تعتبر طائرة Global Hawk تقريبا ثاني أغلى طائرة عسكرية لدى القوات الأمريكية، ويعد نجاح إيران في إسقاطها منعطفا خطيرا على سمعة الصناعة الأمريكية، فهي طائرة مخصصة للخدمة للعقود المقبلة.
واستفاق العالم يوم الخميس 20 يونيو على خبر إسقاط إيران لطائرة مسيرة، واعتقد في البدء أن الأمر يتعلق بطائرة عادية من تلك الطائرات المسيرة الصغيرة السهلة الرصد والإسقاط، لكن المعلومات التالية تشكل مفاجأة وصدمة لدى صناع القرار الأمريكي، يتعلق بطائرة تمثل أحد اهم تكنولوجيا الصناعة الأمريكية التي تجمع بين الصناعة الفضائية والصناعة العسكرية المحضة، وتستعمل هذه الطائرة كل من وكالة الفضاء ناسا والبنتاغون.
وهذه الطائرة التي صنعتها نورثون غرومان كلفت سنة 2011، ما يناهز 211 مليون دولار، والآن تبلغ قيمتها 270 مليون دولار بسبب تحسينات كبيرة أدخلت عليها خاصة بالرصد والعمل في مختلف الظروف الجوية ومن علو يقارب 20 كلم، وتعد ضمن ثلاث أغلى طائرات توجد الآن في الخدمة رفقة المقنبلة “سبريت” والمقاتلة “اف 22 رابتور”.
وتمتلك الولايات المتحدة طائرات محدودة من هذا النوع، ولا يتعدى في المجموع العشرة موزعة على القوات الجوية ووكالة ناسا والبحرية الأمريكية. وتتمركز الطائرة التي أسقطتها إيران في ملكية البحرية وكانت تنطلق من الإمارات العربية المتحدة لمراقبة منطقة الخليج بالكامل، خاصة وأنها تحلق على علو يصل الى 20 كلم، وهو علو كافٍ لتصوير مساحة هائلة من الخليج العربي.
وهذه الطائرة التي لها مهام القمر الاصطناعي ولكن بعامل مساعد وهو قدرتها على التحليق على مستويات منخفضة وعليا وتغيير في السرعة، مما يؤهلها لرصد قوي، تقوم بمراقبة قوات العدو وتأمين سلامة القوات العسكرية الأمريكية من أي هجوم مباغت خاصة من الجو، كما تساعد على توجيه القوات الجوية والبرية لتحديد الأهداف خلال عمليات استهداف العدو.
ويجهل نوعية الصاروخ الذي أسقطت به إيران هذه الطائرة، هل هو من فصيلة “إس “300 أم سلاح محلي الصنع. لكن يبقى في آخر المطاف، إسقاط طائرة تعد تاج الصناعة العسكرية الأمريكية حدثا مهما في عالم الحروب.