لا رجل اصلاح ولا سلام
عبدالله الأحمدي
على طريقة العرب قديما في تسمية الاشياء باضدادها يغدق الغرب الرأسمالي على محمد بن سلمان الاسماء والالقاب؛ رجل الاصلاح ورجل السلام والشاب الطموح. والعكس هو الصحيح. فالرجل فاسد حتى العظم، فلا سياسة ولا اخلاق، بل هو عبد للأجنبي ومجرم حرب وقاتل وليس له اي طموح شريف.
الامريكان ومعهم الغرب الرأسمالي وإسرائيل سوقوا محمد بن سلمان على أنه رجل إصلاح، ورجل سلام، وشاب طموح يرغب في بناء دولة عصرية في بلاد الحرمين. طيب؛ كل هذا النفخ، واين كان الغرب من هذا كله منذ ان صنع مملكة الشيطان؟ هم صنعوا ابن سلمان على طريقتهم، فهو مسالم يأتمر لهم، ويعطيهم ما يريدون، ويتآمر معهم ضد الشعوب العربية وقضايا العرب والمسلمين، ومصلح لاقتصادهم يرفد خزائنهم بالمليارات. وفي حقيقة الأمر فقد ظهر هذا المسخ الصنيعة واللعبة انه رجل فساد وإجرام على مستوى الداخل والخارج. ففي الداخل تقوم أجهزة الرجل بقتل المعارضين بأبشع الاساليب ( قتل خاشقجي مثالا ) والزج بهم في الزنازن والمعتقلات، ومطاردة الناشطين من الجنسين. وما قضية تعذيب الناشطات واغتصابهن في سجون محمد بن سلمان الا مثال بسيط طفا على السطح، وما خفي أعظم. ولم يسلم من إجرام محمد بن سلمان حتى مطاوعة الدين الوهابي الذين ساهموا في قيام مملكة الشيطان، وظلوا في خدمة حكامها لأكثر من قرن، يبررون كل الجرائم التي يقترفها الحكام، ويحلون ما حرم الله؛ خمورا وفجورا، والعكس صحيح. يقتل محمد بن سلمان معارضيه، ثم يعطي ورثة القتيل بعض الاموال، وهي عادة درج عليها آل سعود.
في المنطقة الشرقية يتعرض المسلمون الشيعة للإبادة منذ انتفاضة الكرامة في 2011 م. ففي 9 مايو من العام 2017 م قامت قوات الأمن السعودية بمحاصرة الحي التاريخي في العوامية المعروف بحي المسورة وهدمته وأزالته من الوجود، بما في ذلك 7 مساجد و11 حسينية. وقتلت أكثر من 30 مواطنا من سكانه. وفي 1 يونيو فجرت سيارة مفخخة قتلت اثنين من المواطنين هما؛ محمد الصويمل، وفاضل آل حمادة. وفي مدينة سيهات التابعة لمحافظة القطيف نفذت قوات سعودية في 14 يونيو 2017 هجوما راح ضحيته ثلاثة من المواطنين هم: حسن العبدالله، وجعفر المبيرك، وصادق آل درويش. وفي العوامية داهمت قوات آل سعود منزل سلمان الفرج وقتلته امام والدته، واعتدت بالضرب على والدته. وفي 26 سبتمبر 2018 حاصرت قوات بني سعود حي الكويكب في القطيف وقتلت ثلاثة من الشباب هم : محمد حسن احمد آل زائد، ومفيد العلوان، وخليل آل مسلم. وفي 7 يناير 2019 داهم الامن السعودي بلدتي ام الحمام والجش التابعتين لمحافظة القطيف، وحاصرت البلدتين واعتقلت الكثير من المواطنين. ولم تكتف بالرجال، بل اعتقلت سيدات من أمثال : اسراء الغمغام، ونعيمة المطرود، وفاطمة آل نصيف، ونور آل مسلم، والسيدة نسيمة السادة. لقد بلغ عدد القتلى اكثر من 70 شهيدا لاتزال 38 من جثامينهم محتجزة لدى الأمن السعودي، وهناك مئات الأسرى والمعتقلين من المنطقة الشرقية. وآخر جرائم محمد بن سلمان اعتقال أكثر من تسعة من الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق المرأة في الرياض بينهم امرأة حامل.
لقد حول المغرور ابن سلمان المملكة الى مسلخ، وسجن كبير وجحيم لايطاق، ولم يسلم من إجرامه حتى أمراء الأسرة الحاكمة والمقربين منها. لقد فشل المغرور في تحقيق أي إنجاز للمواطن المسعود، وحتى رؤية 2030م في جباية الاموال التي روج لها إعلامه وإعلام الدول التي صنعته فشلت وأصبحت عبئا على الاقتصاد السعودي.
بدد المهبول مدخرات المملكة المالية في إرضاء أسياده الامريكان والأوروبيين، وشراء شركات علاقات عامة تروج لحكمه في الخارج، وفي صفقات سلاح لا تحتاجها المملكة، ثم القيام بتجنيد مرتزقة واطفال للقتال في اليمن، كما هو الحال في تجنيد اطفال الجنجويد ( 14000 ) طفل. والكثير من مرتزقة مجرم الحرب البشير. في ظل استمرار هكذا ممارسات يصبح الحديث عن اصلاحات في مملكة القرون الوسطى نوعا من الدعاية والتغطية على التعذيب والجرائم التي تمارسها أجهزة محمد بن سلمان، ويباركها الغرب الرأسمالي.
وفي البلدان المحيطة بالمملكة لم يحترم حق الأخوة والجوار، بل أشعل سلمان وابنه حروبا ضد أقطار الأمة، ويحارب فيها بالوكالة عن امريكا واسرائيل والغرب الامبريالي، كما هو الحال في اليمن، ويدعم داعش والمنظمات الإرهابية في كل من سوريا والعراق ولبنان. وبشهادة المنظمات الحقوقية الدولية فإن محمد بن سلمان ونظامه متورط في ارتكاب جرائم حرب في اليمن من خلال التدمير والقتل والحصار ونشر الأوبئة والأمراض للفتك بالشعب اليمني. وقد بلغ ضحايا المجرم ابن سلمان مئات الآلاف من الأطفال والشيوخ والنساء. وملفه مثقل بالجرائم التي تؤدي به وبنظام مملكته الى المحاكم الدولية إن كان هناك عدالة دولية.
أمريكا والصهيونية والغرب لم يعدوا محمد بن سلمان ومعه محمد بن زائد من أجل الاصلاح والسلام، بل من أجل إدامة الحروب والدمار في المنطقة، وتنفيذ مخططات الغرب في محاربة حركات التحرر والأنظمة المستقلة المعادية للامبريالية والاستعمار. وزادوا على ذلك مهمة تصفية القضية الفلسطينية بما يسمونه صفقة القرن. محمد بن سلمان ومحمد بن زائد وكثير حكام وانظمة في المنطقة هم أرخص العملاء، وأوقح من عرفتهم المنطقة على مر التاريخ. وهم اليد القذرة للأمريكي والاسرائيلي، وعلى نفس طريق آبائهم واجدادهم في خدمة الاستعمار والصهيونية يمضون.