عن الرئيس الشهيد الصماد
سند الصيادي
كان حلماً في مخيلة كل اليمنيين وفارسا يتملك كافة معايير الشخصية التي يستحقها منصب “رئيس الجمهورية” ، الجمهورية التي ننشدها وهىىىالتي من اجلها بذلت الدماء الطاهرة في مختلف مراحل النضال الوطني وصيغت تحت لوائها كل الاهداف السامية التي نتفق عليها جميعا ، و نتفق ايضا على انها ظلت مجرد مربع مكتوب في واجهة صحيفة يومية.
إنه الرئيس “الحلم” تجسد ذات دهر واقعا.. و في مرحلة من اصعب مراحل التحولات التي مرت بها البلاد عبر تاريخها المعاصر.
جاء في زمن انحرفت فيه الاهداف و القناعات بفعل التجاذبات الشديدة التي أتى بها العدوان الاقليمي والدولي غير المسبوق على الوطن ، وما نجم عنه من مزادات بيع وشراء للذمم و المواقف التي مكنت هذا العدوان من أن يحتل مساحات شاسعة من جغرافيا البلاد تحت شعارات زائفة انطلت على وعي الفئات التي تعرضت ولاءاتها للتحريف بأساليب عدة منها بهرج المال و حقد المصالح الذاتية و عقدة النقص والانتقاص المزمنة.
تجسَّد حلم الامس في واقع مضطرب مكن قوى العدوان من الاجهاز عليه مبكرا ، وبعد زمن قصير من بزوغه الذي اذاب جبالاً من تراكمات المراحل ، وبعزم استثنائي كان يمضي لتشييد لبنات البناء و الحماية لمفهوم الوطن ، ثنائية العزة والكرامة التي لطالما كانت تقض احلام الطامعين باستمرار الخنوع والوصاية.
رحل الصماد مبكرا جدا.. لكن ما تغير اليوم هو أن المشروع الذي جاء عبره و به هذا الفارس لا يزال باقيا يتنامى في وعي أحرار هذا الشعب.. ويؤذن بالخلاص و مغادرة قمقم التراكن والضعف و التأقلم مع هذه الموروثات ، و لا وفاء لهذا المشروع إلا بالمضي عليه واستكمال رسم مساراته واقعا بالحبر والعرق والدم معا..