إعادة الانتشار ومرونة الأنصار
عبدالفتاح علي البنوس
للمرة الثانية يعيد أنصار الله لفت أنظار العالم المتعامي للطرف المعرقل والمعيق لتنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة ، بقيام الجيش واللجان الشعبية بالانسحاب من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى تنفيذا للخطوة الأولى من إعادة الانتشار التي تشرف عليها الأمم المتحدة عبر لجنة المراقبة الأممية التي يرأسها الجنرال مايكل لوليسغارد والتي تنفذ من طرف واحد وللمرة الثانية بعد تعنت ورفض قوى العدوان وإصرارها على أن يتم تسليم الموانئ الثلاثة لمرتزقتها الذين يطلقون عليهم مسمى الجيش الوطني.
عملية الانسحاب من الموانئ الثلاثة تمت بحضور رئيس وأعضاء لجنة المراقبة الأممية حيث تم تسليم الموانئ رسميا لقوات خفر السواحل اليمنية بحسب كشوفات التجنيد التابعة للقوات البحرية والدفاع الساحلي والتي تعود إلى ما قبل عام 2014م وذلك من باب إثبات حسن النوايا والحرص من قبل القيادتين الثورية والسياسية على تنفيذ اتفاق الحديدة وتجنيبها مخاطر وويلات الخراب والدمار والفوضى ، ومن المفترض بعد هذه الخطوة أن تقوم الأمم المتحدة بالضغط على السعودية والإمارات لإجبارهما على منح الضوء الأخضر لمرتزقتهما بالبدء بتنفيذ الخطوة التالية من جهتهم ليتسنى للجنة استكمال عملية الانسحاب وإعادة الانتشار وفتح الطرقات وتطبيع الأوضاع في محيط مدينة الحديدة.
لأن صمت الأمم المتحدة بعد كل ذلك يكشف عن عدم حياديتها وخضوعها للضغوطات والإملاءات السعودية الإماراتية المسنودة أمريكيا ، فمن غير المعقول أن يظل المرتزقة على غيهم وإصرارهم على عدم تنفيذ الاتفاق والمضي في ارتكاب الخروقات لقرار وقف إطلاق النار ، وأعتقد جازما بأن هذه هي الفرصة الأخيرة المتاحة أمام الأمم لإنقاذ اتفاق السويد من الفشل ، وخصوصا إذا ما أصرت قوى العدوان ومرتزقتها على غيهم ورفضوا تنفيذ الاتفاق ، حينها يتطلب من الأمم المتحدة تسمية الأطراف المعرقلة وتحديدها بالإسم ومخاطبة مجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات القانونية التي ينص عليها القانون الدولي بهذا الخصوص ، ليدرك العالم من الذي يعيق ويعرقل إحلال الأمن والاستقرار والسلام في الحديدة خاصة وفي عموم أرجاء الوطن عامة.
لقد أظهر أنصار الله مرونة كبيرة في سياق مباحثات ومشاورات السلام والنتائج التي خرجت بها ، وقدموا التنازلات تلو التنازلات من أجل الوصول للحظة الفارقة التي يحل فيها السلام عموم ربوع الوطن ويتم إيقاف العدوان وسحب كافة القوات الغازية والمحتلة ، ولكن تعنت قوى العدوان ومرتزقتها وإصرارهم على التصعيد والتأزيم والعمل على استحداث جبهات جديدة وحشد المزيد من المرتزقة وشراء المزيد من الأسلحة وتفخيخ مسار التفاوض ووضع الألغام في طريق تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة ، في ظل تواطؤ وصمت الأمم المتحدة تجاه كل هذه الممارسات المستفزة والمعرقلة حال دون تنفيذ الاتفاق رغم كل التنازلات التي قدمها الأنصار والقوى المتحالفة معهم ، وأمام هذه المرونة لم يعد هناك من مجال للمماطلة والتسويف من قبل قوى العدوان والمرتزقة ولا من قبل الأمم المتحدة والمبعوث الأممي على الإطلاق.
بالمختصر المفيد، يجب تسمية الأشياء بمسمياتها وذلك بتسمية وتحديد الأطراف المعرقلة والمعيقة والرافضة تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة فورا ، ولا مجال للمراوغة والتدليس والضحك على الذقون ، لا نريد تصريحات مطاطية دبلوماسية من مارتن غريفيث يدعي فيها بأن جميع الأطراف باتت تدرك أهمية تنفيذ الاتفاق ، هذه مغالطة وهذا كلام دبلوماسي مطاطي غير مقبول ، نريد شفافية ومصداقية وجرأة ووضوحاً في الطرح لتحديد الطرف المعرقل ، في الدريهمي مأساة إنسانية يتسبب فيها المرتزقة وقوى العدوان ، وفي بقية المناطق خروقات لا تتوقف وجرائم لا تنتهي وحان الوقت لرفع الحصار عن الدريهمي وانسحاب كافة المسلحين وترك الحديدة تعيش في سلام وأمن ووئام كما كانت تعيشه قبل شن العدوان عليها من قبل قرن الشيطان وتحالف البعران ومرتزقتهم.
صوما مقبولا وذنبا مغفورا وإفطارا شهيا وعملا متقبلا.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.