غزوة التاسع من رمضان
أحمد يحيى الديلمي
وصف أحد المحللين الامريكيين من شيكاغو لقناة الميادين، الضربة التي وجهها سلاح الجو اليمني لأحد أهم المنشآت الاقتصادية السعودية، بالنوعي وغير المسبوق.. وقال إن مقارنة بسيطة بين ما جرى وبين البيانات الزائفة التي روجها إعلام السعودية والإمارات وكل المتعاونين معه على مدى أربع سنوات يوضح حقيقة هامة وهي أن ما يسمى بدول التحالف تعمل خارج نطاق العصر أو أنها استنفدت مبررات وجودها الطبيعي وأصبحت تراهن على الفراغ والبيانات المضللة، لا لكي تحقق شيئا على أرض الواقع، وإنما لتقنع مواطنيها بسلامة ما تقوم به.. مؤكداً بأن الضربة التي تمت من قبل القوات اليمنية ارتقت بمواجهة العدوان إلى مرحلة جديدة ومتقدمة (تعاملت مع كلام المحلل بتصرف).
ومن خلاله ندرك أن العالم بدأ يعي ما يجري في اليمن وهذا هو القصد الأكبر من الضربة.
قيادة الثورة والقيادة السياسية في اليمن تريد أن تلفت أنظار العالم المتصهيّن الذي يتعمد تجاهل المآسي والمجازر في اليمن، إما لأنه ضالع في المؤامرة أو لأنه يناله شيء من الكعكة أو لأنه فقد المعاني الإنسانية مقابل الفتات من المال السعودي والإماراتي.
ما نود قوله إن ما حدث من قبل القوات الجوية اليمنية لا علاقة له مطلقاً بمسرحيات ميناء الفجيرة، ولا بالحرب النفسية والكلامية بين إيران وأمريكا كما ذهب إلى ذلك الكثير من المحللين الذين لا تزال غشاوة التآمر الإيراني جاثمة على أبصارهم ، ولو دققوا في الأمر بعناية وعرفوا مجريات الصراع القائم ، لوجدوا أن إيران أكبر متضرر من هذه الضربة كونها لا تريد أن تثير المشاكل حولها أكثر.
إذاً فما حدث جاء بقوة المنطق والعقل وتعاليم السماء وقوانين الأرض والمواثيق الدولية، كلها تجمع على أن من حق المظلوم أن يدافع عن نفسه.
عن أي مظلوم نتحدث ؟! إذا كان العدو الذي يشن العدوان الغاشم ببداوة وحقد وغطرسة نظاما السعودية والإمارات وهما الآن ما تبقى من تركة ما يسمى بالتحالف المشؤوم.
لكي يعودوا إلى جادة الصواب فإن الجانب اليمني المعُتدى عليه سينتهز أي فرصة ويستخدم أي وسيلة كي يقف سداً منيعاً أمام القوة الغاشمة، والهيمنة الامريكية والبريطانية لكي يقنع العالم بمظلوميته ويؤكد للمعتدين قوة بأسه وقدرته على حماية أرضة وكرامته..
وهنا لا بد أن نخاطب ذوي العقول والبصائر لنقول لهم ألم تشاهدوا أنهار الدماء والجراح النازفة وتتخلصوا من عقدة إيران التي استطاع إعلام الدفع المسبق أن يرسخها في أذهانكم حتى باتت الزاد الوحيد الذي تقتاتون به؟.
الم تدركوا أن اليمن عصي ولن يلوي ذراعه أحد.. إذاً لم تدركوا ذلك فانتظروا الضربات القادمة إن شاء الله.. والله من وراء القصد..