يهودة البحرين..وتصهين آل خليفة
عبدالفتاح علي البنوس
يحرص آل سعود وآل نهيان على أن لا يكون مسمى صهاينة العرب مقتصرا عليهم ، ويبذلون الجهود المضنية لجر المزيد من الأنظمة والأسر الحاكمة في المنطقة إلى مشاركتها هذا المسمى الذي يعكس حالة السقوط والانبطاح والذل والهوان والعمالة والخيانة التي رانت على هذه الأنظمة المتصهينة المتيهودة التي باعت نفسها وشعوبها وأوطانها وكل ثوابتها ومقدساتها في سبيل الحصول على القبول والرضا والتأييد الأمريكو صهيوني الذي يبقيهم حكاما على شعوبهم المستضعفة الخانعة المغلوبة على أمرها ، حيث تمكنوا من ضم البحرين إلى حلف صهاينة العرب ، هذه الدولة الصغيرة التي حاولت التعملق وادعاء العظمة بالتحول من دولة إلى مملكة ، رغم أن قاع جهران أكبر منها ، ولكن جنون العظمة دفع بعصابة آل خليفة الإجرامية إلى الذهاب خلف الإملاءات السعودية ، فأغرقوا في صلفهم وإجرامهم واستعبادهم لشعبهم وقمعهم لحريته ومصادرتهم لحقوقه وكل ذلك تحت عناوين وشعارات طائفية مذهبية قذرة.
هذه الممارسات التعسفية الهدف منها يهودة البحرين وتحويلها إلى مملكة سعودية الولاء ، صهيونية الانتماء ، تعادي كل ما يمت للعروبة والإسلام بصلة ، وتجاهر بالخصومة وتفجر فيها تجاه الشعوب والأنظمة والتيارات العربية والإسلامية المناهضة لمشروع التصهين والتطبيع مع الكيان الإسرائيلي وكل من يقف ضد المؤامرات الأمريكية الإسرائيلية التي تستهدف قضية العرب المركزية ، القضية الفلسطينية التي تتعرض لأكبر وأخطر مؤامرة منذ بداية الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية وحتى اليوم.
البحرين هي ذنب السعودية ومؤخرتها التي تستخدمها لخدمة أهدافها ومشاريعها وأجندتها الخاصة ، لا رأي لها غير رأي السعودية ، دائما تتبع السعودية وتنتهج نهجها وتسلك مسلكها ، وتسير وفق توجيهاتها ، هي من زجت بها في تحالفها العدواني على بلادنا ، وهي من ذهبت خلف قرار السعودية في مقاطعة قطر وفرض الحصار عليها ، وعقب دخول القوات السعودية الأراضي البحرينية لقمع المقاومة والانتفاضة البحرينية تحولت البحرين إلى إمارة سعودية تتلقى التوجيهات منها وتأتمر بأمرها ، حيث جعل منها السعوديون وكرا ومركزا للدعارة في منطقة الخليج ، وباتت مضرب المثل في السفور والسقوط والانحلال الأخلاقي حيث تنافس دبي على الزعامة في هذا المجال.
واليوم جعلوا منها حاضنا لمشروع التصهين والتيهود في المنطقة ، ومنطلقا لتدشين ما يسمى بصفقة القرن ، ولعب دور قذر في بيع فلسطين وقضيتها التي تمثل قضية العرب المصيرية ، وكل ذلك مقابل الحصول على الدعم السعودي والإسناد الأمريكي اليهودي لأسرة آل خليفة في مواجهة الانتفاضة والحراك الشعبي البحريني المطالب بالإصلاحات والمحارب للفساد والطغيان الذي استشرى نتيجة السياسة الهمجية التي ينتهجونها ، والسلوكيات المنحرفة التي يمارسونها ، والنزعة التسلطية التي يحكمون بها شعب البحرين ، الذي وجد نفسه ضحية حثالة من الغلمان الذين لا يمتلكون القدرة على التمييز بين الكوع والبوع ، كل همهم إشباع رغباتهم وملذاتهم دونما اكتراث إلى ما دون ذلك من المسؤوليات والواجبات التي هي ما يجب عليهم القيام بها بحكم المسؤولية الموكلة إليهم.
بالمختصر المفيد، يجب أن يعي ويدرك عاهر البحرين بأن يهودته وتصهينه سيعود عليه بالوبال والخسران وسيلقى ذات المصير الذي لقيه من قبله من العملاء والخونة ، الذين أخلصوا للأمريكان وقدموا لهم قرابين الولاء والطاعة ، وتقربوا من إسرائيل ودخلوا معها في علاقات وتحالفات حميمية ، وفي الأخير باعوهم برخص التراب وتنكروا لهم ، وأعلنوا البراءة منهم ، كما سيفعل إبليس يوم الحساب تجاه كل من أغواهم وسقطوا في شراكه ، وهي النهاية المستحقة لكل خائن عميل ، ومن يستمع إلى تصريحات وزير الخارجية البحريني يدرك حجم السقوط والخذلان الذي وصل إليه هؤلاء الأرجاس الأنجاس ، ويدرك لماذا وقع اختيار الأمريكي والإسرائيلي والسعودي والإماراتي على المنامة ، فالأخيرة أضحت تل أبيب الخليج ، وباتت عاصمة لليهود ، ومنطلقا للتصهين والتآمر على القضية الفلسطينية ، من خلال إنفاذ ما يسمى بصفقة القرن ، والترويج لشقها الاقتصادي من تل أبيب الخليج (المنامة) وهو العار الذي لصق بها والعار الذي سيلاحق آل خليفة جيلا بعد جيل.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.