العقليةُ الاستراتيجية البعيرية!

 

د. خالد الدروبي
يقولُ العربُ: “عدو عاقل خير من صديق جاهل”.. فكيف إذَا ابتلاك اللهُ بعدوٍّ جاهل؟!.. َهذا هو حالُنا مع العدوّ السعودي الجاهل المتغطرس الذي لا يخشى في معركتِه مع اليمن إلّا أن يقالُ إنه انهزم أمام اليمنيين، فهو غيرُ مبالٍ بخسائره المادية وَالاقتصادية الهائلة، وَغيرُ مُبَالٍ بخسارته السياسية وَفقدان مركَزه كدولة إقليمية كبرى تقود العالم الإسلامي، وَغيرُ مُبَالٍ بالسُّمعة السيئة كقاتل للأطفال وَالنساء وَالتي تلاحقه في كُــلّ مكان في العالم؛ بسَببِ جرائمه المروّعة في اليمن، بل أستطيعُ أن أقولَ إنه وصل إلى مرحلة المقامرة بكينونة النظام وَبقائه..
عقليةٌ بدويةٌ جاهلة دخلت الحربَ بقصدِ نهب ثروات اليمن وَبقصد إذلال اليمنيين، وهي َنفس عقلية أبي جهل في معركة بدر عندما أخبره الناسُ أن عيرَ قريش سلمت وَلا داعي للمعركة، فقال مقولته المشهورة (وَاللهِ لا نبرح حتى تسمعَ بنا العربُ وَتغنينا القيانُ وَنشرب الخمر.. فلا تزال العرب تهابنا أبدَ الدهر)، ثم كانت النتيجة هزيمة تاريخية- سجّلها القُــرْآن الكريم- لأبي جهل وَعقليته المكابرة الجاهلة.. وَحكام آل سعود على درب وَنهج جدهم أبي جهل، لا يهُمُّهم إلّا الكِبرُ وَالعِنادُ وَأن لا يسخرَ العالَمُ من هزيمتهم في اليمن.. وَالحقيقةُ أن الأمريكان يستثمرون هذه العقلية البدوية الجاهلة المعاندة لكسب مليارات الدولارات من جهة.. وَمن جهة أخرى لتحقيق أهدافهم السياسية وَالعسكرية، فَإن نجح آل سعود كان بها، وَإن انهزموا فلم تخسر أمريكا مادياً أي شيء وَخرجت رابحةً المليارات، وَستتنصل منهم كما تنصل الشيطان من كفارِ قريش في بدر..
لكن السؤال: كيف نواجهُ هذا العدوَّ الثري المتغطرس الجاهل وَكيف نجبره على وقف العدوان؟!
الجوابُ واضحٌ: هذه العيّنةُ من الأعداء لا يكسرُ غرورَها إلّا هزيمةٌ ساحقةٌ تزلزلٌ كيانَها بقوة، وَضرباتٌ موجعةٌ متتالية وَبدون أي رحمة أَو تردُّدٍ.. فكلما تحدثت عن السلام يظنونه ضعفاً ، لذلك يجبُ أن تستمرَ الضرباتُ الموجعة وَالمزلزلة بالصواريخ وَالطيران المسيّر، بل وَاختراق أراضيهم إلى عمقٍ أكبر.. إلى أن يطلُبَ العدوُّ وقفَ الحرب، وَيرضخَ لشروطنا وَيحترم إرَادَةَ شعبنا العظيم..

قد يعجبك ايضا