تداعيات ورشة البحرين تلقي بظلالها السلبية على القضية الفلسطينية

السفير الأمريكي لدى كيان الاحتلال يشارك في حفر نفق يصل إلى المسجد الأقصى

> عريقات: فريدمان وغرينبلات يقومان بكل ما من شأنه تحقيق الازدهار للاستيطان

الثورة / وكالات
في خطوة استفزازية وعدوانية للفلسطينيين والعرب والمسلمين ، شارك السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات في حفل افتتاح نفق “طريق الحجّاج” المزعوم، قرب حائط البراق في البلدة القديمة للقدس.
وشارك في افتتاح النفق، الذي ترعاه منظمة العاد الاستيطانية، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي ساره نتنياهو ورجل الأعمال الأميركي الملياردير شيلدون أديلسون.
وشوهد فريدمان وغرينبلات يحملان مطرقة ويفتتحان الجزء الأخير من النفق الذي يمتد بطول 650 متراً من عين سلوان في حي البستان في بلدة سلوان حتى حائط البراق الملاصق للمسجد الأقصى، الذي يسميه الإسرائيليون “حائط المبكى”. وبدأ العمل في حفر النفق عام 2010 وتسبب في تشقق منازل عدة لفلسطينيين في حيَّيْ عين سلوان ووداي الحلوة في بلدة سلوان، حيث تضرر 16 منزلاً بشكل واضح. وقال المختص في تاريخ القدس جمال عمرو إن “افتتاح النفق يهدف إلى ترسيخ الرواية اليهودية التوراتية للقدس، لجهة وجود جذور للإسرائيليين فيها”، إضافة إلى أنه يُعتبر “تجسيداً للسيادة الإسرائيلية الكاملة على القدس تحت الأرض وعلى الأرض وفوقها”.
وأشار عمرو إلى أن النفق كان قناة مائية موجودة قبل وجود إسرائيل بأربعة آلاف عام، مضيفاً أن سلطات الاحتلال حوّلتها في محاولة “لتزوير التاريخ وفرض سيادتها على الأرض بالقوة”.
صائب عريقات، أمين سرّ اللجنة التنفيذية لـ”منظمة التحرير الفلسطينية”، اعتبر أن فريدمان وغرينبلات يقومان “بكل ما من شأنه تحقيق الازدهار للاستيطان الاستعماري العنصري”، مضيفاً أنه لا يمكن أن يكون فريدمان سفيراً لأميركا لدى إسرائيل، واصفاً إياه بأنه “رئيس مجلس المستوطنات”.
كما هاجمت وزارة الخارجية الفلسطينية مشاركة فريدمان وغرينبلات في افتتاح النفق، ورأت فيه “عملاً معادياً للشعب الفلسطيني وإنكاراً لحقوقه”، قائلةً إن المسؤولين الأميركيين يلعبان “دور شهود الزور لدعم عمليات تزوير التاريخ وقلب الحقائق وتسويق العمليات التهويدية”. وأضافت الخارجية الفلسطينية أن “سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل محاولاتها لتغيير هوية القدس وواقعها التاريخي والقانوني القائم فوق الأرض وفي باطنها”.
وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال تحاول “تسويق وتبييض احتلالها وتهويدها للقدس المحتلة ومعالمها بغطاء روايتها الدينية، على الرغم من الرفض الدولي الواضح لخروقات الاحتلال وانتهاكاته”.
وحمّل المستشار في وزراة الخارجية الفلسطينية أحمد الديك “منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثفافة” (يونسكو) مسؤولية “تقاعسها” عن تنفيذ “قراراتها الرافضة لمحاولات تغيير الواقع التاريخي في البلدة القديمة في القدس المحتلة”، مشيراً إلى “ضرورة تحرك المنظمة الدولية لإلزام القوة المحتلة بتطبيق قرارات الشرعية الدولية”.
إدانة أردنية
كما دانت وزارة الخارجية الأردنية افتتاح إسرائيل النفق، محذّرةً من أن هذه الإجراءات “اللاشرعية وغير المسؤولة تزيد التوتر والاحتقان”. وأكدت رفض عمان كل “المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير هوية البلدة القديمة للقدس المحتلة وطابعها”، مشيرةً إلى أنها “تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وإمعاناً في انتهاك قرارات اليونسكو الداعية إلى وقف الحفريات الإسرائيلية غير القانونية في البلدة القديمة للقدس”. وشددت الخارجية الأردنية على ضرورة تدخل المجتمع للوقف الفوري “لمثل هذه الممارسات المُدانة والمرفوضة، والتأكيد على ضرورة احترام وضع القدس الشرقية كجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967”.
صحيفة رأي اليوم اعتبرت الخطوة جزءاً من مفاعيل وارتدادات ورشة البحرين التطبيعيّة التي تُلقي بظلالها السلبيّة على القضيّة الفلسطينيّة، فما كانت تفعله أمريكا بصورةٍ سريّةٍ في الماضي، باتت تقوم فيه بشكلٍ علنيٍّ في فلسطين، وتحديدًا في القدس المُحتلّة، في ظلّ صمت عربيٍّ مطبقٍ.
ونقلت صحيفة “هآرتس” التابعة للاحتلال، الأحد، عن المحامي داني زايدمان الخبير في شؤون القدس، قوله إنّ مشاركة الدبلوماسيين الأمريكيين هي خطوة غير مسبوقة، لكنها ليست مفاجئة أبداً، وأضاف أنّ “تماثل طاقم ترامب مع اليمين الأيديولوجي شبه الخلاصي في إسرائيل ليس جديداً ولا مفاجئاً، على حدّ تعبيره
وتأتي المشاركة الأمريكية في ظل تسويقها لما تُسمّى بـ “صفقة القرن” التي تطرح الرؤية الأمريكية للتسوية في القضية الفلسطينية، وسط محاولات فرضها على الفلسطينيين حتى قبل إعلانها بشكلٍ رسمي، وذلك رغم ما سياسات الإدارة الأمريكية على الأرض التي تصب في مصلحة الكيان الإسرائيليّ.
وفي السياق عينه، “الضفة الغربية ليست حكرًا على الفلسطينيين ولا أحد يريد دولة فلسطينية فاشلة في خاصرة الجيران”، هكذا قال سفير واشنطن التي تعتبر الراعي الرسمي للسلام في الشرق الأوسط
وكانت هذه التصريحات قد أطلقها السفير الأمريكيّ في الكيان، ديفيد فريدمان في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز نشرت السبت حيث أكّد على أن ضمّ أجزاء من الضفّة الغربيّة حقٌ للدولة العبريّة
هذه التصريحات من شأنها أن تساهم في مزيد من الاحتقان وحالة الغضب لدى الفلسطينيين الذين يرفضون خطة الرئيس الأمريكي ترامب للسلام والتي لم يعلن عنها حتى الآن بفعل مجموعة من العوامل ليس أقلَّها الوضع السياسي الداخلي في الدولة العبرية التي ستعيش ثاني انتخابات لها في ستة أشهر.
وعما رآه حقا لإسرائيل في أراضي الفلسطينيين، قال السفير الأمريكي المؤيد للاستيطان: تحت ظروف معينة، أرى أن لإسرائيل الحق في الاحتفاظ بجزء فقط وليس كل الضفة الغربية، وهذا برغم القرارات الدولية الصادرة منذ أكثر من نصف قرن والداعية لانسحاب تل أبيب من الأراضي المحتلة في أعقاب حرب يونيو 1967.

قد يعجبك ايضا