القمم الثلاث والواهمون بين ترامب وسلمان و نتنياهو
محمد عبدالمؤمن الشامي
دعت السعودية بقيادة سلمان بن عبد العزيز إلى ضرورة إقامة ثلاث قمم عربيّة وإسلاميّة وخليجيّة في مكّة المكرّمة في شهر مضان المبارك والهدف هو ان المنطقة تشهيد تهديدات خطيرة للغاية من إيران وانصار الله يجب تدارك كوارثها المدمرة للإنسانية جمعاء ومن أجل تعزيز التحالفات الإقليمية والدولية الهادفة الى مواجهة كافة مصادر التهديد لأمن واستقرار العالم، وكانت آخر قمة يوم الجمعة القمة الإسلامية التي تجمع قادة الدول العربية والإسلامية، في نفس اليوم الذي يخرج عشرات الآلاف من أحرار العالم من دول غربية وعربية من اجل احياء يوم القدس العالمي الذي دعا الإمام الخميني رحمة الله قبل أربعين عاما في 1979 ميلادي الى احيائه في يوم الجمعة من رمضان.
احياء الآلاف من أحرار العالم من الدول الغربية والعربية يوم القدس العالمي هي حقيقة توحدهم في وجه الدول الاستكبارية التي تقودها أمريكا وإسرائيل وأدواتهما العربية والصهيونية في العالم، ورفضهم لصفقة القرن و من اجل تذكير العالم بأن خروجهم هو لنصرة القدس القبلة الأولى للمسلمين ونصرة الشعب الفلسطيني، الذي ستبقى دوماً قضيتهم المركزية وأن القدس قضية أحرار العالم جميعا وليست قضية الشعب الفلسطيني وحده.
لقد ظلت العلاقات السرّية لسنوات عدة بين إسرائيل و الدول العربية الخليجية سراً، وتتطوّر بعيداً عن الأضواء، ولكن العدوان بقيادة السعودية والأمارات على اليمن أظهرت العلاقات وحلقات التطبيع بين الدول الخليجية والعربية والكيان الإسرائيلي، وكانت آخر حلقات التطبيع بين هذه الدول والكيان الإسرائيلي في شهر فبراير 2019م في مؤتمر وارسو الذي ظهر رئيس الوزراء الاسرائيل نتنياهو يشيد خلال المؤتمر بوحدة الموقف مع دول عربية ضد إيران ويعتبره منعطفا تاريخيا، بمشاركة الدول الخليجية والعربية الذي استفز مشاعر أحرار العالم من الدول الغربية والعربية للتطبيع العلني السافر بين العرب والكيان الإسرائيلي،
كما لم يعد سراً أن انعقاد ثلاث قمم عربيّة وإسلاميّة وخليجيّة في مكّة المكرّمة في شهر مضان المبارك التي دعت إليها السعودية لها هدف واحد مشترك هو إنفاذ صفقة القرن وتدشينها على أرض الواقع من خلال تحشيد الدعم وتأييد مواقف الدول العربية والإسلامية المؤيدة لـصفقة القرن، والتحريض على دول محور المقاومة الجمهورية الإيرانية الإسلامية سوريا والعراق واليمن وكافة أحرار العالم من دول غربية وعربية من الأحزاب والكيانات والتحالفات والحركات والمنظمات المناهضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني الإسرائيلي، لذا مهما بلغ حجم المؤامرات والمحاولات والرهانات على تصفية القضية الفلسطينية ومنطقة الشرق الأوسط، من قبل ترامب وسلمان ونتنياهو وأدواتها العربية لتمرير وتسويق صفقة القرن التي تدعو الفلسطينيين والعرب والمسلمين الى نسيان القدس ولأبعاد دول محور المقاومة عن الاهتمام بقضيتها المركزية المتمثلة في قضية الأقصى والمقدسات والدولة الفلسطينية لن تفلح كما لم تفلح عبر التاريخ.