخب السنغالي في اللقاء النهائي على كأس البطولة.
حيث تمكن أحفاد جميلة بو حريد وأحمد بم بلا وهواري بو مدين من إحراز الانتصار الذي جاء بطعم الشهد وبمكانة وأهمية الانتصار بعد أن أزاحوا من طريقهم عديد المنتخبات الطامحة للظفر بلقب البطولة .. وخلال متابعتي للقاء عبر التعليق في المذياع والدخول في بعض المجموعات الرياضية بالواتس تبين لي بأن الهدف الذي أحرزه المنتخب الجزائري في الدقيقة الثانية من عمر المواجهة سيضاعف من مهام الجزائريين وسيدفع السنغاليين للمبادرات الهجومية بهدف الوصول إلى تعديل النتيجة وهذا ما حدث بالفعل .. وعند متابعتي لمنابر التواصل المعنية بالرياضة .. دهشت لبعض الآراء التي ظل أصحابها إلى قبل انتهاء المواجهة وهم يرشحون السنغال للعودة إلى أجواء اللقاء ومن ثم الفوز ومن خلال المتابعة غير المتحيزة أدركت بأن كتيبة بلماضي في طريقها بعد 29 عاماً لتكرار الإنجاز الذي تحقق في العام 90م.
فالمنتخب الجزائري الذي استطاع الحفاظ على تقدمه بهدف على مدى 90 دقيقة بعد أداء تكتيكي حرص من خلاله على إقفال مناطق الخطر والاكتفاء بالمرتدات هو الأجدر بمعانقة الأمجاد والاحتفاظ بالكأس الذهبي للبطولة.
ولم يكتف أولئك المتداخلون في تلك المجموعات بالانحياز غير المبرر للسنغال بل سارعوا إلى وصف اللقاء بالأضعف مؤكدين حسب رؤيتهم القاصرة بأن المنتخب الجزائري لم يكن الأفضل .. المهم ناس مطلفسين يعتقدون بأنهم بتلك الآراء سيصعدون إلى أعلى مراتب الشهر (خالف تعرف) أو لعلهم يظنون بأنهم على حق وهذا الاحتمال الأكبر وفي هذا الإطار أستطيع القول بأن منتدى الرياضة العالمية بقيادة الفائز بن حيدر كان الوحيد من بين كل المنتديات الرياضية الذي واكب البطولة بمهنية عالية ومدروسة بعيداً عن المداخلات العقيمة حيث تمكن من مواكبة الحدث بالصورة والخبر وبمنتهى الروعة والجمال وعلى مدى أكثر من 120 دقيقة قبل وأثناء وبعد اللقاء الذي تميز فيه الجزائريون بالانضباط التكتيكي المدروس فتحية لكل أرباب المنتدى الرياضي الأجمل والذي لا أبالغ إن قلت بأنه بذلك الأداء الإعلامي والمهني المدروس تفوق على عديد القنوات الرياضية المعروفة وتحية من الأعماق لفرسان القارة السمراء الذين نشروا الأفراح في كل الأرجاء وتحية صادقة لكل من أسهم في صناعة الانتصار التاريخي لبلد المليون شهيد والذي عبرت عن الفرحة كل الجماهير الجزائرية عند استقبالها لأبطال الكأس والذهب بترديد النشيد الوطني الذي نقول بعض أبياته:
قسماً بالنازلات الماحقات والدماء الزاكيات الطاهرات
والبنود اللامعات الخافقات في الجبال الشامخات الشاهقات
تحن ترنا فجأة أو ممات وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فأشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا
صرخة الأوطان من ساح الفدا فاسمعوها واستجيبوا للنداء
وأكتبوها بدماء الشهداء وأقروها لبني الجيل غداً.
لم يكتف المنتخب الجزائري بإحراز كأس البطولة بل حصل نجم الفريق إسماعيل بن ناصر على لقب اللاعب الأفضل في البطولة وزميله الحارس بولحي على لقب الحارس الأفضل فيما حصل أوجالو من نيجيريا على لقب الهداف بإحرازه خمسة أهداف في البطولة.
هوامش:
دونت هذه السطور قبيل انطلاق منافسات البطولة الخاصة ببراعم كرة القدم بمدينة تعز على كأس فنان اليمن الكبير أيوب طارش عبسي وهي البطولة التي يدعمها المستثمر في بلد العم سام طارق الحالمي.. والذي عبر عن سعادته البالغة لانطلاق هذه البطولة معللاً ذلك بالمكانة الفنية الكبيرة التي يتمتع بها الفنان الكبير أيوب طارش عبسي واصفاً عطاءاته الفنية بالخالدة وغير المسبوقة، مؤكداً أن بطولة البراعم هي بمثابة الوفاء والعرفان لرائد الحب والأشجان فنان الأرض والإنسان أيوب طارش.
من خلال فعاليات الإعداد والاستعداد لخوض منافسات الدوري التنشيطي لكرة القدم تبدو فرص الذهاب إلى سيئون متاحة إلى حد كبير لكل من وحدة صنعاء والأهلي وليتهما لم يقعا في مجموعة واحدة لكان للبطولة مذاق آخر.
خلال منافسات البطولة المذكورة بتعز أحسن فرع الاتحاد صنعاً باختياره للحكم هشام نديم في إدارة لقاء الديربي بين الأهلي والطليعة فقد استطاع الهشام بن نديم إيصال المباراة إلى مرافئ الأمان رغم عديد التعقيدات فتحية للهشام والقدسي معاً.