أحمد شرف الدين
بعد أربع سنوات من العدوان البربري الغاشم والظالم على الشعب اليمني العظيم من قبل تحالف الشر العالمي بقيادة رأس الشر أمريكا ومعها بريطانيا وفرنسا ومعظم دول أوروبا بدعوى إعادة الشرعية المزعومة إلى صنعاء وقد استخدموا لهذا الهدف أقوى واحدث الأسلحة المتطورة بكل أنواعها الجوية والبحرية والبرية، لكنهم استطاعوا أن يوصلوا شرعيتهم المزعومة إلى وارسو مؤتمر العار الذي توَّجه جلوس المدعو خالد اليماني بجوار نتنياهو رئيس وزراء العدو الصهيوني المحتل والمغتصب للأراضي العربية المقدسة في فلسطين وبصفته وزيرا لخارجية شرعية العدوان على اليمن والذي كان من المفترض وجوده في صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية بعد كل هذه السنوات من الحرب العدوانية القذرة على اليمن وشعبه.
فما هي دلالات هذه الخطوة؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟
وللإجابة على هذه التساؤلات لا بد لنا من الوقوف أمام جملة من الأمور والوقائع والمتغيرات التي حدثت خلال السنوات الأربع لهذا العدوان وقبل كل ذلك فإننا يجب أن نتوقف أمام نظرة تحليلية للأهداف والأسباب المعلنة لتشكيل هذا التحالف وقيامه بالعدوان الشرس على اليمن كمدخل لفهم دلالات هذه الخطوة.
أهداف العدوان على اليمن:
في 26 من شهر مارس 2015م تم اعلان العدوان على اليمن من واشنطن من قبل الجبير سفير السعودية لدى أمريكا آنذاك وقيام تحالف سمي بالعربي لتحقيق عدد من الأهداف أهمها:
1 – إعادة الشرعية المزعومة وطرد الانقلابيين من صنعاء .
2 – دحر النفوذ والتواجد الإيراني في اليمن.
3 – الحفاظ على الأمن القومي العربي؟؟
4 – حماية أمن دول الخليج.
وغيرها مما أعلن وتم التصريح به من تفاصيل وبنظرة تحليلية وبغض النظر عن شرعية هادي من عدمها ومن له الحق في منح شرعية أي نظام أو رئيس فهذا الأمر قد حسم شعبيا وداخليا وباعتراف العدو قبل الصديق من عدم وجود أي شعبية لهذا النظام والحكومة من الجميع.
لكننا هنا سوف نختارهدفين لهذا العدوان لارتباطهما بما طرحناه سابقا وهما:-
1) حماية الأمن القومي العربي
روج تحالف العدوان بأن اليمن بعد ثورة 21 سبتمبر التي أطاحت برموز العمالة للمملكة وامريكا قد خرج عن إطاره العربي واصبح خطراً على الامة العربية ومع أننا في هذا المحال لا نحب أن نناقش مصطلح الامن القومي العربي ومفهومه لكننا سوف نتساءل في هذا المجال حول من هو العدو الحقيقي للامة العربية ؟ وما هو الخطر الحقيقي الذي يهدد أمن الامة العربية؟
فعلى مدى أكثر من ستين عاماً منذ زرع الكيان الصهيوني في قلب الامة العربية فلسطين وقيام دولته والحروب التي قامت معه من قبل الدول العربية التي خسرت أراضيها ولاتزال معظمها محتلة منه إلى الآن على مدى هذه العقود كانت الثقافة المجتمعية للامة العربية وعلى الأخص الشعوب منها تعتقد ولاتزال أن العدو الاستراتيجي لها هو هذا الكيان الغاصب وانه الخطر الأكبر على الامة ولم يظهر خلال هذه العقود ما يؤشر على أي تغير في استراتيجية هذا العدو القائمة على إقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ومن هنا يتضح الواقع الحقيقي لهذا العدوان على اليمن الذي حمل شعبه هم فلسطين وقضيته ويعتقد كما شعوب الامة العربية أن التطبيع مع هذا الكيان خيانة وجريمة لا تغتفر وبالتالي يسقط هذا الهدف للعدوان ليصبح حماية الامن القومي الإسرائيلي؟ وهذا ما يحدث في هذا العدوان وعلى هذا نجد أن دول التحالف قد اختارت ما يسمى وزير خارجية الشرعية المزعومة ليكون جوار نتنياهو ويتودد له .
2) هدف حماية أمن دول الخليج
مما سبق نجد أن هذا الهدف مرتبط بالمشروع المراد تحقيقه من قبل أمريكا وإسرائيل في المنطقة فقد اعتبرت دول تحالف العدوان أن تهديد أمن إسرائيل هو تهديد لأمنها وهو ما يظهر لنا مدى الارتباط الوثيق بين هذه الأنظمة بالكيان الصهيوني المغتصب للأراضي العربية وأن هذه الدول تمثل خط الدفاع الأول عنه.
وأمام هذه الحقائق نستطيع القول بأن تحالف العدوان قد اختار هذه الخطوة وفي هذا التوقيت لأسباب متعددة أهمها:
1 – فشل العدوان الذريع في تحقيق أي من أهدافه برغم شراسة الحرب التي يخوضها مع عملائه في اليمن طوال أربع سنوات لم تدخر فيها هذه الدول أي وسيلة عسكرية وأمنية وإعلامية ومالية لتحقيق ما تهدف إليه وبالتالي أرادت أمريكا اعلان فشل ادواتها الخليجية والاعرابية في تحقيق ما ارادته لليمن وبالتالي عليهم أن يظهروا الولاء والطاعة لدولة الكيان الصهيوني والتحالف معه علنا وتمرير ما تخطط له بما يسمى صفقة القرن التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
2 – قوة وصمود الشعب اليمني الأسطوري الذي أفشل كل أهداف العدوان والمتغيرات الخطيرة التي افرزها هذا العدوان من تمكن اليمن من تطوير وتصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة مما أرعب الأمريكي والإسرائيلي وجعلهم يلقون باللائمة على ايران وبالتالي فإن إقامة هذا التحالف الصهيو أعرابي لحصار دولة ايران واجبارها على الضغط على محور المقاومة للاستسلام وهو ما يجعلنا نجزم بأننا في زمن الانتصار وطي زمن الهزائم وأن محور الشر في تراجع وفي رعب مستمر ليس له أي خيار سوى الاعتراف بهزيمته في اليمن وهو ما سيحققه اليمنيون الشرفاء الاحرار الذين يلقنون العالم دروسا مذهلة في كل المجالات.
وفي الأخير نقول ونحن في عامنا الخامس أنه يجب على كل يمني أيا كان انتماؤه أن يرفع رأسه عاليا فقد أصبح حديث العالم وأسطورة التاريخ.