وجهة نظر

رمضان الأهلي ورمضان الوحدة

 

حسن الوريث
قبل حوالي عامين أقر النادي الأهلي صنعاء إقامة نشاطه الرمضاني بجناح واحد وهو الجناح الرياضي وألغى الجناح الآخر وهو النشاط الثقافي وتحدثنا في حينه على الموضوع وانتقدنا إدارة النادي في حينه على عدم إقامة النشاط الثقافي الأمر الذي جعل إدارة النادي تعيد النشاط في العام التالي لكنها عادت هذا العام وألغته تماماً بحجة عدم كفاية الأموال لإقامة نشاط ثقافي وربما أنها تفكر من منطلق أن النشاط الرمضاني في الأهلي ارتبط فقط بالرياضة ولا شيء غيرها.
بالمقابل، فإن نادي الوحدة الصنعاني يواصل تميزه بإقامة الملتقى الرمضاني للعام الثالث على التوالي وبنشاط متكامل رياضي وثقافي واجتماعي بنظرة متكاملة تؤكد تفوق نادي الوحدة وتميز إدارته ليس في إقامة الأنشطة المختلفة فقط وإنما في استضافة بطولات وأنشطة لجهات أخرى جعلت من نادي الوحدة وجهتها الدائمة نظراً للتعاون الكبير الذي يبديه النادي معها ليس بالاستضافة وإنما أيضاً بتقديم التمويل والدعم والرعاية لها وهذا ما يجعلنا نشيد دوماً بهذا التميز من باب إعطاء كل ذي حق حقه سواء من الإشادة أو من النقد. عندما نضع أداء مختلف الأطر الرياضية في ميزان التقييم فإن ذلك يتطلب منا أن نكون منصفين بقدر الإمكان، بمعنى أن تكون الإشادة لمن يستحقها والنقد لمن يستحقه وهذا هو الأمر الذي يساعد على التطور وعندما نتحدث عن أداء إداراتي النادي الأهلي ونادي الوحدة فهناك جوانب إيجابية كثيرة تحدثنا عنها كما أن هناك جوانب سلبية أيضاً تحدثنا عنها وسنظل نتحدث عنها بهدف مساعدة الناديين على تصحيح أي اختلالات تحدث هنا أو هناك لتلافيها ومعالجتها وبما يسهم في تطوير العمل الرياضي وهذا هو دور الإعلام الرياضي الحقيقي.
بالتأكيد أن ثمة خطأ فادحاً في عدم إقامة النشاط الثقافي متزامناً مع النشاط الرياضي الرمضاني في النادي الأهلي ومهما كانت المبررات فإن إلغاء النشاط الثقافي يعتبر نقطة سوداء في سجل النادي وإدارته التي ربما نظرت للأمر من الناحية المادية وكم سيخسر النادي من أموال مقابل تنفيذ نشاط ثقافي ربما لن يدر على النادي أي عوائد مادية ومما لاشك فيه أن هذه النظرة تعتبر قاصرة وغير منصفة كما تؤكد عجزاً ليس في الرؤية والتفكير فقط بل في الأداء فعندما تعجز إدارة النادي عن تمويل النشاط الثقافي بجانب النشاط الرياضي سواء من الداعمين والرعاة أو عبر موازنة النادي فإن ذلك يؤكد ما نذهب إليه بأن هناك خللاً ما في الأداء يجب تلافيه والاستفادة من نادي الوحدة في هذا الجانب واعتقد أنه ليس عيباً أن تسأل إدارة النادي الأهلي نظيرتها إدارة نادي الوحدة عن سر تفوقها ونجاحها وكيفية إقامة نشاط ثقافي متميز بجانب نشاط رياضي أكثر تميزاً فتبادل الخبرات والتجارب مطلوب كثيراً بين الأندية والاتحادات الرياضية. هل يحق لنا أن نتساءل وهذه التساؤلات طرحناها أكثر من مرة وهي: كيف سيكون رمضان الأهلي بدون نشاط ثقافي متميز؟ وهل يعي من أوقف النشاط الثقافي لهذا العام بسبب المال أن ذلك المال هو من اجل إقامة الأنشطة وليس لتكديسه في البنوك وعدم صرفه في الأنشطة الشبابية والرياضية وأن الحرص ليس معناه وقف النشاط وعدم إقامته لأن هذا الأمر لا يمكن أن يكون حلا للحفاظ على الأموال؟ ولماذا تم البحث عن رعاة لدعم كرة القدم فقط ولم يتم البحث عن رعاة للنشاط ككل وليس لكل فرع من فروعه على حدة؟ والأهم من كل ذلك هل يمكن أن يتخلى مجلس الإدارة عن هذا النشاط الذي يعد احد التقاليد التي يتميز بها النادي الأهلي وبكل هذه السهولة والبساطة ومهما كانت الأسباب والمبررات؟.
مما لاشك فيه أن رمضان الوحدة بنشاطه الرياضي والثقافي سيكون أكثر تميزاً وأكثر متابعة من رمضان الأهلي الذي سيكون بجناح واحد فقط سيجعله يعجز عن التحليق لأن الطائر لا يمكنه أن يحلق إلا بجناحين ولنا أمل في إعادة النظر من قبل إدارة النادي الأهلي في الموضوع وإقامة النشاط الرمضاني بجناحيه الرياضي والثقافي حتى يكون رمضان الأهلي متميزاً كرمضان الوحدة.

قد يعجبك ايضا