الشاعر/ عباس علي الديلمي
إلى روح أخي من تعلمت منه الشيء الكثير حتى بعد رحيله الذي أكد لي موت أشياء كثيرة لعل الله يحييها بعد موتها.
احمدُ الله، لابتلاء تجددْ
ومصابي في توأم الروح “أحمدْ”
كلما ضمدت يد الله جُرحا
بفؤادي شكوتُ جرحا تجددْ
أنه الدهرُ، ما تبسم إلاّ
ورأيناهُ عابسا يتوعدْ
فلهُ الحمدُ حاكما لا سواهُ
في المسرات والمكاره يُحمدْ
قيل مات الشقيق، قُلتُ ليأتي
من جديد، كضوء نجم وفرقدْ
لم يغب صاحبي، ولكنه شاء
لأرواحنا بأن تتوحدْ
وسيبقى مخلداً في أحاسيسي
كما خلد الأوائلَ “مُسندْ”
كيف لا وهو صاحبي في المسرات
وآلام مُهجة تتوقدْ
لم يمت من أتى من الطين
بل عاد إليه يرومُ أن يتخلدْ
وانظروا تربة الصُخور وقد صارت
عقيقا على الحسانِ وعَسجدْ
ومماتُ الزهور فيه حياة
لزهور بُحسنها تتفرَّدْ
فجعلنا العبير منها عُطوراً
لحبيب لقلبه نتوددْ
مثلما كانت الحياةُ لنشقى
جعلت معبراً للحد ومرقدْ
إنها الروح حين تنهدُم الدار عليها
تفرُ منها وتصعدْ
ترتقي رفعة وتترك جسما
من تراب، وبالتراب توسدْ
ليس يُغني عنها بنونٌ ولا مُلكٌ
ولا رفعةٌ، ولا المال أخلدْ
يا أخي إن يغب محياك عن عيني
فما غبت عن فؤاد تسهدْ
غبت عن ناظري لتسكن قلبا
علَّمتهُ الحياةُ أن يتجلدْ
وعزائي بأن روح شقيق
لي، جوار الإله بالخير تسعدْ
سبقتني لتطلب الصفح عني
عند ربي وبالشفيع “محمد”
ملحوظة
كتبت مطلع هذه القصيدة واخي يحتضر ويتوجع أمامي.. واكملتها بعد ان غادرت روحه الطاهرة بدنه الذي كان بيتها فتهدم وعادت إلى خالقها إلى من نفخ من روحه في الإنسان الذي كرمه.