رمضان هل هلاله

عبدالفتاح علي البنوس
رمضان هل هلاله ، واليوم ندشن أول أيامه ، بدأ ثلث الرحمة بعد حالة من الإجماع العربي والإسلامي على دخول شهر رمضان يومنا هذا الاثنين في أغلب البلدان العربية والإسلامية ، وبدخوله دشن المسلمون في أرجاء المعمورة الكرنفال الرمضاني السنوي الذي يمثل نقطة تحول في مسار حياة الكثير من المسلمين ، بوادر الخير بدأت منذ فجر اليوم حيث شهدت المساجد أقبالا كثيفا من قبل المصلين الذي أقبلوا على ربهم طمعا في الحصول على عطايا ومكرمات الخالق جل في علاه التي أعدها للصائمين من عباده ، وهذه صورة حية من صور الخيرات والبركات الرمضانية التي لا نشاهدها ولا نلمس نفحاتها إلا في هذا الشهر الفضيل ، الذي تلين فيه القلوب القاسية ، وتتروض النفوس الغافلة المأزومة.
اليوم بدأ السباق بين الصائمين لاغتنام أيام وليالي هذا الشهر الفضيل ، ومن يريد الحصول على العلامة الكاملة عليه أن يتحلى بالعزيمة والإصرار على الطاعة والابتعاد عن كل ما يجرح الصوم من قول أو عمل أو نية ، وأن نخص هذا الشهر بالاهتمام والعناية الروحانية الإيمانية التي ترفع وتثقل موازيننا بين يدي الله عز وجل ، وأن لا نجعل منه كرنفالا للأكل والشرب والنوم ، فالغاية والهدف من الصيام لا تعني أن تأكل وتشرب وتنام ، كون هذه من خصال الحيوانات ، فالكل مطالبون بتعهد المساجد بالصلوات ، والقرآن بالقراءة والمطالعة والفهم والتدبر ، والإكثار من التسبيح والاستغفار والحمد والثناء على الله على هذه النعمة التي أنعم بها علينا ، ونحصن جوارحنا ونكبح جماح شهواتها ، والحرص على أن تكون ألسنتنا رطبة بذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ، والابتعاد عن اللهو واللغط والسفور والغفلة ، والذهاب خلف أدوات ووسائل المسخ التي دائما ما تجذب إليها الكثير من المخدوعين الذين يرون في رمضان فرصة للهو واللعب والتنقل بين القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي طوال الليل.
وهنا حري بالصائمين استثمار وقتهم في رمضان من خلال الانخراط في مجالس الذكر ، والحرص على حسن اختيار الرفاق في رمضان لكي يضمنوا صوابية المسار والمنهج ويتجنبوا السقوط في منزلقات الغواية والانحراف والتي يسقط فيها بعض المغفلين التائهين الذين يذهبون خلف نزواتهم وشهواتهم، وتراهم يفطرون في نهار رمضان ويجاهرون بذلك دونما حياء أو خجل من الله ، ويمارسون سلوكيات منحرفة تنم عن الشقاء والغفلة التي عليها هؤلاء الذين لا خير فيهم على الإطلاق.
بالمختصر المفيد: رمضان محطة إيمانية روحانية جهادية ، علينا أن نستغلها الاستغلال الأمثل ، وأن نستفيد منها كل الاستفادة ، وأن نكون فيها أكثر مسارعة لفعل الخيرات والتزام الطاعات والعبادات ، وتجنب المعاصي والآثام والمنكرات ، وهي نصيحة أوجهها لنفسي ولكل القراء الكرام بالحرص على الابتعاد عن الجدل والنقاش العقيم والخوض في المناكفات والسجالات والمكايدات السياسية والحزبية والمذهبية والطائفية والمناطقية المثيرة للضغائن والأحقاد والمحرضة على الكراهية والعنف والصراعات بشتى صنوفها وأشكالها.
صوماً مقبولاً وذنباً مغفوراً وإفطاراً شهياً وعملاً متقبلاً.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا