اليمن في طور صناعة النموذج العربي الأول
خالد العراسي
لا تخجل دول العدوان على اليمن من إعلان علاقتها بالكيان الصهيوني والتحالف الغربي، رغم أنها علاقة (تابع ومتبوع) مليئة بالخنوع والركوع كعلاقة العبيد بسيده بل أنها تجاوزت ذلك بمراحل كثيرة ووصلت الى درجة يصعب وصفها.
لذلك عندما يصرح أحدهم بأننا مع إيران، علينا التعامل مع هذا بـ”فخر واعتزاز” لأن وقوفنا الى جانب إيران ووقوفها الى جانبنا ليس تهمة بل “وسام شرف” من الدرجة الرفيعة وهذا التكاتف هو ما يجب أن يتم لكل محور المقاومة ولهذا سمي “محور” لكن وضع اليمن للأسف الشديد مختلف جدا، فقد عمل النظام اليمني السابق التابع للتحالف الغربي الصهيوني على أن لا تجمعنا بإيران وروسيا والصين وغيرها من دول محور الضد أي علاقة تجارية ومصالح مشتركة كما لا تجمعنا بلبنان وإيران والعراق وسوريا أي حدود قد تشكل نقطة التقاء وتعاوناً مشتركاً. ولهذا صرح سيد المقاومة السيد حسن نصر الله بأن حزب الله للأسف الشديد لا يشارك في شرف معركة اليمن وأن الشعب اليمني هو صاحب المظلومية الأولى عالميا، وكما تعلمون بأن حزب الله لم ينكر وجوده في سوريا كما هي أيضا إيران، بمعنى لو أن لهم وجوداً في اليمن لما انكروه، وقد عرف العالم مصداقية محور المقاومة بكل أطرافه.
كما أن دول العدوان والدول الراعية له رتبت لهذا قبل بدء عدوانهم على اليمن فأحكموا الحصار برا وبحرا وجوا قبل أن يصدر قرار الحصار الذي تم بذريعة منع تدفق السلاح وبموجبه شرعنوا حصارنا وفق مفهومهم، بينما لا قوانين في هذا الكون يمكن أن تشرعن هذا الحصار الجائر الذي منع وعرقل تدفق كل شيء لتنفيذ سياسة التجويع الرامية الى تركيع الشعب اليمني ، ولم يحدث أبدا أن يتعرض أي شعب لهذا الكم من الظلم والانتهاكات والجرائم دون أن نرى أو نسمع موقفاً واحداً مشرفاً في كل بقاع الأرض (باستثناء مواقف محور المقاومة).
كل ذلك كان نتاجاً للحملة العالمية التي قامت بها السعودية والإمارات بشراء الذمم وتكميم الأفواه والتعتيم الإعلامي، لكننا اليوم نشهد عداً عكسياً وتحولا جذريا في المعركة والنصر قادم لا محالة ولن يكون ذلك إلا بفضل الله وحده عز وجل ثم بفضل القيادة الحكيمة متمثلة بالسيد عبدالملك الحوثي ومن معه من المخلصين وبسواعد رجال الرجال في الجبهات الذين تمكنوا بعون الله من صد عدوان كوني وغيروا المعادلة وحققوا التوازن الفعلي، وهاهم يتقدمون ويحرزون الانتصار تلو الآخر وينكلون بالعدو.
وبحسب تصريحات الناطق العسكري الرسمي لا يزال في الجعبة كثير من المفاجآت المذهلة ،،، بعد أن ظن العالم بأن اليمن بات في خبر كان جراء الكم الهائل من الاعتداء الغاشم بكل أشكاله منذ أكثر من أربعة أعوام.