موقع أمريكي : للسعودية والإمارات حصص كبيرة في "الحكومة المؤقتة" بقيادة المجلس العسكري

هل يقبل السودانيون أن تُلَطَّخ عمائمهم البيضاء بدماء اليمنيين؟!

> خمسة ألوية سودانية تشارك في الحرب على اليمن.. لواءان جنوب السعودية وثلاثة داخل اليمن
> الحدود السودانية باتت مفتوحة لتجنيد الافارقة في الحرب على اليمن

الثورة /
لم تعد المشاركة السودانية في الحرب على اليمن رمزية أو محدودة كما ظن الكثيرون عند إعلان البشير المخلوع مشاركته في تحالف العدوان على اليمن عام 2015م.
لقد بات واضحاً الآن ونحن في السنة الخامسة من العدوان أن المشاركة السودانية أساسية في هذه الحرب ومن دونها لا يمكن للسعودية والامارات أن تواصلا الحرب كل هذه السنوات.
ومثلما السودانيين فإن الكثير من اليمنيين كانوا يرون في ثورة الشعب السوداني ضد نظام البشير بارقة أمل لإنهاء المشاركة السودانية في هذه الحرب الظالمة.
لكن يبدو أن السعودية والامارات قد حالتا دون تحقيق هذه الثورة ،وهو ما يتضح من مواقف المجلس العسكري في السودان نحو ثورة الشعب السوداني في وحول استمرار مشاركة السودان في الحرب على اليمن بل وتعزيزها.وفي هذا السياق ينبغي أن يكون للمعارضة السودانية مواقف سياسية فاعلة تجاه هذا العبث الذي تمارسه السلطات العسكرية في الخرطوم ضد الشعبين اليمني والسوداني على السواء، ومن غير المنطقي أن تظل الأحزاب والقوى السودانية صامتة بينما يعمل بعض الجنرالات لتحويل الجيش السوداني إلى مرتزقة مع السعودية والإمارات و”حماية الأمن القومي الأوروبي” كما قال حميدتي في كلمة له الأسبوع الماضي بالخرطوم.
كيف للخرطوم عاصمة أطيب الشعوب العربية أن تتحول إلى مركز لتجنيد المرتزقة من مختلف الدول الافريقية وإرسالهم لمحاربة اليمنيين؟!
على السودانيين شعبا وأحزاباً أن يرفعوا الصوت عالياً وأن لا يقبلوا أن تلطخ ثيابهم وعمائمهم البيضاء بدماء اليمنيين.
مستوى تورط النظام السوداني في الحرب على اليمن يتكشف باستمرار.. وهنا نتابع المزيد من الشهادات والمعلومات:

سلط موقع ” لوب لوج” الأمريكي الضوء على الدور السوداني في الحرب على اليمن، منذ أن بدأت السعودية والإمارات حملتهما العسكرية الجارية في اليمن في مارس 2015م.
وقال الباحث المتخصص في الشأن الخليجي “جورجيو كافيرو”، أن السودان لعب دوراً هاماً في النزاع، بعد ان لجأ السعوديون والإماراتيون إلى قوات سودانية ذات خبرة قتالية في دارفور وأجزاء أخرى من بلادهم للقتال في اليمن.
وأشار كافيرو إلى أن دول الخليج العربية في التحالف تدفع تعويضا للمرتزقة السودانيين والجنود الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 – 17 عاما والذين يقاتلون في صفوفها بما يصل إلى 10 آلاف دولار لكل منهم، للدخول في الحرب وجعلهم وقودا للمدافع . ولفت بأن هذه الممارسة أبقت عدد الضحايا السعوديين والإماراتيين منخفضًا نسبيًا على حساب مئات السودانيين الذين فقدوا حياتهم في هذه الحرب، مضيفا: السودان فتح حدوده أمام مرتزقة من بلدان أفريقية أخرى للانضمام إلى القتال في ال يمن.
وبحسب كافيرو فإن العديد من المقاتلين السودانيين في اليمن هم من ميليشيات “الجنجويد” التي تتألف من عرب من غرب السودان وشرق تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى، والتي اكتسبت اهتمامًا عالميًا بعد أن رعى نظام عمر حسن البشير الميليشيات لمحاربة الجماعات المسلحة في دارفور خلال العقد الأول من القرن العشرين، وقد أدت انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها في دارفور إلى اتهام المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية.
وكان قرار البشير بإبقاء السودان في الائتلاف العربي أحد العوامل التي ساهمت في نهاية حكمه الذي دام ثلاثة عقود في إبريل. وإلى جانب الغضب الناجم عن الفساد والفقر والبطالة، كانت المعارضة الواسعة النطاق لدور السودان في النزاع في اليمن موضوعاً في الاحتجاجات المناهضة للبشير في 2018 /2019م.
وأشار الباحث إلى العنف المميت الذي مارسه أعضاء “الجنجويد” السابقون الذين ينتمون الآن إلى قوات الدعم السريع ضد المتظاهرين في الخرطوم في 3 يونيو، حيث أفادت التقارير أن الحملة جاءت عقب اجتماعات بين مسؤولين رفيعي المستوى في المجلس العسكري الانتقالي ونظرائهم في الرياض الذين أعطوا الحكام العسكريين السودانيين الضوء الأخضر لشن مثل هذا العنف لإنهاء اللقاءات، وهكذا برزت كنوع من القوة بالوكالة من السعودية والإمارات العربية المتحدة التي تعمل في العاصمة السودانية واليمن.
ويرى كافيرو أن دول الخليج العربية التي تشن حرباً على اليمن على معرفة أن حكومة يقودها مدنيون في الخرطوم من المرجح أن تنسحب من التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات، وبالتالي، فإن لكل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حصصاً كبيرة في الحكومة السودانية “المؤقتة” بقيادة المجلس العسكري الانتقالي، للحفاظ على قبضتها على السلطة.
وأضاف بأن أي حكومة في الخرطوم صديقة للسعودية والإمارات سوف تحصل على دعم من هاتين الدولتين في مجلس التعاون الخليجي، بغض النظر عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تقوم بها ضد مواطنيها، وبالنظر إلى أن القيادة في حكومة الأمر الواقع في السودان قد وعدت بمواصلة القتال في اليمن، فإن السعودية والإمارات ستواصلان بدورهما تعزيز شرعية المجلس العسكري.
يختم كافيرو بالقول : ” إذا استمرت الحرب في اليمن، فمن المرجح أن يستخدم السعوديون والإماراتيون نفوذهم المالي على الحكام العسكريين السودانيين لضمان استمرار المزيد من المرتزقة السودانيين والجنود الأطفال للقتال في اليمن.
حميدتي يكشف المستور
وكان نائب رئيس المجلس العسكري في السودان محمد حمدان دقلو – الملقب حميدتي- كشف الأسبوع الماضي في خطاب أمام حشد من السودانيين أن بلاده تعتبر أكبر مشارك في التحالف الذي تقوده السعودية في حربها على اليمن، وقال: نقاتل مع الإمارات والسعودية، وقواتنا من أكبر القوات المشاركة (في التحالف)”، ويبلغ قوامها ثلاثين ألف جندي.
ويؤكد الخبير العسكري اللواء د. أمين إسماعيل مجذوب أن عدد القوات المشاركة في حرب اليمن من الأسرار العسكرية، وهذه أول مرة يكشف مسؤول عسكري عن تعدادها.
ويشير مجذوب في حديث مع الجزيرة نت إلى أن هذه القوات في حالة إحلال وإبدال منذ بدء الحرب على اليمن في مارس 2015.
ويقول إن “هناك بالطبع مشاركة لجنود من السعودية والإمارات، لكن مشاركة القوات السودانية تظل هي الأكبر، مع أن المهم ليس العدد، بل إن المعايير المطلوبة تتعلق بالأداء والانضباط والكفاءة والأخلاق في التعامل مع المدنيين”.
رواتب مغرية
وتشكل العوائد المادية مثاراً للعبة الحظ التي يرونها تبتسم لكل من يقع عليه الاختيار، لدرجة أن بعض من بيدهم الاختيار يطلبون راتب شهر ممن يوفدون للقتال.
وبحسب العسكري الذي تحدث للجزيرة نت -شرط عدم كشف هويته- فإن الجندي السوداني الذي يحارب في اليمن يصل راتبه إلى عشرين ألف ريال سعودي شهريا، والضابط راتبه ثلاثون ألف ريال. قائلا: إن راتبا واحدا يعادل مستحقات نهاية الخدمة لعسكري وصل إلى رتبة مساعد بعد نحو أربعين سنة.
وينوه إلى أن أي جندي سوداني شارك في حرب اليمن سيكون بمقدوره الحصول بنهاية خدمته بعد عام على 240 ألف ريال، وهو مبلغ يحول إلى حسابات الجنود في السودان بالسعر الرسمي، وهو أقل من سعر السوق الموازي السائد.
تجربة شخصية
وعن تجربته الخاصة يقول الوكيل عريف “هـ.س” إنه ذهب إلى اليمن ضمن اللواء الثاني، ووقتها كان يحصل على راتب شهري يبلغ 13 ألف ريال، بعد استقطاع 12 ألفا من قبل الحكومة السودانية.
ويوضح أن الاستقطاع حاليا تضاءل إلى خمسة آلاف ريال من الراتب البالغ 25 ألف ريال، وكان يجب أن يكون كاملا أسوة بالجنود السعوديين والإماراتيين والبحرينيين.
ويضيف أن العسكريين التابعين للجيش السوداني توكل إليهم مهمات في الحد الجنوبي للسعودية لمدة عام، في حين تكلف عناصر قوات الدعم السريع بالمهام القتالية داخل اليمن لمدة ستة أشهر.
ومكنت عوائد حرب اليمن الجنود السودانيين من امتلاك منازل في العاصمة الخرطوم، إلى جانب الدخول في استثمارات محدودة؛ مثل شراء مركبات للنقل العام، بحسب ضابط شارك في هذه الحرب.
ويقول هذا الضابط إن “كل عسكري في الجيش والدعم السريع غاية ما يتمناه أن يتم إيفاده للقتال باليمن، لدرجة أن متقاعدين آثروا القتال هناك، لكن يبدو أن استيعاب المتقاعدين توقف الآن”.
ويوضح اللواء مجذوب أن دفع الأموال يكون نظير المناورات والمهام القتالية التي تنفذها القوات المنتدبة، كما أن الأسلحة التي تستخدمها تؤول للدولة المشاركة.
وأبدت قوى سياسية عديدة -مثل أحزاب الأمة القومي والمؤتمر السوداني والشيوعي والمؤتمر الشعبي- رفضها مشاركة القوات السودانية ضمن الحرب التي تشنها السعودية وحلفاؤها على اليمن.

قد يعجبك ايضا