ضريبة الرياضة
حسن الوريث
لم يكن السحراني ،أوأحمد زايد ،أوتوفيق عبدالجليل أولهم ،ولن يكون ربيع جعرة ،أوحسين جباري ،أوحسين مسعد أخرهم ممن يدفعون ضريبة الرياضة في بلادنا ،فالقافلة تطول بين هؤلاء وأولئك وقبلهم وبالتأكيد بعدهم ستستمر القافلة طالما ورياضتنا تسير بهذا الشكل وهذه الإدارات المتعاقبة العقيمة التي تتنافس فيما بينها على المناصب والمكاسب والسفريات وبدل المواصلات والجلسات وتتقاتل على موارد الصناديق التي هي أصلاً وجدت من أجل الرياضيين والشباب وليس من أجل المسؤولين.
حسين مسعد الكميم أحد نجوم الرياضة القدامى تحدثنا عنه وعن معاناته في موضوع سابق ،وحين ألتقيته مرة أخرى قبل يومين في نفس المكان كان ما يزال يحمل نفس الملف ونفس القضية فهو يحتاج إلى مفصل صناعي لكنه هذه المرة حصل على رسالة من أمين عام المجلس المحلي لأمانة العاصمة أمين جمعان إلى المستشفى الجمهوري لإجراء اللازم ومعالجته على نفقة أمانة العاصمة والرفع بتكاليف العلاج ،وعندما وصل إلى المستشفى كان الجواب الرفض لأن قيمة المفصل حوالي ألف و500 دولار تقريبا، ولا يمكن للمستشفى شراء المفصل وتركيبه إلا بدفع المبلغ وهكذا فإنه ضاع بين رسالة فارغة ومستشفى لم يقم بواجبه الإنساني رغم الرسالة التي ربما كانت من باب إسقاط الواجب، وما سيثبت عكس ذلك هو تكفل أمانة العاصمة أو الأستاذ أمين جمعان بدفع التكاليف مباشرة دون رسائل من هذا النوع.
حكاية حسين مسعد ككل حكايات نجوم الرياضة الذين لم تسعفهم الرياضة وتخلت عنهم ولم يلتفت إليهم أحد بعد أن تركوا الميدان الرياضي وصار كل منهم يبحث عن مستشفى يعالجه ويقبل القيام بواجبه تجاه شخص كان في يوم من الأيام نجماً من نجوم الرياضة ويبحث عن مسؤول يلتفت إليه، أو ناديه الذي أفنى عمره فيه ليساعده في توفير القوت الضروري له ولأسرته أو حتى توفير عمل يقتات منه فالكل تخلوا عنه في وقت الحاجة، وكأنهم يقولون “هذه هي الرياضة عندنا فمن يقبل أن يكون رياضيا ويدخل هذا المجال عليه أن يتحمل تبعات قراره “لأن الرياضة في بلادنا -كما يقال- ليست لأكل العيش بل للتسلية وتضييع الوقت وإهدار العمر دون فائدة ولا يجني ثمارها وفوائدها سوى المسؤولون أما الرياضيون فمكتوب عليهم الشقاء والتعب والمرض والإهانة على أبواب المسؤولين للبحث عن حقوقهم المسلوبة.
تحدثنا في نفس هذه الزاوية عن نماذج رياضية تعاني الأمراض وتقاسي الحرمان وتتعرض للإهانة ،رغم أن هذه النماذج قدمت خدمات كبيرة للوطن في المجال الرياضي لكن، كل ذلك لم يشفع لأي منهم، وما نسمع من حكايات كل يوم لنجوم الرياضة الذين لم يجدوا من يساندهم ويقف إلى جانبهم في وقت الشدة والحاجة يجعلنا نتألم ونتحسر عليهم وعلى وضع رياضتنا ،فهل هي ضريبة الرياضة في اليمن- كما قال الكابتن حسين مسعد الكميم “علينا أن ندفع ضريبة حبنا للرياضة وتفانينا في خدمة بلدنا وثمن تسلط مسؤولين لا يفقهون من الرياضة سوى كم سيكسب كل منهم ولا يهم أن تخسر الرياضة ويتعذب الرياضي ويموت قهرا وكمدا”؟!.
أيمن تلها
أيمن تلها مصوِّر رياضي مبدع نعرفه جميعاً خاصة أولئك المسؤولون الذين طالما التقط لهم صوراً في مختلف الفعاليات والأنشطة الرياضية والمناسبات غير الرياضية التي كانوا يتواجدون فيها، لكنهم الآن لم يعد لهم أي علاقة به لأنه مريض وتكاليف علاجه مرتفعة جداً وحالته المادية صعبة كبقية الإعلاميين والصحفيين الرياضيين الذين يدفعون ثمن وضريبة دخولهم المجال الرياضي .. فهل يمكن أن تكون هناك لفتة من مسؤولي الرياضة وصندوقها وأنديتها وتجارها لإنقاذ أيمن وتحمل نفقات سفره للعلاج في الخارج، أو على الأقل مساعدته في تكاليف العلاج الباهضة والمرتفعة جداً هنا في صنعاء؟!!.