رمضان وفرصة مراجعة النفس
حاتم شراح
يأتي رمضان وما تزال قوى العدوان في غيها سادرة كأنها لا تنتمي لأمة الإسلام وما يزال هاجس المؤامرة يجول في رؤوسهم مما أدى إلى استمرار الحرب هذه المدة التي تدل على مدى الحمق الذي يعتري هؤلاء, حيث أن الحرب عندما تطول فهذا يدل على استحالة الحسم من قبل المعتدي الذي لا يملك قضية يقاتل ويحارب من أجلها ، ويصبح الاستمرار في الحرب نوعا من الانتحار والغباء ، وإن كان هناك حقد فالحقد لا يعطي الانسان العذر حتى يحطم نفسه من أجل إرضاء نزوته الشيطانية الخبيثة ، وهنا لابد من التفكير في الدافع والمهيئ لهذه الحرب والمستفيد منها وطفل في الشارع يجيب عن هذا السؤال التافه بسرعة إنها أمريكا لأنها تستفيد عن طريق بيع الأسلحة ، وإسرائيل كون هذا الشعب ما يزال يكن لها العداء ويناصر الفلسطينيين .
ولهذا فاستمرار الحرب يصب في مصلحة هذين الكيانين ، وعندما نشاهد الصمت العربي والإسلامي حيال هذه الحرب نلاحظ أن هناك مسببات لهذا الصمت وأول هذه الأسباب الخوف من عملاء أمريكا الذين لن يخجلوا من افتعال وإدخال أي دولة تحاول أو تتكلم عن مظلومية الشعب اليمني ، وبرغم ما يحمله رمضان من دلالات وقيم لكنه عند هؤلاء الذين انسلخوا من الاسلام في اليوم الذي تحالفوا فيه مع أعداء الإسلام عبر التاريخ ، وجندوا أنفسهم للتآمر على أبناء الإسلام وكانوا حجر عثرة أمام أي نهوض للأمة العربية والإسلامية ، وهاهي قضية فلسطين التي تعتبر قضية موحدة للعرب والمسلمين يراد لها من هؤلاء أن تصفى ويضيع حق الفلسطينيين ، ودون حياء يتم التأكيد على أن اسرائيل لا تمثل عدوا لدى هؤلاء بل حليفا استراتيجيا .
وهذا الوضوح والتكشف لم يعد يمثل عيبا لديهم كونهم قد زرعوا في مخيلة المسلمين ولاسيما العرب عدوا وهميا عبر الشحن الطائفي الذي كان يهدف إلى ما وصلنا إليه اليوم ، وهو تفكيك الجسد الإسلامي من الداخل ، ويصبح المواطن العربي وقد تم تزييف وعيه ، وتم شحنه بثقافة تتنافى مع ثقافته الإسلامية النقية الصحيحة ، وهذا ما أدى إلى أن تقوم ثورة السودان ولا تلتفت بشكل مباشر إلى ما يحاك ضد شعوب الأمة من مؤامرات ، وأصبحت تتقبل ما يأتي من دول العدوان من فتات ومعسول كلام وأصبح الأمريكان ينظرون لهذه الثورة ويوجهون قيادتها ، وانعدمت الاستقلالية ، وتم تمرير موضوع الحرب على اليمن ومشاركتهم فيها دون أي اكتراث وكأن هذه الثورة ثورة أغنام لا تدري أين يتم الذهاب بها ، وها هو المجلس العسكري يلوح باستخدام القوة وللتآمر على هذه الثورة ، وربما بين ليلة وضحاها يتم الزج برجال ونساء هذه الثورة في المعتقلات ، وربما تكون مسألة إدخال البلد في حرب أهلية مسألة وقت حيث أن وعي السودانيين ربما حال دون اندلاع هذه الحرب حيث تم تقزيم القيادات العسكرية وهذا ما اتضح من خلال استقالة رئيس المجلس العسكري بعد يوم أو يومين من توليه مهامه ، كما أن جيش السودان تم إدخاله في حروب من خلال حرب الجنوب ودارفور وأخيرا حرب اليمن ، والوعي في الشارع السوداني دون المستوى المطلوب مما جعل المسائل الجوهرية والمهمة تغيب عن مطالب الثوار ، وكلما مرت الأيام كلما تغلغلت أيادي الإمارات والسعودية و أمريكا مما يؤدي إلى استنساخ السيناريو المصري غير أن التلكؤ الأمريكي في موضوع تصنيف المنظمات والجماعات الارهابية يدل على أن هناك طبخة يتم إعدادها على نار هادئة لشعب السودان ، سيتجرعها رغما عنه ، ولن يكون لهم بواكٍ عند ذلك .