الوحدة اليمنية وصمود الشعب
أ.د محمد سعيد المشجري *
تحل علينا الذكرى التاسعة والعشرون للوحدة اليمنية وتزامنا مع شهر رمضان المبارك اعاده الله علينا وعلى الشعب اليمني بالخير وقبول الاعمال الصالحة، ومع العام الخامس منذ شن العدوان الغاشم على شعبنا اليمني العظيم الذي واجه أعتى وابشع عدوان في تاريخ الحروب، عدوان سعودي إماراتي أمريكي غاشم يسعى إلى استهداف هذا المنجز الوحدوي الكبير وكافة مقدرات الشعب، وتقسيم اليمن إلى أقاليم ودويلات، وإثارة النعرات العنصرية والمناطقية والمذهبية في المجتمع، وإقلاق الأمن والسكينة العامة.
شهد اليمن الموحد بعد 22/مايو/1990م خضماً وتسارعاً كبيرين لمحاولة القضاء على جميع ملامح الأحقاد والكراهيات والتمزق والفُرقة والتشطير للوصول إلى محاولة إعادة بناء الإنسان اليمني من تأثير أكثر من 1300 عام من الجهل والتخلف والفقر والمرض والتعسف والتشطير والتمزُق والمظالم والقهر والملاحقات والسجون والتعذيب وتكميم الأفواه من جراء أنظمة حاكمة كهنوتية رجعية متخلفة فاسدة تعاقبت على حكم اليمن في القديم, والتحدي والإصرار القائم من أجل أن يُعاد للإنسان اليمني الموحد حقوقه الطبيعية وقيمته الحقيقية وحرياته وكراماته.
الوحدة اليمنية تمثل خطراً على قوى العدوان السعودي الأمريكي، وعلى مشروع الشرق الأوسط الجديد، نظرا لما يمتلكه اليمن من أصالة، وحضارة، وتاريخ، وقيم، وإخلاق، وشهامة، ونخوة، وكرامة، وسيادة، وكذلك لأهمية موقعه الجغرافي الاستراتيجي، وما يمتلك من ثروات هائلة، ولذا فإن قوى التآمر الإمبريالية الصهيونية، تسعى إلى تشطير اليمن، وزعزعة الاستقرار فيه، ومحاولة تقسيمه بكل الوسائل، لأن بقاء اليمن موحدا سيفشل كل رهاناتهم في السيطرة على الثروة والسيادة، والتوسع في المشروع الصهيوني والحفاظ على أمن وسلامة إسرائيل.
ما يتوجب على اليمنيين اليوم هو رص الصفوف والتلاحم لمواجهة هذه التحديات والمخاطر التي تستهدف وحدة اليمن وهويته الوطنية، ومواجهة العدوان بكل الوسائل، وحشد الجهود والطاقات لرفد الجبهات بالرجال والمال حتى دحر الاحتلال؛ وستنتصر اليمن على كل تحدياتها، ولا يمكن للعدوان السعودي وأذياله أن يمزق اليمن من جديد أو يعيده إلى مرحلة التشطير، فالوحدة وجدت لتبقى، وسيرحل الغزاة على توابيت الموت مهما كان الثمن، ولا مستقبل لقوى العدوان في اليمن
*وزير شؤون المغتربين