عواصم / وكالات
أكدت وزارة الخارجية الروسية أن إيران لاتزال ملتزمة بالاتفاق النووي، مشيرة إلى أن النشاطات الإيرانية المتعلقة بزيادة إنتاج اليورانيوم المخصب تجري تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي تم إبلاغها مسبقاً بالتغييرات.
وفي معرض ردّها على تقارير إعلامية تفيد بقيام إيران بزيادة إنتاجها من اليورانيوم المنخفض التخصيب أربعة أضعاف، أعربت موسكو عن أملها في إمكانية تجنب مزيد من التصعيد، مشيرة الى أنها تتابع عن كثب تطورات الأحداث المتعلقة بتطبيق خطة العمل الشاملة المشتركة بخصوص برنامج إيران النووي.
وأكدت الخارجية الروسية أن إيران حتى بعد قيامها بزيادة حجم الإنتاج، لا تزال ضمن الأطر المنصوص عليها في خطة العمل، وبالتالي فإن لا شيء يسمح بالحديث عن انتهاك طهران للالتزامات التي أخذتها على عاتقها بموجب الاتفاق النووي.
وأشارت الوزارة إلى أن مصير خطة العمل الشاملة المشتركة يبعث على القلق، معربة عن ثقة موسكو بضرورة أن تتخذ جميع الأطراف خطوات عاجلة ملموسة من أجل إبقاء خطة العمل، وأن نجاح هذه الجهود يرتبط بتمسك جميع أطراف الاتفاق النووي بالتزاماتها.
وأعربت وزارة الخارجية عن أمل روسيا في تجنب مزيد من التصعيد، لافتة إلى أن ذلك يتوقّف إلى حد كبير على الدول الأوروبية وقدرتها على التجاوب مع اهتمامات إيران، وذلك عبر تهيئة الظروف المواتية للحفاظ على العلاقات التجارية والاقتصادية بين إيران والشركات الأوروبية المعنية.
كما أعربت موسكو عن أملها في أن تمتنع إيران، ما دامت هذه الجهود مستمرة، “عن خطوات جديدة باتجاه تعليق تنفيذها لالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة.
من جانب آخر أكد عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي أن واشنطن لا تنوي اشعال حرب مع إيران، مشيرين الى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أوضح أنه لا يريد الحرب مع إيران لكنه لم يستبعد الخيار العسكري.
وقال عضو بالكونغرس إنهم استمعوا إلى إحاطة من وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، حول التهديدات الإيرانية، وأن الأخير قال إنه لا توجه لشن حرب ضد إيران، لكنه أكد أن الولايات المتحدة سترد على أي تهديد إيراني، وبين عضو الكونغرس أن واشنطن سترد على أي إجراء عدائي من جانب إيران، مطالبا طهران بتغيير سلوكها.
من جهته، صرح النائب، مايك مكول، الجمهوري البارز في لجنة الشؤون الخارجية، بأنه لا توجد نية لخوض حرب في المنطقة، وأضاف في تصريح للصحفيين أن هذه عملية “ردع لوقف تصعيد إيران وعدوانها”.
وكان عدد من أعضاء مجلس النواب الأمريكي، أكدوا يوم الجمعة الماضي، أن الخارجية الأمريكية سيست معلومات استخبارية عادة ما تكون موضوعية حول إيران.
ووجه رؤساء 3 لجان في مجلس النواب الأمريكي، رسالة مشتركة لوزير الخارجية الامريكي بشأن إيران، وانتقدت الرسالة تقريرا للخارجية الأمريكية حول التزام الدول بمعاهدات مراقبة التسلح والانتشار النووي.
وكانت واشنطن نشرت خلال الفترة الماضية 7 سفن عسكرية على الأقل، بقيادة حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن”، في الخليج الفارسي وفي المنطقة المحيطة به وذلك في ضوء تصعيد التوتر حول إيران.
إلى ذلك، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التزام بلادهم بالتعاون المتبادل المنفعة مع إيران في المجالين التجاري والاقتصادي.
وخلال مناقشة الوضع حول خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني خلال مكالمة هاتفية بين الزعماء الثلاثة ، تمت الإشارة إلى أهمية الحفاظ على هذا الاتفاق، الذي يعد عاملاً رئيسيًا في الحفاظ على الاستقرار والأمن الدوليين. وأكدت التزام روسيا وفرنسا وألمانيا لتعزيز التعاون متبادل المنفعة مع إيران في مجال التجارة الاقتصادية’.
وفي سياق متصل، رد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي على تصريحات نظيره الفرنسي بأن إيران مستعدة للالتزام بتنفيذ الاتفاق النووي بالشكل الذي التزمت فيه فرنسا وباقي الشركاء الأوروبيين على مدى العام الماضي، مشيرا الى أن طهران لديها الاستعداد لدعم الاتفاق النووي والالتزام به بذات الصورة التي دعمت فيها فرنسا وشركاؤها الأوروبيون الاتفاق طيلة العام الماضي وان تبذل كل ما بوسعها لتنفيذه.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت عن انسحابها من الاتفاق النووي، يوم 8 مايو من عام 2018، وإعادة فرض جميع اجراءات الحظر ضد طهران، بما في ذلك الثانوية، ضد الدول الأخرى، التي تتعامل مع إيران.
وأبلغت إيران، في وقت سابق، سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا، بقرار المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ‘بالتوقف عن تنفيذ التزامات معينة’، ضمن إطار الاتفاق حول البرنامج النووي، كما منح الرئيس الإيراني حسن روحاني الدول الأوروبية 60 يوما لإثبات التزامها بالاتفاق النووي مع إيران.