الجيش واللجان يمسكون بزمام المبادرة ضد السعودية
ندين عباس*
دليل على المعنويات العالية في الميدان تجاوز وزير الدفاع اليمني في حكومة صنعاء اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، الحدود مع السعودية وقام بتفقد مقاتلي الجيش اليمني واللجان الشعبية لإثبات سيطرتهم على عدد كبير من المواقع السعودية خلف الحدود اليمنية، مؤكداً أن النصر بات قريباً ولن يطول تحقيقه أكثر من أشهر معدودة خسائر قوات التحالف السعودي في المعارك التي تجري ضمن ثلاث مناطق حدودية بين نجران وجيزان وعسير تضاعفت بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الماضية بعد تقدّم الجيش واللجان الشعبية على الجبهات وتسجيل القدرة على الردع عبر الطائرات المسيّرة وفي جبهات الميدان.
المعارك خلف الحدود أدّت إلى مقتل 70 جندياً سعودياً بينهم قيادات رفيعة، بحسب وزارة الدفاع اليمنية. إلى جانب ذلك أسقطت المضادات الجوية في قوات حكومة صنعاء طائرة مسيرة سعودية قبالة جبل السديس الحدودي في نجران وأخرى أميركية في أجواء الحديدة.
مصدر عسكري يمني يؤكد أن الجيش يسيطر على عدد من المواقع والتلال قبالة جبل قيس بجيزان السعودية.
الخسائر التي تتكبدها السعودية وحليفتها الامارات في عدوانهما على اليمن تسفر عن رفع الغطاء عن عدوان التحالف السعودي وتثمر بزيادة المعارضة للعدوان في الدول الداعمة ولا سيما في أميركا وبريطانيا وفرنسا حيث بدأت تزداد الضغوط على إدارة ترامب وعلى الحكومات ضد مبيعات السلاح وضد دعم العدوان السعودي على اليمن.
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان اضطر تحت هذه الضغوط من الهيئات الإنسانية والحقوقية، إلى الدعوة لوقف الحرب على اليمن التي وصفها بأنها “حرب قذرة”ً مطالباً السعودية والإمارات بالعمل على وضع حدّ لهذه الحرب الدائرة منذ سنوات في اليمن.
ما نطق به لودريان جاء بعدما كشفت وسائل الإعلام الفرنسية عن تحقيق مطوّل أجراه موقع مجلة ديسكلوز» الاستقصائية، بالتعاون مع «راديو إنتر» الفرنسي عن دور السلاح الفرنسي في حرب اليمن.
تصريحات لودريان أتت بعد أيام فقط من إعلان وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي بأن “كل الجهود الفرنسية وجهود المجتمع الدولي تسعى لإيقاف الحرب في اليمن وإيجاد حل سياسي”.
بدورها، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين- أن الخارجية الأميركية أجبرت مسؤولاً بارزاً لديها على الاستقالة من منصبه على خلفية دوره لصياغة قرار طوارئ يسمح لإدارة دونالد ترامب ببيع السعودية والإمارات أسلحة بقيمة ثمانية مليارات دولار، دون العودة إلى الكونغرس وفقاً للإجراء المعتاد.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن هؤلاء المسؤولين قولهم إن تشارلز فولكنر -الذي مثل سابقًا شركة ريثيون- كان ضمن الفريق الذي أقنع وزير الخارجية مايك بومبيو بأن الرياض وأبو ظبي تلبيان الشروط الأميركية في ما يخص استخدام الأسلحة الأميركية في حرب اليمن.
لكن ما أثار الجدل الحاد بين الحلفاء هو الأداء السياسي البريطاني، مُمثّلاً بالسفير لدى اليمن مايكل آرون، والمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث ليبلغ الخلاف ذروته مع توجيه حكومة الرئيس عبد ربه هادي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة شكت فيها ما سمّتها تجاوزات غريفيث.
اللافت أيضاً أن الامارات فقدت ورقتها التي استخدمتها في جنوب اليمن بدعوى دعم الشرعية.
القيادي في الحراك الجنوبي العميد علي محمد السعدي يشنّ هجوماً عنيفاً ضد الامارات، واصفاً وجودها في عدن والمحافظات اليمنية الأخرى بالاحتلال.
السعدي اختار مواقع التواصل الاجتماعي ليقول “من يظن أن سخاء الإمارات له من أجل سواد عيونه فهو يعيش في عالم آخر، وغداً سيفوق في الوقت الضائع وقد وقع الفأس في الرأس”، مضيفاً الإمارات دولة صغيرة تنفذ سياسة غيرها.
كما ختم السعدي قائلاً “سيرحلون من بلدنا وسترحل السعودية”.
أمام هذه المتغيرات السياسية والميدانية حيث تزداد الضغوط على الدول الغربية الداعمة لعدوان التحالف السعودي، يترنّح العدوان على جبهات القتال.
*صحافية لبنانية