رئيس الوزراء يدعو إلى الاحتشاد الوطني والأممي والدولي لمواجهة جائحة الكوليرا

الثورة نت/

 

قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور “إن الاحتشاد الوطني الرسمي والشعبي والأممي والدولي مطلوب بقوة لنجاح الجهود القائمة لمكافحة جائحة الكوليرا في أمانة العاصمة والمحافظات الأخرى الموبوءة “.

وبين لدى مشاركته في الفعالية التي نظمتها وزارة الصحة العامة والسكان بالتعاون مع اليونيسف بمناسبة اليوم السنوي العالمي للصحة تحت شعار “الصحة للجميع” بحضور نائبي رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع اللواء الركن جلال الرويشان والخدمات محمود الجنيد، أن الأرقام المسجلة لعدد المصابين بهذا الوباء وصلت إلى أرقام فلكية خلال العامين الماضيين والجارية والتي ما تزال تشهد تصاعدا مستمرا رغم ما تقدمه الحكومة والقطاع الخاص والمنظمات الدولية لمواجهته.

وأكد أن ظهور وانتشار الكوليرا وغيرها من الأمراض والأوبئة خلال الأربع السنوات الماضية هو بفعل العدوان والحصار الذي دمر البنى التحتية الصحية والمائية وعطل عمل المؤسسات المعنية.

وأضاف” كان اليمن يعاني من مشكلات كبيرة قبل ٢٠١٥م، لكنها تضاعفت مرات عديدة بسبب العدوان والحصار الإعرابي الذي برغم قبحه الظاهر نرى من ينبري ليبرر له قتله المتواصل للشعب اليمني ولحصاره الشامل وغير المبرر الذي أحدث أضرارا كبيرة بحياة الناس وسلامتهم”.

وطالب رئيس الوزراء بالرفع المستمر لمستوى التنسيق المؤسسي خاصة بين الصحة العامة والمياه والبيئة والزراعة والري والإعلام والمحليات لتعزيز الترابط والعمل التكاملي في ترصد الوباء ومعالجة أسبابه والتوعية بسبل الوقاية منه.

ولفت إلى ما تحمله مناسبة اليوم العالمي للصحة من رمزية تؤكد أن هدف الصحة للجميع لا زال بعيد المنال ليس على مستوى الدول النامية بل والمتقدمة تكنولوجيا .. مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأميركية التي تقود العالم اليوم لديها أكثر من خمسين مليون إنسان بدون تأمين صحي .

واعتبر ذلك مؤشر على أن الصحة في الدول الغربية باستثناء ألمانيا وبعض الدول الإسكندنافية، في متناول الأغنياء فقط والقادرين على دفع المال .

وحيا الدكتور بن حبتور، طواقم الرحمة من أطباء وممرضين وفنيين وعاملين في القطاع الصحي بهذه المناسبة العالمية .. موضحا أنهم بأعمالهم الإنسانية الجليلة يستحقون من الجميع الشكر والتقدير والعرفان نظير ما يبذلونه من جهد لإنقاذ أرواح المرضى والمصابين الذين تزداد أعدادهم بسبب الوضع الراهن.

وندد بهذا الشأن بالعدوان الإعرابي الذي لا زال يفكر بعقلية الهمجي ويعتقد أن قتل الإنسان اليمني أمرا حلالا ضاربا عرض الحائط العواقب الوخيمة لنهجه الإجرامي في الدنيا والآخرة .. لافتا إلى أن من يقتل الشعب اليمني منذ أكثر من أربع سنوات وجرائم الحرب التي ارتكبوها في طول وعرض اليمن حتما سيحاكمون أمام محكمة العدل الدولية .

وتوجه رئيس الوزراء بالتحية والتقدير والشكر للمنظمات الإنسانية الأممية والدولية الداعمة للقطاع الصحي وفي المقدمة الصحة العالمية واليونيسيف وصندوق الأمم المتحدة للسكان وأطباء بلا حدود.

وقال ” ينبغي أن نشكرهم دوما وان ننظر إلى ما يقومون به من أعمال كبيرة للتخفيف من مأساة شعبنا اليمني شديدة القسوة “.. معربا عن شكره لقيادة وزارة الصحة ووكلاء الوزارة وطاقمها الإداري والفني بالوزارة ومكاتبها في المحافظات على كافة جهودهم الإنسانية.

سائلاً المولى سبحانه وتعالى أن يمن بالشفاء العاجل على المرضى والمصابين بالكوليرا وغيرها من الأوبئة وبسبب الضربات الجوية للعدوان السعودي الإماراتي .

وفي الفعالية التي حضرها وزراء التخطيط والتعاون الدولي عبدالعزيز الكميم والإدارة المحلية علي القيسي والمياه والبيئة المهندس نبيل الوزير والزراعة والري المهندس عبدالملك الثور والأوقاف والإرشاد نجيب العجي وأمين العاصمة حمود عُباد ووكيل وزارة الداخلية اللواء الركن رزق الجوفي وعدد من رؤساء وممثلي مكاتب المنظمات الدولية العاملة في المجال الصحي .. أعلن وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل حالة الطوارئ الوبائية داخل اليمن لمواجهة وباء الكوليرا.

وعزى الوزير المتوكل هذا الإعلان إلى أن موجة الكوليرا تعمل على تهديد حياة الناس وعلى الجميع تحمل المسؤولية لمواجهة الوباء والحد من إنتشاره .

وقال” لا نريد تكرار مأساة الموجة الأولى من الكوليرا 2017م ويجب تكاتف الجهود الشعبية والرسمية إلى جانب المنظمات الدولية لسرعة احتواء الوباء”.

ولفت إلى أهمية رفع مستوى الوعي حول مختلف الأسباب التي تساهم في إنتشار الوباء وكيفية الوقاية منه وأهمية الحفاظ على النظافة العامة ونظافة المياه .

وأكد وزير الصحة أهمية إشراك المجتمع وتحفيزه للحفاظ على نظافة البيئة المحيطة به وتغيير السلوكيات غير الصحيحة التي تساهم وتساعد في إنتشار وباء الكوليرا .. مبينا أن عدد الحالات المشتبه إصابتها بالكوليرا منذ يناير 2019 حتى نهاية مارس المنصرم 162 ألف و463 حالة وبلغ عدد الوفيات 327 حالة وفاة.

وذكر أن عدد الحالات المشتبه بها منذ عام 2017م حتى اليوم بلغ أكثر من مليون و500 ألف حالة وعدد حالات الوفاة ثلاثة آلاف و70 حالة .. مستعرضا الجهود والخطوات التي قامت بها الوزارة وكافة الجهات المعنية لمواجه وباء الكوليرا .

وقال ” يحتفل العالم اليوم بيوم الصحة العالمي تحت شعار الصحة للجميع لكن ما يحدث في اليمن منذ بداية العدوان في مارس 2015م أنه يعيش أكبر كارثة صحية ” .. مستعرضا ما تعرض له القطاع الصحي وبنيته التحتية للتدمير، وكذا انتهاكات تحالف العدوان واستهدافه المباشر وغير المباشر للمدنيين خاصة النساء والأطفال.

وتطرق الدكتور المتوكل إلى أن عدد الشهداء والجرحى 37 ألف و700 جلهم نساء وأطفال ما ضاعف من معاناة القطاع الصحي، فضلا عن توقف رواتب 48ألف موظف في هذا القطاع.

وبين أن هناك ثمانية آلاف مريض بالفشل الكلوي لا يجدون أدوية الغسيل، فيما ارتفع عدد المصابين بمرض السرطان إلى 40 ألف نتيجة استخدام العدوان للأسلحة المحرمة دوليا .

وعرج الوزير المتوكل على الوضع الوبائي في اليمن وما سببه العدوان من انتشار للأمراض والأوبئة كالملاريا والحصبة والدفتيريا والكوليرا وغيرها من الأمراض ومنعه لدخول الأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية .

وأكد وفاة 100 ألف طفل في العام بسبب الأمراض والجوع في ظل صمت دولي مخز .. مشيرا إلى المسح الذي نفذته وزارة الصحة العام المنصرم لتقييم المستشفيات في مختلف المحافظات والذي أظهرت نتائجه انتهاء العمر الافتراضي لـ 97 بالمائة من الأجهزة الطبية بالمستشفيات وتدني مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين، ما يتطلب تكاتف الجهود لتحسين الخدمات الصحية.

وثمن وزير الصحة جهود حكومة الإنقاذ والجهات المعنية لمواجهة وباء الكوليرا .. مشيدا بدور المنظمات الدولية الصحية العاملة في اليمن ومساندتها للجهود الرسمية في مواجهة الوباء وتقديم الدعم للقطاع الصحي في ظل استمرار العدوان والحصار.

بدوره أشار وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الدكتور محمد المنصور إلى أن الاحتفال بيوم الصحة العالمي والبحث عن تحقيق تغطية شاملة بالصحة للجميع يأتي والشعب اليمني يتعرض لعدوان وحصار استهدفا النظام الصحي، ما تسببا في كثير من المآسي والكوارث الصحية وتفشي الكوارث .

وتطرق إلى جهود قيادة الوزارة لمواجهة الوضع الصحي الكارثي واحتواء الأمراض والأوبئة بما فيها الكوليرا .. مستعرضا دور اللجنة الوزارية العلياء والقرارات التي خرجت وإقرار الرؤية الوطنية لمواجهة وباء الكوليرا بمشاركة الوزارات المعنية.

وأكد الدكتور المنصور أهمية تكاتف جهود الجميع لمواجهة وباء الكوليرا والحد من انتشاره وتكثيف التوعية بهذا الوباء وطرق الوقاية منه .

فيما أشارت كلمتا منظمتي الصحة العالمية فلافيو واليونيسيف كبير إلى أن الرعاية الصحية الأولية، تعد السبيل نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة .

وأكدا أن يوم الصحة العالمي يأتي لرفع مستوى الصحة للجميع في كل مكان، واستعرضا الخدمات والأنشطة التي تم تنفيذها في اليمن ومساندة القطاع الصحي وتحسين الخدمات الصحية ومواجهة الأوبئة .

تخلل الفعالية عرض فيديو عن يوم الصحة العالمي وحجم استهداف العدوان للقطاع الصحي وما نتج عن ذلك من تدهور صحي ومعاناة المرضى وتفشي الأوبئة .

كما تم عرض أوبريت بعنوان “محاصرون ” حول ما تعرض له القطاع الصحي من استهداف ما أدى إلى تراجع الخدمات الصحية والطبية للمرضى في ظل استمرار الحصار ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية.

قد يعجبك ايضا