رشا محمد
تتزين أيامه ولياليه المباركة فطقوس شهر رمضان متميزة ورائعة ومدهشة في كل أماكن ومناطق محافظة المحويت
فما إن يحل شهر رمضان فإن ربات البيوت تتنافس في إعداد الأكلات الرمضانية الشهية التي منها السنبوسة والتمر وقهوة البن «الحفاشي والملحاني» والشفوت المكون من «اللحوح والرايب) والشوربة التي تكون من خيرات الأرض المكونة من بر وشعير وذرة» هذا عن الفطور وعند العشاء تقدم مائدة شهية تحتوي على السلتة مع المرق واللحم وكذلك لقمة القاضي مع السحاوق وعند السحور تكون الأكلة المفضلة هي الفتوت خبز مع لبن وسمن أو خمير دخن مع لبن وسمن.
كما تتنوع الأسمار في رمضان لمقدار ساعة أو ساعتين ثم ينام الجميع وهكذا طول شهر رمضان حتى يبدأ المسبحين بالتسبيح وقت السحور، أما بعد الإفطار ينتظر الجميع صلاة العشاء والتراويح ثم بعد ذلك يذهب الجميع إلى ديوان كبير وواسع يتم فيه تناول أعواد القات وأثناء ذلك يتم مدارسة القرآن الكريم كل فرد يقرأ صفحة من القرآن وهكذا كل يوم وما ينتهي شهر رمضان إلا وقد ختم المصحف في ذلك الديوان .
وكذلك يخرج الأطفال وقت أذان المغرب يتجمعون خارج المسجد وكل معه فطوره الخاص فيفطرون وقت الأذان وبعد العشاء يخرج الأطفال للعب وهم يقولون: يا شرغب الليل ياشرغب
يا من تعشى خرج يلعب
وإلا ربطناه بالمكتب
وإلاّ رقد له بالمفرج
ويخرج الأطفال يلعبون ألعابهم المفضلة التي منها «صيب التمر» أو لعبة (طار) وهذه اللعبة يمسك اللاعب أحد المشاركين ويغمض على عينيه وهو يقول «طار طار قفي جبل ملحان بالطبل والمزمار» ثم يتفرق اللاعبون كل واحد منهم يبحث عن مكان يختبئ فيه وعلى الشخص المغمض لعينيه البحث واخراج كل لاعب من مخبئة.
يخرج أكثر الناس إلى منتزه «الريادي» مصطحبين أطفالهم للتمتع بالطبيعة الجميلة وللاستجمام بالمناظر الربانية البديعة مستمتعين بالنظر إلى القرى وهي أشبه بنجوم معلقة في أفق السماء تجعل الناظر إليها يسبح الواحد القهار زيارة استجمام في الشهر الكريم واستطلاع تقوم بها إلى محافظة المحويت كفيلة بأن تبعث في نفسك الكثير والكثير من ملامح الإبداع ومعاني التذوق والانسجام والتحليق بين تلك الشواهد الحية من عمارة وحضارة وتراث أصالة وانفراد وغيرها والتي تجعل المحويت واحدة من أجمل المحافظات اليمنية.
أما الصدقات في رمضان في المحويت يستشعر الموسرون إخوانهم من ذوي الحاجات فيقوم عاقل القرية بجمع الصدقات من الموسرين من بداية رمضان وعندما يأتي ذلك الفقير إلى ديوان القرية وقت السمر يكون العاقل قد جهز له ما تيسر من صدقة .
خيرات الأرض..
الزراعة النشاط الرئيس لسكان المحافظة، ويصل إنتاجها من المحاصيل إلى ما نسبته (2.2%) من إجمالي إنتاج المحاصيل الزراعية في الجمهورية، ومن أهمها الحبوب والمحاصيل النقدية والفواكه، فضلاً عن إنتاج العسل والمنتجات الفخارية والخزفية والتقليدية وصناعة الزجاج والرخام والجرانيت. ويوجد في محافظة المحويت العديد من المعالم السياحية والمواقع الأثرية مثل مدينة شبام وكوكبان. وتتميز المحافظة بتنوع تضاريسها ومناخها المعتدل خلال أيام السنة.يجمع المحويت بين عوامل مناخ الجبل والسهل ، ففي المناطق الجبلية يسود المناخ المعتدل صيفاً والبارد شتاء بينما يسود المناطق السهلية المجاورة لمنطقة تهامة مناخ حار صيفاً ومعتدل شتاء.
وتتميز محافظة المحويت باستمرار هطول الأمطار في جميع مديرياتها خصوصا في فصل الصيف . وتكثر الأمطار في المرتفعات الجبلية والأجزاء الشرقية للمحافظة . وتعد محافظة المحويت أحدى المحافظات المتميزة بوفرة الغظاء النباتي على سطحها الذي يبدو دائم الاخضرار في معظم فصول السنة ويتمثل الغطاء النباتي فيها بالعديد من الأشجار المعمرة كالطلح ، السدر، السلم ، الضبا ، الرض ، الطنب ، الذرح…….الخ إلى جانب العديد من الحشائش والنباتات الصغيرة والحولية التي تنمو وتكثر في مواسم الأمطار..
وتنتشر الحيوانات البرية ، وفي جميع مديريات المحافظة وأهمها الذئاب ، الضباع ، النمور، السمع ، القرود ، الثعالب ، الأوبار، القنافذ الشوكية ، الأرانب ، وجميع هذه الحيوانات تعيش في الأجزاء الجبلية والخالية من السكان . كما توجد عدد من أنواع الطيور كالصقور ، البوم ، الحمام البري ، الحجل ، النسور وأنواع أخرى من الطيور الصغيرة متعددة الأشكال والألوان والأسماء وتعيش معظمها في الأودية خصوصاً المائية منها.
الزيتون في المحويت..
تواجه زراعة أشجار الزيتون في اليمن العديد من المعوقات التي تحول دون انتشار زراعتها على نطاق واسع مقارنة بالعديد من المحاصيل الزراعية الأخرى، رغم البيئة الزراعية الخصبة والملائمة التي تتمتع بها معظم المناطق والمرتفعات الجبلية. وتعتبر ثمار الزيتون أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية والنقدية التي تعول عليها الكثير من البلدان في دعم اقتصادياتها، كما أن زراعته تتركز في المناطق والمرتفعات الباردة، ومنها محافظة المحويت فضلا كونه محصولاً مقاوماً للجفاف وتعتمد زراعته بدرجة أساسية على مياه الأمطار الموسمية إلى جانب احتياجه إلى ثلاث ريات تكميلية فقط خلال العام. ورغم تلك المزايا التي ينفرد بها هذا المحصول الهام الغني بالعناصر الغذائية والأملاح المعدنية والمركبات والفيتامينات اللازمة لبناء الجسم، إلا أن زراعته في اليمن ظلت والى الوقت الراهن بسيطة ولم يتم استغلال تلك الخصائص واستثمارها في تلبية الاحتياج من الغذاء إلى جانب دعم الاقتصاد الوطني، وقد أقيمت بمحافظة المحويت دورات إرشادية تدريبية خاصة بتنمية مهارات الفنيين والمهندسين الزراعيين في مجال إكثار وزراعة الزيتون محليا في المحافظات الملائمة .”المحويت – صنعاء – ذمار – اب – صعده ”
وجهل معظم المزارعين اليمنيين بالمعاملات اللازمة لزراعة الزيتون وجني ثماره ومعاملات ما بعد القطف من تخمير وعصر وغير ذلك، أحد عوامل المؤثرة في تدني زراعة هذا المحصول الإقتصادي الهام وعدم اتساع رقعته الزراعية مقارنة بالمحاصيل الغذائية والنقدية الأخرى، في الوقت الذي أصبح معظم المزارعون يتجهون نحو زراعة القات لتحقيق عائدات ربحية مجزية .
Next Post