هل بدأت عملية تحرير اليمن ودحر تحالف العدوان؟
شارل ابي نادر
في متابعة لمسار التطورات الميدانية الاخيرة في اليمن، وما رافقها من عمليات هجومية ناجحة على الارض من قبل الجيش واللجان الشعبية، بالإضافة لما يتم وضعه من قبل دائرة التصنيع الحربي اليمنية في مسرح العمليات من قدرات نوعية لافتة، وخاصة الصاروخ الباليستي بدر اف، مع النجاح في اسقاط عدة طائرات معادية دون طيار، من النوع المتطورعالميا، يمكن القول ان العام الخامس من العدوان على اليمن سوف يشهد، ولمصلحة الجيش واللجان الشعبية ووحدات انصارالله، خروجا من الستاتيكو الميداني الذي طبع الاعوام الاربعة السابقة، وذلك انطلاقا من التالي:
على الجبهات الحدودية، وبالرغم من تزايد محاولات الزحوف التي يقوم بها العدوان ومرتزقته، والتي اصبحت مؤخرا تتسم بالطابع الهستيري الذي يسبب لهم خسائر ضخمة، بسبب الفشل الكامل في جميع هذه المحاولات، يمكن القول ان هذه الجبهات قد اقفلت في وجه أي تغيير ميداني، وأصبح قتال العدوان عليها وخاصة الهجومي، عقيما، وكأنه رفع عتب وللإعلام فقط، حتى لا يقال أنهم استسلموا بمواجهة الجيش واللجان وانصار الله على الحدود السعودية.
على الساحل الغربي، وبعد أن توصل العدوان ومرتزقته منذ فترة طويلة للاقتناع ان الجبهة مقفلة ايضا عليهم، خاصة مع إغراقهم بمستنقع الاستنزاف بعد أن نشروا وحداتهم وآلياتهم بشكل عشوائي غير متماسك، بسبب هجمات الجيش واللجان الشعبية المؤلمة، وبعد أن حاولوا تجاوز هذا الفشل في الميدان عبر اتفاق السويد، من خلال الخداع والتذاكي في طلب إعادة انتشار وتمركز الجيش واللجان الشعبية، لانتزاع الحديدة ومينائها الاستراتيجي، هم على موعد قريبا مع محاولة جديدة بإشراف المبعوث الاممي، لإعادة تطبيق الاتفاق كما صدرت بنوده ووافق عليها الجانب الوطني اليمني (الجيش واللجان وانصار الله).
اما في الداخل، فقد تم تثبيت أكثر الجبهات الحيوية، والتي كانت عرضة لمحاولات هجوم وعمليات زحوف من قبل العدوان، وذلك على الشكل التالي:
– لقد تم تثبيت الجبهة الشمالية الغربية في حجة (حيران وعاهم) من قبل الجيش واللجان الشعبية، واصبح من المستحيل على العدوان ومرتزقته تحقيق اي تقدم باتجاه طريق عمران – صعدة او باتجاه احدى المدينتين، خاصة مع الخسائر الكبيرة التي وقعت في صفوفهم على تلك الجبهة الحيوية.
– ايضا تم تثبيت جبهة نهم شمال شرق صنعاء، وبات مستحيلا على وحدات العدوان والمرتزقة تحقيق اي تقدم باتجاه مداخل صنعاء الشرقية أو الشمالية الشرقية، وذلك بعد أن استعادت وحدات الجيش واللجان وانصار الله السيطرة على سلسلة واسعة من المواقع الحيوية، شرقا ما بين نهم حتى صرواح التابعة لمأرب، أو شمال شرق ما بين نهم حتى الحزم ومفرق الجوف.
هذا لناحية الجبهات التي استطاعت وحدات الجيش واللجان الشعبية تثبيتها وفرض مدافعة متماسكة عليها، اي كافة الجبهات الحدودية تقريبا بالإضافة للجبهات الداخلية شمالا او وسطا قرب صنعاء او لجبهة الساحل الغربي.
تبقى المفارقة الميدانية المهمة والتي تستدعي التوقف عندها وتحليلها بشكل مركز أكثر وهي الجبهة الشرقية والشرقية الغربية، ما بين البيضاء والضالع، وذلك كالتالي:
في الايام الاخيرة، وبالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الرئيس صالح علي الصماد وترجمة لوعد القيادة السياسية والعسكرية في أن العام الخامس سيكون عام الحسم والنصر، استطاعت وحدات الجيش واللجان الشعبية وانصار الله التقدم شرقا على جبهة الضالع بطريقة لافتة، حيث تم تأمين وتطهير جبهات العود والخشبة وحمك، والمتمثلة بمنطقة واسعة عبارة عن اكثر من 100 قرية سكنية مع عشرات المواقع العسكرية لقوى العدوان والمرتزقة. وقد سقط للعدوان خسائر كبيرة مع إحكام الطوق على عدد كبير منهم ما زالوا داخل مواقع محاصرة، وكان قد سبق هذه العملية إطلاق صاروخ بدر- اف الجديد على معسكر حكولة في الضالع، نتج عنه وقوع خسائر مهمة لقوى العدوان مع تشتت وضياع في وحداتها، مما أثر سلبا على مستواها القتالي، فكان التقدم اللافت للجيش واللجان الشعبية على تلك الجبهات الاستراتيجية.
واخيرا، تبقى أهمية العمل الهجومي الأخير الذي نفذته وحدات الجيش واللجان في منطقة الضالع، فبالإضافة لتحرير العدد الكبير من المواقع، ووقوع خسائر مؤلمة للعدوان ومرتزقته، فان للمنطقة اهمية استراتيجية في معركة تثبيت الصمود والتوسع شرقا وجنوبا لاحقا، وتحرير اليمن بشكل عام، وخسارة العدوان لهذه البقعة التي كانت بالنسبة له نقطة ارتكاز متقدمة ومتداخلىة بشكل حساس مع مواقع الجيش واللجان الشعبية في الوسط، وعلى المحور الرئيس بين عدن وصنعاء مرورا بدمت ودَمّار، تعتبر خسارة صادمة له، خاصة اذا تابعت وحدات الجيش واللجان التقدم شرقا وربط البيضاء المحررة مع دمت عبر المحور الغربي، او اذا وسَّعت عملياتها جنوبا للضغط على العند وثكنتها الحيوية.