رشا محمد
الموروثات الشعبية هي التاريخ للأحفاد بعد ممارسة الأجداد والآباء لها ، ويتذكر كثير من الآباء في لحج بحسب ما تم تناقله عنهم حالياً تلك الموروثات والطقوس الرمضانية الخاصة بنكهة رمضان شهر العبادة والرحمة.
ولأن تلك التقاليد والموروثات الشعبية بدأت بالاندثار وحلت محلها تقاليد جديدة غير تلك التي كان يزخر بها كبار السن من عادات الآباء والأجداد الزاخر بالعبادة وممارسات الفضيلة وتبادل أحاديث القصص النبوية في شهر رمضان الكريم .
وتتميز مديريتا الحوطة وتبن بمحافظة لحج بالعديد من العادات والتقاليد والسمات الرمضانية فهناك عادات رمضانية قديمة في حواري الحوطة وقرى تبن كالتواصل بين الأرحام وتبادل الأطعمة بين الجيران حيث تطبخ في بعض البيوت وجبة لا تكون في البيت المجاور وأيضا العكس ليحدث التبادل.
كما كان يحتشد الآباء والشباب بعد صلاة التراويح في الكثير من الأماكن العامة والمنتديات ويقومون بتبادل الأحاديث والقصص النبوية وترديد الزوامل والأشعار والقصائد بكل أنواعها.
ويرى كثير من أبناء الحوطة أن كثرة متابعة برامج رمضان والانشغال بالتلفزيون أضعف العلاقات الاجتماعية الرمضانية وزيارات الأرحام التي كانت من أهم عادات وتقاليد شهر رمضان في الحوطة وتبن.
وكانت قرى “الحمراء”, و”الشقعه”, و”الحسيني”, و”المجحفه”, و”بيت عياض”, و”الحاسكي”, و”جول اليماني” في مديرية تبن تحتفظ بعادة “المسحراتي”.وتقام فيها المواليد أو الطقوس الخاصة بشهر رمضان الكريم, حيث يجتمع الناس في دواوين واسعة المساحة, ويحضر “الفقيه” ليلقنهم بعض العبارات الدينية التي تدعو النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” بالشفاعة لهم, وتسرد فيه الأوصاف والعبارات الدالة على كرامته ومكانته, ويحدث ذلك بعد صلاة التراويح التي تتبع صلاة العشاء حتى منتصف الليل.
ولكن لم تتبق من تلك الطقوس إلا الشيء اليسير, حيث يقيم الناس تجمعات في بعض الأماكن التي يجتمعون فيها؛ لقضاء ليالي رمضان في تبادل المعلومات والنقاشات, و يقيم البعض منهم مسابقات دينية وتاريخية وثقافية, وتذهب بعض المناطق لتقيم في نهار رمضان دروسا دينية بمساجدها في السيرة النبوية أو تاريخ الصحابة.
إلى ذلك, يتخذ الناس من شهر رمضان شهرا لتبادل الزيارات الأسرية, وعيادة المرضى, ومواساة المحتاجين والتعبد في المساجد وقراءة القرآن. ومع كل ذلك يبدو أن هناك أسبابا رئيسية جعلت الناس تفقد بعض الموروثات والتقاليد والممارسات الرمضانية .
خيرات الأرض…
تعتبر محافظة لحج متنوعة في المناخ، وذلك يعود لتنوع تضاريسها، حيث إنها تسقط فيها الأمطار بكميات كبيرة في فصلي الربيع والصيف، وذلك في المناطق الجبلية، فيما تسقط فيها الأمطار بكميات قليلة في فصلي الشتاء والخريف في المناطق السهلية، بينما تصل درجة الحرارة في هذه المناطق إلى ما يقارب اثنتين وثلاثين درجة مئوية صيفاً، وما يقارب عشرين درجة مئوية شتاءً. فيها الأودية المائية كوادي تبن، ووادي وزران، ووادي ذر، والأودية الجافة كوادي الحويمي، ووادي عابرين، ووادي شعب، ووادي معادن.
وتتركز فيها المساحات الزراعية المنبسطة وعلى جوانب الأودية والمدرجات الجبلية حيث تحتل المرتبة الرابعة عشرة من بين المحافظات في إنتاج المحاصيل الزراعية ، ومن أهم المحاصيل الزراعية في المحافظة المحاصيل الزراعية كالحبوب الذرة بأنواعها ، الدخن الشعير . الفواكه والحمضيات المانجو ، الباباي، الشمام ، الجوافة ، الحبحب ، الرمان ، الموز ، الليمون. الخضروات البطاطا ، الباميا، البسباس ، الخيار. البقوليات الفاصوليا الخضراء . المحاصيل النقدية البن ، القطن، السمسم ، الأعلاف كأعلاف الذرة، الحشائش، البرسيم.
أشهر الأكلات…
خلال أيام شهر رمضان يباع أشهر مشروب في لحج هو مشروب “الكوكريم” يتوافد أهالي لحج لشراء المشروب بعد وقت الظهيرة ليستغلوا الفرصة الوحيدة من كل عام ، هذا الطعم الفريد الذي يباع بثمن مناسب جداً لأهالي لحج وبأكياس حرارية لا يوجد له مثيل في لحج ولا يأتي وقت الغروب إلا وقد نفدت الكمية.
وهناك العديد من الأكلات الشعبية والحلويات لها نكهتها الخاصة في هذا الشهر دون سواه فبعض من النسوة صانعات “المخلم” يجلسن في أعلى الشارع الرئيسي للمدينة لبيعه ..
وهو من أنواع الخبز يمتاز بطعمه الحامض ولونه الأسمر مكون من حب أحمر ودقيق و بصل وثوم وحبه البركة ويخبز بالطريقة التقليدية المعتادة ويتميز “المخلم” بخفة السمك و صغر الحجم نوعاً ما مقارنة بخبز “الطاوه” و يأكل منه الإنسان بمقدار قرص أو قرصان فقط يقدم “المخلم” في مائدة العشاء على الأغلب وليس الإفطار ويقدم بجانبه مكملاته وعادة ما تكون الحلبة والسمك والصالونة.
وتتميز محافظة لحج بصنع المشبك عن باقي المحافظات اليمنية الأخرى وذلك لتميز طعمه خاصة “المشبك الوهطي” هو المشبك الذي يطبخ في قرية الوهط التابعة لمحافظة لحج ويعتاد بيعه في الحوطة.
وتظل الحلوى اللحجية الأصيلة هي الأفضل والألذ في أسواق لحج الخضراء. وأدخلت أنواع جديدة من الحلويات تحت مسميات (الشبح، والنارجيل، واللبن، والهريس، والخلطة، والديش) وغيرها.. ولهذه الصناعة روادها، فحسب بائعي الحلوى المشهورين أمثال (أحمد سعيد لصور وأولاده، والخديوي، والفقيد أحمد المداوي) ويعتبر الفقيد (علي محمد الجبلي) من أشهرهم، وأحد المؤسسين لهذه الصناعة. وحسب رأي بائعي الحلوى والزبائن هناك فرق بين صناعة الحلوى في السابق وصناعتها الحالية، ففي السابق توقد الحلويات بالحطب، ويضاف إليها (السمن البلدي)، وتحفظ في الداخل، أو المتنك، وتغلق (بأوراق البيذان) لكي تبقى لذيذة وطازجة، ومحتفظة بنكهتها الأصيلة، أما اليوم فهي تحفظ بـ(أكياس النايلون)، الأمر الذي يفقدها نكهتها ومذاقها.