اليمن عزة وكرامة وانعتاق واستقلال

حاتم شراح
كلما تناقشنا مع بعضنا ممن يتلمس ويشعر بذلك الشعور الذي يشعر به كل يمني حر ، وهو مدى ما وصلنا إليه من عزة وكرامة وحرية ، وتحرر ، وكيف يريد لنا الآخرون التبعية والذل والهوان ، وكيف تآمر علينا هؤلاء وكيف ظهرت أطماعهم واضحة للعيان عبر الاستحواذ على مصادر الطاقة وكيف أصبحوا يسعون دائما إلى إذلال اليمنيين عبر الحرب الاقتصادية التي تستهدف حتى من هم تحت مظلتهم ومن هم عملاء لهم ، وكيف تم استهداف العملة بأسلوب ينم عن حقارة لعملائهم الذين ساهموا في هذه الخطوة القذرة حيث وهم يسيطرون على منابع النفط وبرغم ذلك ظهرت حقارتهم ومدى ما كانوا عليه من خسة ولعل هادي قد حجز له مقعدا في مزبلة التاريخ ، وهناك من يرافقه في هذه الرحلة التي تتبدى معالمها وينهض البعض من غفلته وتراه يلتحق بركب إخوانه ، ويتبقى أصحاب الأطماع الذين لا يبالون بما يقومون به ، وقد أصبح لديهم ماضٍ من اللصوصية والإجرام وخبرة في نهب المال العام مما جعلهم يغامرون في السير في هذه الرحلة غير مضمونة العواقب بل قل سيئة السمعة والعواقب ، ولنا أن نتأمل إلى الكثيرين ممن يستهويه أن يترك بلده للأبد مقابل المال ، وهؤلاء قد تشربوا الأخلاق الغربية وانمحت العروبة من أخلاقهم وأفعالهم ، ولعل تلك المؤامرات التي استهدفت أخلاق المجتمع وتمت تربية هؤلاء تربية غير إسلامية نحن نجني ثمرتها اليوم ، حيث تربى أبناء هؤلاء على تربية لا تمت للعروبة والإسلام بصلة أدت في النهاية إلى التأثير على هؤلاء الأفراد حتى خانوا أوطانهم ، وهناك الكثير ممن عاش خارج وطنه نتيجة لفكر يتناقض مع النظام الحاكم في بلده البعض معارض على الطريق الصحيح ، والبعض الآخر خارج على جماعة بلده عميل للخارج يسهم في التآمر على بلده ، ولعل الحرب القائمة اليوم ترمي إلى إرجاع العملاء الخونة إلى وطنهم فاتحين حاكمين ، على جثث النساء والأطفال ، وهذه الحرب قد طال أمدها وأصبح من يرعاها يضيق ذرعا بها يوما بعد يوم ، حتى أصبحت هذه الفاتورة تدفع لموضوع غير ذي جدوى من خلال تبدِّي عمالة هذه القوى لأكثر من طرف قد يصبح في وقت قريب عدواً لدوداً بعد أن كان صديقاً حميماً ، وهؤلاء الخونة لا مانع لديهم من التنكر حتى لأقرب الأقربين ، وهذا ما سيتضح جليا ، في أقرب فرصة ، بينما نلاحظ اليمنيين الأحرار يسطرون ملاحم البطولة والثبات حتى عبر الصمود والصبر على الجوع وانقطاع المرتبات وكثير من الخدمات ، ولعل هذا الصبر سيكون له ثمن ، وسيرضي كل الأحرار كون التحرر يحتاج منا إلى تضحيات جسيمة ، ويحتاج إلى دماء تروي شجرة الحرية ، ولاسيما وقد جربنا التبعية ، وكيف مرت خمسون سنة من قيام ثورة 26سبتمبر 1962م ولكن بقينا في ظل التبعية لهذه الفترة مما جعلنا نراقب أهداف الثورة كالعناوين في زاوية صحيفة الثورة وإذا ما جئنا للواقع نرى عبر خمسين عاما ونحن نحاول الاقتراب من هذه الأهداف ولكن هناك قوى خفية كانت تحول دون تحقيقنا لأي من هذه الأهداف حتى جرفتنا معها في حروب وصراعات تتناقض مع أهداف الثورة التي لا تحتاج منا سوى موقف فقط ، ولهذا ما نعيشه الآن يمثل تحقيقا لبعض أهداف الثورة التي عجزنا عن تحقيقها في خمسين عاما ، فالجيش الوطني القوي يقترب من الوصول إلى معايير القوة ، ولنا أن نتلمس بأنفسنا بقية الأهداف التي تمنحنا الشعور بالعزة والكرامة ولنا أن نلاحظ إخواننا في السودان كيف يتم التعامل معهم من قبل أمريكا التي تريد منذ اليوم الأول أن تكون وصية على الثورة من خلال تصريحات القائم بأعمال السفارة الأمريكية في الخرطوم وكيف يوجه وينادي بتحقيق حكومة منتخبة ، وما سكوت الثوار وعدم مناداتهم بعودة جنودهم من اليمن إلا دليل راسخ بأن هناك قوى وأحزاباً في السودان تستمرئ الارتزاق وهناك قوى ترى في الارتزاق أمرا لابأس به وهذه القوى ستجني ثمرة موقفها المخزي ، والذي ستتحمل وزره هذه الثورة المأجورة ، والتي كانت مدفوعة من الخارج أو تم الاستفادة منها عندما تم الاستغناء عن عميل انتهت خدمته ، والآن يأتي دور العميل الجديد ، لقد جاء نداء ومناشدة علماء اليمن للقوى السياسية في السودان للمطالبة بسحب جنودهم من قوى التحالف ليكون براءة للذمة وتنظيفا للثورة مما علق بها من شوائب قد تفضي إلى ثورة مضادة تعود بالسودان إلى درجة الصفر ، ولعل بعض الحركات التي تنادي وتستهجن التدخل المصري في الشأن السوداني مما يبعث على الاستغراب حيث لم نسمع بمن يستهجن التدخل الإماراتي والسعودي فلماذا الاعتراض على التدخل المصري لأن هناك قوى مسيرة تعرف أن المصريين لن يدفعوا أموالاً ، وهذه القوى مدفوعة بلا شك من دول التحالف ، قلوبنا مع السودانيين ونتمنى أن لا يقعوا في أخطاء من سبقهم من ثورات ذهبت أدراج الرياح وأصبح من قاموا بها في الزنازن والمعتقلات ، وفي المنافي ، وهي تلك القوى التي كانت مدفوعة من الخارج وهنا لابد من الاعتراف بأن القوى المسيرة من الخارج لن تعمل لصالح البلد وستقوم بأعمال تفضحها بلا شك مما يقود إلى فشلها ونبذها وفي حال خطرها على البلد يتم الزج بأفرادها إلى المعتقلات حتى من القوى الدكتاتورية أو الثورة المضادة ، نحن في اليمن خلال فترة ما بعد 2011م تمت ثورة ولكن هذه الثورة كان بها من القوى من هو مدفوع من الخارج هؤلاء من نعاني منهم اليوم، حرب طاحنة ومعاناة ما بعدها معاناة ، ولولا استعادة الثورة من غاصبيها لكنا في جعبة قوى العدوان التي تم أخذ اللقمة من فمها ، اليمن استعاد ثورته وحقق من خلالها العزة والكرامة ، وأزال عتاولة الفساد ، وشكل رقما صعبا في المنطقة يستحيل تجاوزه ، والحرب اليوم تمثل تحديا لدول العدوان التي تمثل حلفا دوليا وتمارس ضغوطاتها ونفوذها في إسكات دول العالم ، وتمارس أبشع الجرائم دون رادع من أحد ، فماذا ينتظر السودان؟ هم ينظرون إلى الفاتورة ويرونها صعبة ولكن أرى أن تلكؤهم عن دفعها من البداية قد يقود إلى أن تتضاعف الفاتورة كما حصل لنا الآن، إن السكوت على بعض التجاوزات ، والممارسات ولاسيما ما يتم التخطيط له من قوى الهيمنة العالمية فهذه القوى لا تريد الخير لأحد ، وعندما يتم مواجهة ومحاربة هذه القوى يتعرف ويتأكد للمواطن الحر أنه يسير في الطريق الصحيح ،وأنه يحيا حياة العزة والكرامة والتحرر والاستقلال .

قد يعجبك ايضا