الرباعية وصلافة العدوان ..
أحمد يحيى الديلمي
في آخر اجتماع لها عقدته في لندن حاولت ما تسمى بالرباعية وهي إشارة إلى دول العدوان الأساسية على اليمن ممثلة في أمريكا ، بريطانيا ، السعودية ، الإمارات أن تستعيد قليلاً من ماء الوجه ولكن بنفس الإصرار على الكذب والخداع والمناورة ، فهي في الوقت الذي تتحدث فيه عن ما تسميه مظلومية السعودية تمهد للتصعيد واستمرار العدوان الهمجي الشرس على اليمن وكأنما وصلت إلى قناعة تامة بأن اليمن بشعبها الطيب المسالم أصبح عدواً دائماً ، والدعوى كما هو مألوف الخوف من وجود إيران ، كلها مجرد مهازل وحكايات مملة لا يمكن لأحد أن يستسيغها حتى من حضروا الاجتماع أنفسهم ، والغريب أن بيانات هذه الرباعية وحالة التباكي التي صدرت عنها ترافقت مع ما صدر عن بعض الدول والمنظمات من ردود أفعال تحدثت عن المظلومية الحقيقية التي يعاني منها الشعب اليمني نتيجة العدوان والقصف الدائم للمدن والمنشأت وكل ما يمت بصلة للحياة .
مثل هذه التجاذبات لا تبعث على الحيرة إلاً لدى من أعمت الغشاوة بصيرته ، وإلاّ فالأمور واضحة وكل شيء بيّن ، السعودية ومعها الإمارات تشنان حرباً لا هوادة فيها على اليمن بدعم أمريكي بريطاني مباشر ، واليمن شعب متق يدافع عن نفسه ويبذل قصارى جهده للبحث عن أي وسيلة تمكنه من هذا الدفاع ، مع ذلك استكثروا عليه امتلاك بعض الصواريخ والطائرات المسيرة التي أرعبت الأعداء ودفعت الأشرار في العالم إلى إصدار بيانات التضامن والإدانة والشجب ، وأكثر صلافة وحقارة في ردود الأفعال ما جاء على لسان الرباعية ، التي تتزعمها أمريكا هذه الدولة بصلافة مواقفها والتي تدعي السيادة على العالم تعرف جيداً أن اليمنيين بتقدير الله سبحانه وتعالى ينحتون في الصخر كي يصلوا إلى أي آليات دفاعية تمكنهم من توازن الرعب في القوة ولو في حدوده الدنيا ، مع ذلك لا تتردد عن إشراك إيران في ما يجري واعتبارها المستفيد الأكبر ، نحن نعلم أن العداوة لإيران متوغلة في نفوس الأمريكيين ، لكن لماذا تُحشر اليمن في هذا الجانب ؟! وهي مجرد بلد فقير كما قلنا تنحت في الصخر لتصل إلى وسيلة للدفاع عن النفس ، مع ذلك تؤكد الرباعية أن كل شيء يأتي من إيران ، أين نحن وأين إيران ولماذا تحشر هذه الدولة وأنتم تقيمون حصارا مطبقا على كل المنافذ البرية والجوية والبحرية ، فمن أين سيأتي السلاح ؟! وكيف يتم تهريبه ؟! إذا كان ما تقولونه صحيحا فأنتم من تتحملون المسؤولية ، لأن هذا يثبت عجزكم وعدم قدرتكم على إيقاف تسرب الأسلحة ، إذاً أين قوتكم التي تتباهون بها؟! وأين وسائل الردع التي تتحدثون عنها بأنها تكشف الإبرة في أعماق البحار ؟! كلها مجرد تهويل لتخويف وإرعاب الناس ، بينما الحقيقة غير ذلك ، الحقيقة أن هذه الدولة أعني بها أمريكا قد شاخت ووصلت إلى مرحلة عدم القدرة على التمييز بين الحق والباطل ، وطالما أنها من تسيطر على هذه الرباعية فإن كل شيء سيخرج عن أي لقاء لا وزن له ولا أثر في الواقع ، إذاً اجتمعوا أينما شئتم وأعملوا ما بدا لكم فإن الله سيظل مع المظلومين وسيمدهم بالنصر في كل زمان ومكان ، ونحن نؤمن بأن للباطل صولة ثم تنقضي ، واعتمادنا الأكبر هو على الله سبحانه وتعالى فهو الناصر والقادر على دحر المعتدين الظلمة .. وهو على ما يشاء قدير .. والله من وراء القصد ..