لا شبر في الارض لشرعية فرطت
منى صفوان
“الشرعية” لا تستحق شبرا واحدا من أرض دافع عنها اليمنيون “الانقلابيون” ، شرعية رخوة ومتواطئة، أساءت أخلاقيا قبل سياسيا وقانونيا، لمفهوم وفكرة ومعنى الشرعية الذي ينبع من الشعب والدفاع عنه وعن ارضه.
شرعية رضيت باغتصاب الأرض والعرض وحققت سابقة في سقوط اخلاقي مدو، واصبحت في قعر العار ، شرعنت دخول الغزاة الاجانب، وطردهم لها، واقامة سجونهم ومعتقلاتهم لتعذيب المواطنين أبناء البلد.
شرعية فاسدة ورخيصة، لم تحقق أي إنجاز سياسي أو اقتصادي بل لم تقم بدورها ، ولم تكتف بذلك ، بل كانت هي الذراع الذي قطع الرواتب ونقل البنك المركزي وجوَّع ملايين اليمنيين ، لتنتقم من خصمها الانقلابي.
لم تهتم لموت آلاف الاطفال في عموم اليمن ، وفي الحديدة نفسها، التي اكلتها المجاعة ، وكانت شريكا في حصار الشعب والعدوان عليه وتجويعه ومحاولة إذلاله.
الشرعية اليوم هي مصطلح سياسي لمكون انتهازي ضد الشعب والارض والقضايا المحقة، مصطلح لطبقة فاسدة، مرتزقة ، منفية، غير قادرة على العودة.
أي شرعية هذه التي تطالب بتسليم الحديدة الشريان الرئيسي، وهي لم تتسلم عدن، والمهرة وسقطرى وحضرموت و80 % من الاراضي والموانئ اليمنية المحتلة.
أي شرعية هذه التي تطالب بحصة على ارض لم تدافع عنها، وتريد تسليمها بنفسها للمحتل سواء الاصلي بريطانيا أو المحتل بالوكالة “الاماراتي”
وجل ما يمكنها أن ترد به على صفعة أصحاب الأرض لها، بتمسكهم بأرضهم ودفع حياتهم ثمنا لها، ان توجه لهم تهم الخيانة وتسليم الحديدة للمحتل.
ان كان اليمنيون سيسلمون الحديدة للمحتل البريطاني أو الإماراتي فإن الشرعية كانت اول من سيبارك الاتفاق والانسحاب، وستكون اول المهنئين..
لكن لأنها تعلم ان هذا الانسحاب ليس لصالح العدوان ، ولا المحتل وبالتالي ليس لصالحها، وانها خسرت آخر فرصة للتواجد الفعلي والمشاركة في الإشراف على اهم ميناء ومنفذ سيادي ، فإنها تتهم خصمها السياسي “الانقلابي” بما هو فيها، وتصبغ عليه كل عيوبها.
تهم رخيصة ، وتعيد ذات الدعاية المبتذلة، لأنها فقدت الحق فقدت الصدق والمنطق ، وبالتالي فقدت شرعيتها واحترام العالم لها.
اليوم مصطلح الانقلاب هو مصطلح سياسي يعني الثورة والتمرد والرفض وقول لا، واعلانها صرخة غضب ، وعقد تحالفات محلية قبلية قوية ، واقليمية ندية، اليوم الانقلاب يعني الثورة والتغيير وقلب الطاولة وقلب الوضع ، واعادة اليمن إلى قلب العالم.
ان تاريخ الثورات والانقلابات عبر الزمن واحد، والتمازج بينها حد التشابه يؤكد ان لا فرق إلا في النتيجة.
فأعظم الثورات عبر التاريخ كانت انقلابات، الثورة البلشفية التي قادها شباب مؤدلج في روسيا عصفوا بحركة التاريخ وغيروا مساره ومصيره، هذه الثورة سماها شبابها في البداية انقلابا حيث ادت إلى حرب اهلية بين الثوار الروس وأنصار الإمبراطورية القديمة ، وبعد انتصار ثورة لينين اسموها ثورة.. وكذلك فعل شباب مصر أو ضباطها الأحرار بانقلاب عبدالناصر ورفاقه على عرش الملك، وسموها ثورة بينما هي تؤرخ كانقلاب.
وفي اليمن يسمي شباب الموجه الثانية من الثورة الشعبية ثورتهم بثورة سبتمبر ويطلق عليها الخصوم اسم انقلاب وكأنها تهمة أو جريمة، وما الجريمة إلا ما فعلته من تطلق على نفسها شرعية .
هذه الحرب كشفت لليمني ان المسميات كذبة، وأنها الزيف الأكبر وخدعة تضل كل من يتوقف عندها، ان الفيصل والمعيار هو النتيجة.
ان شباب ورجال اليمن وقبائلها وبدوها، بكل بساطتهم القروية القريبة من الارض تجاوزوا هذه المصطلحات العدمية، وانطلقوا في ميادين النضال والبطولة، كما يقبل الفلاح على أرضه يهتم بها ويزرعها ، ويضربها بفأسه لتزهر، ويدافع عنها.
هؤلاء الفلاحون البسطاء، القبائل ، الثوار الحقيقيون، هم من وقفوا امام اكبر مخطط في المنطقة ، دفعت له صفقات بالمليارات ، وقفوا بظل لا اعوجاج فيه ، امام أكبر ماكينة إعلامية دعوية دعائية، تتهمهم بكل ما يكسر من صورة أي نضال ، ولم يكسروا ، وما يشوه أي تضحية ولم تشوه، فقط لأنهم أصحاب الارض..
وتريد الآن ان تقنعني انا اليمني الواعي ان عصابة الفنادق خارج الحدود لها الحق بأن تأكل نصيبي من أرضي، ان زمن الاقطاعية السياسة انتهى، والارض لمن يحميها.
والمزارع الذي يقلب تراب الارض في مواسمها، يعلم ان هذا الانقلاب بعد تعاقب الفصول وانقلابها هو من يثمر الزرع، ويضمن له جني المحصول.