ضربة عسكرية واقتصادية هي الأعنف
زيد البعوة
الضربة التي نفذها الطيران اليمني المسير مستهدفاً منشآت النفط السعودية هي ضربة عسكرية اقتصادية تعد الأكبر من نوعها منذ بداية العدوان الأمريكي السعودي على اليمن لأن هذه الضربة نفذت بشكل دقيق جداً وبعدد سبع طائرات مسيرة واستهدفت أهدافا مهمة وحساسة في وقت واحد وأصابتها بدقة والحقت بها خسائر كبيرة إلى درجة أن آثار العملية لم تقتصر فقط على السعودية فحسب بل وصل تأثيرها إلى العالم بشكل عام في فترة زمنية وجيزة
البعض يعتبر الضربة أنها اقتصادية فحسب لأنها استهدفت منشآت اقتصادية في مجال النفط ولكن الحقيقة تقول أن الضربة مزدوجة عسكرية وامنية واقتصادية لأن مجرد اختراق الطائرات اليمنية المسيرة للأجواء السعودية عملية عسكرية بحد ذاتها فما بالك عندما تذهب هذه الطائرات لاستهداف منشآت حيوية في عمق السعودية ليس هدفاً واحداً بل أكثر من هدف في وقت واحد محققة إصابات دقيقة وخسائر كبيرة دون أن يعترضها أحد على الرغم من اننا نعلم ان السعودية تملك منظومات دفاعية أمريكية متعددة المهام ومع ذلك عجزت في التصدي للطائرات اليمنية المسيرة.
ولو نأتي لنخوض في تفاصيل تأثير العملية النوعية التي نفذها سلاح الطيران المسير سنجد ان تأثيرها النفسي والمعنوي على السعودية كبير جداً ليس هذا فحسب بل تأثيرها العسكري والاقتصادي والأمني أكبر بكثير مما يتصور البعض لأن الجميع يعرف أن مصدر قوة السعودية هو النفط وأنها تلعب بالملفات السياسية والعسكرية والأمنية على مستوى العالم من خلال المال الذي تحصل عليه مقابل النفط الذي تبيعه في السوق العالمية لهذا كانت الضربة التي وجهها سلاح الجو اليمني المسير ضربة قاصمة وضربة في العمود الفقري.
وتعتبر العملية النوعية التي نفذها سلاح الجو المسير العملية الأكبر إلى حد الأن منذ بداية العدوان عام 2015 من حيث المدى والتأثير ومن حيث الحجم والخسائر وفي مختلف المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية لهذا نجد أن هذه العملية هي الأعنف والأقوى والأكبر والشيء المذهل أنها جاءت بعد اربع سنوات من العدوان وانها لا تزال الأولى وقد ربما بل من المؤكد انها لن تكون الأخيرة فيما اذا استمر العدوان ولن يتوقف الأمر على السعودية فحسب بل سوف يشمل الإمارات ومختلف الدول التي تشارك في العدوان على اليمن.
ولهذا ما على دول العدوان ان تدركه جيداً أن هذه العملية هي بمثابة رسالة إنذار وتحذير لأنها جاءت بعد خطوة سلام قوية نفذها رجال الجيش واللجان الشعبية تتمثل في عملية إعادة الانتشار التي قام بها رجال الجيش واللجان الشعبية في الموانئ الثلاثة في محافظة الحديدة والخيار اليوم امامهم أما أن يتركوا فرصة حقيقية للسلام ويبادروا في اتخاذ خطوات عملية تسهم في تثبيت وقف إطلاق النار وفك الحصار مالم فإن المستقبل القريب سوف يكون حافلاً بالعمليات النوعية والانتصارات للشعب اليمني إن شاء الله.