بعض أوجه الشبه بين الكيانين السعودي والصهيوني!

 

عبد العزيز البغدادي
في الوثائق البريطانية وحدها ما يكفي لمعرفة كون بريطانيا الاستعمارية هي المخطط والداعم والموجه لإنشاء هذين الكيانين وفي حقبة زمنية واحدة او متقاربة ولأهداف صارت مكشوفة أو شبه مكشوفة، كصناعة بريطانية تصب في مجرى تحقيق مطامعها وأهدافها التي تأسست على قمع الشعوب وخلق أنظمة تابعة بهدف إعاقة النمو والتقدم وخلق بؤر عدم استقرار لتبرير التدخل الدائم في شؤونها لأهداف اقتصادية واستراتيجية ومن أوجه الشبه بين الكيانين:
*قيام الكيان الصهيوني على احتلال أرض فلسطين وقتل أبنائها وتشريدهم واستقدام اليهود من جنسيات مختلفة وتوطينهم، وقيام الكيان السعودي على جزء بسيط من نجد ثم احتلال بقية أقاليم ومناطق الحجاز والمنطقة الشرقية الإحساء والقطيف وأجزاء واسعة من الكويت وغيرها في الشمال والشرق وكذا جيزان ونجران وعسير من ارض اليمن جنوب وجنوب شرق الجزيرة العربية.
* الداعم لإيجاد الكيانين خارجي هما بريطانيا ثم  الولايات المتحدة الأمريكية أي أنه بلا أساس تاريخي وموضوعي ،  حق إسرائيل في الوجود والأمن حكم غير قابل للطعن يشهره عند كل جريمة ترويع  بحق الفلسطينيين لدعم  مشاريع الاستيطان والمعاهدات الكاذبة من أوسلو إلى المنامة للكيان الصهيوني كل شيء في مقابل  القتل والتشريد للفلسطينيين وعليهم الاستمرار في التفاوض بلا أي سقف زمني فقط لتضليلهم وإلهائهم عما يجري على الأرض  ومحاولة شرعنة كل الممارسات ، ودعم سلطة وظيفتها إلى جانب التنسيق الأمني إضعاف خيار المقاومة والمشاركة أو التغاضي عن المشاريع والصفقات التآمرية  الممنهجة وتكسير عظام الأطفال الذين يعبرون بالحجارة عن رفض الاحتلال وكل موجة قتل وهدم للمنازل يصاحبها مصادرة الأراضي ومزيد من المستوطنات التي لودققنا لوجدنا أنظمة الخليج وبخاصة السعودية والإمارات هي من يمولها بصورة غير مباشرة أي بتمويل من يمولها ، وقريباً بصورة مباشرة بعد أن تجرأت بتبني كل هذه الموجة من أنشطة التطبيع الوقحة وآخرها ورشة المنامة  لتسويق ما يسمى صفقة القرن أو صفقة ترامب ،هذا  الكيان تسوقه بريطانيا وأمريكا وبعض الدول الغربية التي تتحدث باستمرار عن حقوق الإنسان بأنه واحة الديمقراطية في المنطقة وتحميه من بقية الدول المجاورة ذات الوجود الأصيل وتصفها بأنها  دول إرهابية وديكتاتورية ، أمن المجرم  في نظر هذه الدول مسألة مقدسة والمقاومة عمل إرهابي !.
والكيان السعودي يقوم بكل جرائمه في الداخل وضد الجوار بدعم نفس الدول وأبرز ما يقوم به العدوان على اليمن بمده بالسلاح والمساعدة اللوجستية، ومحاولة شرعنته بدعوى أن ما تفعله السعودية تقتضيه المحافظة على أمنها تمتطي   مزعوم الشرعية وتعطى حق التدخل تحت هذه العناوين.. مستوى المنظمة الأممية والجامعة العربية وصل إلى أدنى المستويات القانونية والأخلاقية ولو بمجرد الصمت أما بالتأييد المعلن فيصعب وصف هذا الانحطاط.
الكيان السعودي لو كان كياناً طبيعياً أو يرغب في غسل تاريخه ليتحول إلى دولة طبيعية لأدرك أهمية البحث عن علاقة طبيعية مع أبناء الشعب الذي يحكمه والذي أسماه  باسم الأسرة التي تحكمت بمصيره و حاول نسج علاقات سوية مع جيرانه وفي المقدمة اليمنيون الذين عبروا رغم حجم الجرائم والمآسي التي ارتكبها بحقهم منذ وجد  وما زالوا  يعبرون عن الرغبة  في علاقة تقوم على احترام السيادة واستقلال القرار الحر فعن هذا الطريق يمكن نسج خيوط الأمن والسلام بين الدول والشعب اليمني شعب  حر وأصيل يكره العدوان و مهما جرى تهميشه  باستغلال الدعم الأمريكي البريطاني الصهيوني والعمل على إفقاره  لابد ان ينهض و يحاسب  سارقي أراضيه وناهبي ثرواته طال الزمن أم قصر.
وهكذا الحال في علاقة الكيان السعودي مع بقية الجوار كشعب البحرين الكريم المسالم الذي كان الأحرى أن يكف عن التدخل في شؤونه وأن لا يكون رأس حربة في الاعتداء على ثورته الشعبية السلمية التي تطالب  بتشكيل جمعية وطنية لإعادة صياغة الدستور بما يمكنه من المشاركة في الحكم ، وكذا وقفت السعودية وتقف مع المجلس العسكري في السودان المكون من عناصر من مجرمي الحروب والقتلة بهدف منع الشعب من الوصول إلى حكم مدني يحقق طموحاته في الحرية والكرامة وضد الثوار في الجزائر وليبيا وكل من يطمح إلى التحرر من الاستبداد والفساد.
*أساس وجود الكيانين إذاً وظيفي وأمنهما يقوم على خلق الأزمات والحروب والمشاكل لمن بجوارهما ولهذا لم يثبِّتا حدودهما بعد ليبقى طموح التوسع مفتوحاً.
فللكيان السعودي مثلا مشاكل مع كل جيرانه ، وعلى سبيل المثال فإن السعودية بدعم بريطاني احتلت في 1934ثلاث محافظات من اليمن هي نجران وجيزان وعسير بالإضافة إلى الصحراء اليمنية الكبرى التي يطلق عليها خطأً صحراء الربع الخالي  ومن أسمائها التاريخية صحراء الأحقاف ، وكذا مناطق  من الجنوب الشرقي مثل شرورة والوديعة وتعد نجران التي تتبع صعدة تاريخيا  أوسع مساحة من حضرموت التي هي اليوم أكبر محافظات اليمن الذي  توحد شكلا في1990 ، ويحلو لوسائل الإعلام عند الحديث عن معارك الجيش واللجان الشعبية داخلها القول بأنها تدور في العمق السعودي مع أنها في العمق اليمني !؛ ورغم أن مساحات هذه الأرض المحتلة تساوى  نصف مساحة اليمن المتبقية تقريبا وتضم مناطق من أغنى وأجمل المناطق اليمنية ، فإن الكيان السعودي مستمر في إيذاء اليمنيين ببعضهم وخلق المشاكل الأمنية المستمرة من خلال تجييش العملاء وشرائهم من السودان وبعض أبناء الجنوب المغرر بهم ومن أبرز آليات العمالة المنظمة قيام النظام السعودي بإنشاء لجنة خاصة وظيفتها  تنظيم وإدارة العملاء من المشايخ والضباط وبعض مسؤولي الدولة عديمي الإحساس الوطني والديني  والأخلاقي لشراء ولائهم والتعامل معهم بمخصصات شهرية ،وتكليفهم بمهام قذرة ضد وطنهم .
أما الكيان الصهيوني – فقد نشأ على أرض فلسطين المحتلة وشرع في احتلال أجزاء من الجولان السورية وجنوب لبنان وأخذ في التوسع في جوار فلسطين المحتلة التي سلمها له الاحتلال البريطاني لولا أن حزب الله والمقاومة الإسلامية واللبنانية أوقفت زحفه وأخرجته من أغلب الأراضي التي احتلها من جنوب لبنان، ليبدأ :(عصر الانتصارات ويولّى عصر الهزائم) كما عبر عن ذلك السيد المجاهد حسن نصر الله.
*القاسم المشترك بين الكيانين الصهيوني والسعودي هو (الخوف)لقيامهما على سرقة أرض الغير فاللص يبقى حبيس الخوف!.
بهذا الدعم يستأسد الكيان السعودي في التدخل في شؤون شعوب المنطقة بحجة الحفاظ على أمن المملكة ولو كان لديه قليل من الوعي والإرادة في امتلاك قراره لأدرك أن ما يفعله إنما يؤدي إلى العكس، لكنه لا يمتلك الحرية في وضع برنامج ليتحول إلى كيان شرعي لأن العلاقة السوية مع الجيران هي الخطوة الأولى في هذا الاتجاه وفي تحقيق الأمن والسلام للجميع وهو مالا يبدو أنه متجه إليه!
قبل أن تتجلى ملامحه
كان موتاً خفياً
ثم أعلن عن نفسه حاكماً
وحامي حمى الحرمين
صارَ سيفاً يقطع النخل
يجتازُ كل المسافات منشارهُ
يتحدى الأساطير وكل المواثيق وكل الدول .

قد يعجبك ايضا