السعودية تصطنع المبررات للانقلاب على اتفاق الحديدة
عبدالرحمن راجح
أصبح واضحاً في الآونة الأخيرة المساعي السعودية لإيجاد أي مبرر للانقلاب على اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة ، حيث صعدت خلال اليومين الماضيين من أكاذيبها الإخبارية والشائعات والحيل تجاه الحديدة من خلال الإشارة الى أن الضربات التي تتلقاها في العمق بسبب تهريب الأسلحة من ميناء الحديدة للجيش واللجان الشعبية.
ويهدف الخطاب السعودي التصعيدي ضد الحديدة وكذلك الممارسات الفعلية للمرتزقة على الارض في اطار التصعيد المستمر في الخروقات والتحشيد الى ايجاد مبررات للانقلاب على الاتفاق ومهاجمة المدينة او على الاقل عدم تنفيذ هذا الاتفاق والتملص منه لكي تبقى اليمن محاصرة ، وتسعى الرياض الى حرف الانظار عن الجرائم والحصار الذي تفرضه على الحديدة وكل مناطق اليمن من خلال صناعة بروباغندا اعلامية تصور أن الضربات التي تلقتها في الآونة الأخيرة بالطائرات المسيرة جاءت من الحديدة وأن هناك عمليات تهريب أسلحة تأتي من إيران للقوات اليمنية متناسية انها تفرض حصاراً مشدداً في البحر على الحديدة وأن جميع السفن التي تدخل المدينة تخضع لعمليات تفتيش دقيقة من قبل التحالف السعودي والأمم المتحدة في ميناء جيبوتي وعرض البحار.
وعملت الرياض على تسويق هذه الفكرة للأمريكان والغرب سعيا منها على ما يبدو الى ايجاد مساندة سياسية وعسكرية واعلامية في إطار اي هجوم على مدينة الحديدة التي تؤكد العديد من المصادر أن الرياض تقوم بالتحضير له في الوقت الحاضر.
ومن الملاحظ أن الرياض عملت على ربط التطورات والأحداث التي حدثت في بحر عمان وميناء الفجيرة وكذلك حادثة اسقاط الطائرة التجسسية الامريكية في الاجواء الإيرانية و التصعيد العدواني لواشنطن ضد ايران بالحديدة والوضع القائم فيها، ويظهر هذا جليا من خلال التصريحات التي اطلقها من الرياض براين هوك المبعوث الأميركي الخاص بإيران حيال ما أسماه الخطر الايراني في باب المندب والدعم الايراني لحركة أنصارالله كما ان السعوديين حاولوا التركيز على ما اسموه الخطر الحوثي على الملاحة في البحر الاحمر بالإضافة الى عودة القصف المكثف للطائرات السعودية والاماراتية للعديد من المناطق في الحديدة في نقض واضح وصريح للاتفاقات السابقة بشأن الحديدة وقرارات مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن.
وقد لا تصعد السعودية بشكل كبير نحو مدينة الحديدة، لكن بقاء الأمر على ما هو عليه وعدم تنفيذها للاتفاق المسبق يعد عملاً خطيراً خاصة في ظل تفاقم الاوضاع الانسانية واحتياج اليمنيين الملحّ لفتح هذا الميناء والطرقات من اجل دخول البضائع وما يحتاجه الناس من أغذية وأدوية ومستلزمات.
وقد أكد رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام أن أطراف العدوان عادت مجددا لتماطل في الشروع في تنفيذ الخطوة التالية من اتفاق السويد، وقال أن العدوان عاد مجددا ليماطل في الشروع في تنفيذ الخطوة التالية المتوجبة عليه بناء على ما اتفقت عليه لجنة تنسيق إعادة الانتشار، مضيفا أن السعودية والرياض يعمدان حاليا إلى تصعيد اعتداءاتهم وخروقاتهم على محافظة الحديدة، بما فيها الغارات الجوية والاستطلاعية والقصف من الأرض بشكل مستمر ، محملا العدوان ومرتزقته كامل المسؤولية عن ذلك وما سينتج عنه إن استمروا في هذا المسلك الخاطئ والخطير .
وفي السياق نفسه دعا حسين العزي نائب وزير خارجية اليمن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكل محبي السلام وداعمي اتفاق ستوكهولم إلى إدانة الغارات التي ينفذها تحالف العدوان بالحديدة، مشيرا الى انه حان الوقت لمغادرة مربعات الصمت المهين والمجاملة المقرفة لتحالف كله إرهاب وجريمة، مضيفا أن دول العدوان تتبجح بشكل رسمي بشن غارات جوية على مدينة الحديدة وعلى مواقع القوات اليمنية التي أعادت انتشارها أحاديا استجابة لجهود السلام ونداءات المجتمع الدولي ، وهذا التبجح إنما يعكس حجم الاستخفاف والاستهتار الكبيرين بالاتفاق والبعثة الأممية والمجتمع الدولي ويعكس إصراراً واضحاً على الحرب ومضاعفة معاناة الشعب اليمني والانقلاب على الاتفاقات السابقة.