كتب/ المحرر السياسي
يتوجه الناخبون اليوم السبت ، إلى صناديق الاقتراع في 453 مركزا انتخابيا ، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية للدوائر الشاغرة في 24 دائرة انتخابية تتوزع على عشر محافظات يمنية ، بهدف سد الشواغر لمن توفاهم الله من أعضاء مجلس النواب ، كإجراء دستوري يعكس الإرادة الوطنية للقيادة السياسية في التزام قيم الديمقراطية والنهج الحضاري في الحكم وبما يعزز من تماسك الدولة ، من خلال ملء الفراغ في السلطة التشريعية ، كأهم مؤسسة دستورية تعبر عن توجهات اليمنيين ومواقفهم إزاء مختلف القضايا والأحداث المحلية والخارجية.
اليوم يتجه الناخبون في الانتخابات التكميلية إلى صناديق الاقتراع لاختيار من يمثلهم بكل ثقة وطمأنينة ، ليقدموا درسا جديدا في الوطنية ، مراهنين على الله، ومستندين إلى إرادة لا تؤثر فيها حجم الحشود ، ولا قوة السلاح وشراسته ، فيما يسير طابور العملاء والمرتزقة في صفوف الجيوش الغازية وبإمرة ضباطها ، تائهين مجسدين المثل القائل «فاقد الشيء لا يعطيه» ، إذ أن مشاركتهم في مهزلة اجتماع سيئون تحت حماية الغزاة وأعلامهم وراياتهم صورة جلية لواقعهم الفاضح ، فبالإضافة إلى أنهم مجرد قطيع تُهش بأوامر المخابرات الأجنبية ، لم يعودوا يمنيين ولا يمتون لليمن وشعبه الصامد بأي صلة ، بل أدوات طيعة ورخيصة يستخدمها العدوان السعودي الأمريكي في حربه على اليمن ، جلبتهم الأموال والمطامع الأجنبية القذرة واحتشدوا واجتمعوا وتفرقوا واتفقوا واختلفوا عليها وحولها ، فاقدين كل شيء ، وعاجزين عن كل شيء.
من يبنى رهاناته على الغزاة مصطفا في صفوفهم ، ومؤيدا لجرائمهم بحق اليمن واليمنيين ، كيف له أن يكون ممثلا لهم ، وأي اليمنيين سيختاره ممثلا له أو لتوجهه ، فقدوا يمنيتهم بمجرد أن صاروا مأجورين لدى البغاة والمعتدين ، وانتهت عنهم صفة التمثيل والنيابة وما عاد الجميع يتعامل معهم إلا بهذا الاعتبار وإن تدثروا اللبوس وتغطوا بها ، ويجدر بالذين ما زالوا في المواقف الرمادية معتمدين على التذاكي والتواري خلف المواقف ، أن يعيدوا تقويم وتصويب مواقفهم ورفع الأغشية عن أعينهم ليروا حقائق الأشياء كما هي لا كما تصورها لهم حساباتهم النفعية والخاصة ، فاليمن باتت مُحصنة بوعي الشعب وقوة إرادته في تمسكه بالحق ، وبما يجعل منه اليوم أكثر ثباتا وقدرة على حماية البلاد وصون الأعراض والحرمات ، وأقوى عزما في تحرير كل شبر يمني دنسه الغزاة والمعتدون.
الشعب يعبر عن إرادته الحرة دوما ، وكما بالدماء الغالية وقوافل الشهداء دافع عن كرامته وحريته وأرضه وحياته ، يعبر الناخبون اليوم في الدوائر الشاغرة عن إرادتهم الحرة في من يمثلهم ، ودوما لا يعبر المستجليون على متن الدبابات والمصفحات الأجنبية عن أحد ، وإن قالوا ادعاء ليفتئتوا على العالم ، ويمارسوا جرم الخيانة لشعبهم ووطنهم ، فبعد أن تخلوا عن مهامهم كممثلين للشعب في لحظة تاريخية استثنائية فارقة في تاريخ بلادنا ،وغادروا صنعاء -المقر الدستوري للبرلمان- للاصطفاف عمالة وارتزاقاً لدى حلف العدوان والبغي على شعبهم الذي وضع فيهم الثقة كممثلين له ، صاروا ممثلين للمعتدين والغزاة وبيادق لمن يدمر اليمن ، ويقتل أهلها بالجملة والمفرق.
Prev Post