الاستخبارات الأمريكية في اليمن
عبدالفتاح علي البنوس
تواصل أجهزة الاستخبارات الأمريكية ممارسة أنشطتها الاستخباراتية المتعددة الأشكال والأوجه ، والمتنوعة الأدوات والأساليب في بلادنا في السر والعلن ، وزادت وتيرة هذه الأنشطة عقب شن العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني البريطاني ، بعد أن شعرت أمريكا بالقلق عقب سقوط أذنابها وعملائها وأدواتها في الداخل اليمني ، وتهاوي أركان النظام الموالي لها ، وصعود القوى الثورية الوطنية المناهضة لها ، والرافضة لمشروع الهيمنة والتسلط والاستعمار الذي تسعى لفرضه على دول المنطقة وعلى وجه الخصوص اليمن ، طمعا في السيطرة على منافذه وثرواته واستغلال موقعه الاستراتيجي لتحقيق ذات الأهداف وإنفاذ تلك المخططات ، الاستيطانية الاستغلالية التوسعية التسلطية .
حيث تنشط الاستخبارات الأمريكية في الجانب التجسسي خدمة لقوى العدوان من خلال المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة والمنظمات والهيئات الإغاثية والحقوقية والإنسانية العاملة في اليمن والتي تستغل تراخيص مزاولتها للأنشطة الإغاثية والإنسانية للقيام بمهام وأنشطة تجسسية منها رصد مواقع وتحركات أبطال الجيش واللجان الشعبية ، وإرسال الإحداثيات بالمشاريع الخدمية والمصانع التي تقوم بتقديم الخدمات والمساعدات للمواطنين بغرض استهدافها بقصف طائرات العدوان الغاشم كما حصل في الحديدة وبعض مناطق محافظة صعدة ، حيث نجحت الاستخبارات الأمريكية في تجنيد العديد من المنظمات للعمل لصالحها من خلال القيام بأنشطة ومهام تجسسية .
ولم يعد يقتصر نشاط أجهزة الاستخبارات الأمريكية على التجسس فحسب ، ففي ظل استمرار العدوان والحصار المفروض على بلادنا اتسعت وتعددت أنشطتها لتشمل القيام بالمتاجرة في بيع الأسلحة من خلال إبرام صفقات وعقود سرية مع الأفراد والجماعات مستغلة ظروف الحرب القائمة ، وكذا المتاجرة بالمشتقات النفطية والقيام بعمليات غسيل الأموال ، بالإضافة إلى القيام بتدريب قطيع العملاء والإرهابيين وتمويلهم باعتبارهم الجيوش غير النظامية للولايات المتحدة الأمريكية وأذنابها وأدواتها في الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص دول الخليج العربي ، والذهاب نحو القيام بمهام مدفوعة الأجر كتنفيذ عمليات اغتيال كما هو حاصل في المحافظات الجنوبية اليمنية ، وكذا العمل على إذكاء الفتن المناطقية والمذهبية والعنصرية والسلالية والعرقية ونشر الأفكار والثقافات المغلوطة المتطرفة والمتشددة والتي تنفذها وتروج لها بواسطة أدوات وعناصر محلية ليسهل انتشارها والترويج لها ، هذه علاوة على دعم وإسناد شبكات وعصابات الدعارة والسفور والانحلال الأخلاقي والتي تنشط تحت يافطة المنظمات الإغاثية والإنسانية والحقوقية مستهدفة بشكل مركز شريحة الشباب من الجنسين بهدف مسخهم وضرب هويتهم الإيمانية اليمانية وتحويلهم إلى شواذ جنسيا ، وعناصر تروج للرذيلة والتفسخ والسقوط القيمي والأخلاقي .
بالمختصر المفيد، أمريكا هي الشيطان الأكبر ، وهي اللاعب الأول في العدوان على بلادنا ، وهي من تعبث بأمننا واستقرارنا ، وهي من تستهدف وحدتنا ، وسيادتنا ، وأرضنا ، وثرواتنا ، ومقدراتنا ، وما السعودية والإمارات والمرتزقة إلا بيادق وقفازات وأدوات تعمل لحسابها ، وهي من تسخر أجهزتها الاستخباراتية لتنفيذ كل هذه المخططات الشيطانية الشريرة ، ولكن ومهما حصل سيظل وعي وصمود وثبات أبطال الجيش واللجان الشعبية ويقظتهم وجهوزيتهم العالية بمثابة الصخرة الصلبة التي تتحطم عليها كافة المؤامرات والمخططات ولن يحصد الأمريكان غير الفشل والخيبة والخسران بفضل الله وتوفيقه وتأييده .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .