لو نظرنا في الواقع المعاصر لرأينا كيف تحولت الممارسات الفردية أو المحدودة للربا في الماضي، إلى واقع آخر مغاير تماماً، واقع جعل من التعاملات الربوية عصباً للحياة الاقتصادية المعاصرة حيث أصبح الربا متداولاً ومنتشراً على نطاق واسع في الكثير من المعاملات التجارية، وأصبح معظم الناس يأكلون الربا، فمن لم يأكله ناله غباره، ففي العصر الحديث نجد غبار الربا في كافة المعاملات المدنية والتجارية والمصرفية والسياسية والمرتبات والأجور والمكافأت والأرباح وفي أسعار السلع والخدمات… إلخ وهنا يقول الشهيد القائد:” وكما يقال بأنه في آخر الزمان لا تجد درهما حلالا، فالنقود في جيوبنا من أين تأتي؟ من البنوك، البنوك هي من تتعامل بالربا، تتعامل في الداخل وتتعامل في الخارج بالربا، كل ما نأكل هو مصبوغ بالربا، كل النقود التي في جيوبنا مصبوغة بالربا، كيف نعمل ماذا تعمل؟
ويقول أيضاً:” الشيء الواضح أمامنا جميعاً هو أن إسرائيل مهيمنة على العرب، أليس كذلك؟ هو أن اليهود والنصارى يستذلون المسلمين، أليس كذلك، أليس واضحاً.
ويضيف بالقول:” ما السبب في ذلك؟ هو أننا فرطنا تفريطاً خطيراً وقصرنا تقصيراً كبيراً، وإلا لما كان اليهود يمتلكون هذه الهيمنة ولما كانوا قد ملأوا الدنيا فساداً، ألم يملأ اليهود الدنيا فساداً؟ ألم يصل فسادهم إلى داخل كل البلاد الإسلامية، إلى كل قرية إلى كل بيت تقريباً، فسادهم الثقافي، فسادهم الأخلاقي، فسادهم السياسي، فسادهم الاقتصادي”.
لقد انتشر التعامل بالربا بحجة خدمة الاقتصاد، ولكن خطر الربا يطال الاقتصاد ويؤثر فيه تأثيراً سلبياً، وذلك ما يؤكد عليه الشهيد القائد.
الكاتب والباحث/ أحمد يحيى الديلمي