أيقظوا مبادئكم في يوم القدس العالمي
سعاد الشامي
كفى سباتا.. افتحوا أعينكم واضبطوا إعدادات عقولكم وفقا لمنظومة القرآن الكريم ،وتعالوا نقيس وضع الأمة الإسلامية بمقياس واقعها.
انظروا إلى هذا الاتجاه..
هنا مسلمون بغير إسلام، وعرب بدون عروبة، وأوطان بدون سيادة، وشعوب بلا هوية ،وزعماء بلا إرادة ، هنا عقول غافلة و معطَّلة عن أداء مهمتها في التفكر والتدبر، وقلوب عمياء ومحجوبة عن نور الهداية ،ومشاعر متبلدة ومتجردة من نعمة الإحساس.
هنا أمة مدجنة ..كرامتها مسلوبة وعزتها مفقودة وثرواتها مجمَّدة ومنهوبة وأنظمتها فاشلة وأراضيها محتلة ومقدساتها منتهكة ، لا تسود فيها إلا الأزمات المتفاقمة والنكبات المتتالية والنزاعات الدائمة ولا تفوح من أرجاء أوطانها إلا روائح الذل والضعف والمهانة.
يا ترى ماذا جرى لها ؟ أولم تكن هي خير أمة أخرجت للناس ؟!
يؤلمكم هذا الوضع المزري لا محالة.. إذاً تعالوا ننظر إلى الاتجاه الآخر ..
هنا اليهود خبثاء النفوس وقتلة الأنبياء وعباقرة المكر والخداع وخبراء الدهاء وتجار الضلالة وأعداء الإسلام والمؤمنين.
أترونهم كيف أصبحوا يحكمون قبضتهم على زمام هذه الأمة بعد أن كبلوها بسلاسل الضلال وجعلوها تسير وفق توجيهاتهم ولصالح أهدافهم ؟!
أوليسوا هم من ضُربت عليهم الذلة والمسكنة وحلت عليهم لعنة الله ومسهم غضبه ؟!
فويلها أمة الإسلام ماذا أصابها اليوم حتى أصبحت ذليلة خانعة تحت أقدام اليهود ؟!
آه وألف آه.. منظر قاتل فعلاً.
ولكن للأسف أيها المسلمون أنتم من فرَّطتم بعوامل قوتكم وعزتكم حتى استطاع هؤلاء اليهود أن يوصلوكم إلى هذا الواقع المخزي ،بعد أن افسدوا نفوسكم ومسخوا هويتكم وصرفوكم عن سبيل زكاء نفوسكم وأضلوكم عن عقيدتكم وحرفوا أفكاركم وألبسوا الحق بالباطل وصدوكم عن الجهاد في سبيل الله حتى تغلغلوا إلى أعماقكم وسيطروا عليكم ثقافيا وسياسيا واقتصاديا واحتلوا أراضيكم ومقدساتكم ،ومازالوا متربصين بكم العداء الأزلي.
هل ترضون لأنفسكم بالبقاء والمكوث في وحل الكفر والخضوع ؟!
أم أن أرواحكم اشتاقت إلى أنفاس الحرية والكرامة ورغبت في التحرر من قيود الذل والمهانة ،لتعيدوا لهذه الأمة جوهر دينها ومصدر كرامتها وعزتها؟
أمامكم فرصة ثمينة وخطوة مباركة من خطوات التحرر من قبضة اليهود ،فلتسارعوا جميعا إلى إحياء قيمكم الإيمانية ومشاعركم الإنسانية بالخروج والمشاركة في يوم القدس العالمي لتصل رسالتكم القوية والمزلزلة لعروش الأعداء كلما هتفتم بصوت واحد، وتبقى فلسطين قضيتنا الأولى.