المرحلة الثانية من “الردع اليماني”: ماذا بعد المطارات؟؟

 

إسماعيل المحاقري
العمليات المستمرة في العمق السعودي وبوتيرة متسارعة ومتصاعدة لا سبيل لإيقافها أو الحد منها إلاّ بإنهاء العدوان على اليمن ورفع الحصار عنه.. حقيقة يجري تكريسها بالحديد والنار.
بعد ثلاثين هجمة للطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على المنشآت الحيوية والمطارات السعودية في كل من نجران وجيزان وعسير، وما سبقها من عملية استهدفت مضختي النفط في الدوادمي وعفيف بمنطقة الرياض في التاسع من رمضان…، الباب بات مشرعا في قادم الأيام أمام ضربات أشد قسوة على العدو ضمن نطاقات جغرافية أوسع، ليس لأن قائمة الأهداف تضم ثلاثمئة هدف عسكري وحيوي وحسب ولكن لأن القيادة العامة للقوات المسلحة بصدد دراسة تنفيذ المرحلة الثانية من عمليات الردع والرد المشروع.
واستنادا لذلك وإلى ما كشفه متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع في مؤتمر صحفي عقد مؤخرا بالعاصمة صنعاء من منظومات جديدة لسلاحي الجو والقوة الصاروخية دخلت ميدان المعركة، لا يمكن التكلم خلال هذه المرحلة عن هجمات يبدو أن النظام السعودي يحاول التكيف معها كضرب مطاراته الأقرب إلى الحدود اليمنية، بل ثمة أهداف نوعية تفوق من حيث أهميتها الاستراتجية منشآت وأنابيب النفط السعودية وفق المتحدث الذي أشار أيضا إلى أن اليمن يملك من القدرة الهجومية ما يمكنه من ضرب عدة أهداف في وقت واحد وبأسلحة مختلفة.
تطور يتوج خمس سنوات من الصمود والقدرة على الإنتاج المستمر للصورايخ والطائرات المسيرة، بأنواعها ومدياتها المختلفة ودقتها وقوتها العالية على التأثير في عمق العدو، وهو أمر قد يفرض مسارا جديدا في المواجهة وتغييرا كبيرا في موازين القوى بما يعيد الأمور إلى نقطة البداية ويجبر دول العدوان على الاعتراف بعبثية الحرب واستحالة حسمها.
وبدخول قوائم جديدة من الأهداف السعودية الحساسة دائرة الاستهداف ذلك لا يفقد النظام السعودي هيبته وثقة مواطنيه فحسب بل ويضاعف عليه الكلفة والأثمان الباهظة التي يدفعها مرغما في شراء مواقف وأسلحة أمريكية إرضاء لترامب ليس أكثر لا سيما مع ثبوت فشل هذه الأسلحة وعجزها في الحد من المخاطر والتهديدات المتصاعدة يوما بعد آخر.
والمعركة في شقها العسكري وإن أصبحت في مستوى مرتفع عن السابق، لناحية زخم الهجمات والدقة العالية في الإصابة والتأثير التي تسببها أسلحة تعجز وحدات الدفاع الجوي الأكثر تطوراً عن مواجهتها وإسقاطها قبل الوصول إلى أهدافها حسب كثير من المراقبين والخبراء العسكريين إلاَ أن الواقع يبشر بمفاجآت كبيرة في المسرح العملياتي وما يصاحبها من عمل استخباري تجاوز حد رصد الأهداف الثابتة إلى المتحركة والمتنقلة والتي يمكن أن تتصدر قائمة بنك الأهداف وتصبح أولوية على صعيد الاستهداف المباشر والنوعي.
ولأن الأفعال اليمنية تسبق الأقوال في كثير من الأحيان فالقلق السعودي لن يقتصر على أمنه الداخلي والاقتصادي وسمعة المملكة كمصدر آمن للمستثمرين وللعالم في الحصول على ما يحتاج إليه من مصادر الطاقة بل أن ثمة تهديداً من نوع آخر على أعتاب مرحلة ثانية من الردع .. مرحلة لايعلم طبيعتها ونوعية أهدافها إلاّ ذوو الاختصاص في القوات اليمنية..

قد يعجبك ايضا