الغطرسة الأمريكية
د /أنيس الأصبحي
عرفنا أن الفوضى الخلاقة ومشاريع الشرق الأوسط ، هي نظريات سياسية تقوم على أساس الاستفادة من الاضطراب وعدم الاستقرار في المناطق الحيوية بما يحقق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في السيطرة على العالم وبما يوفر لإسرائيل الأمن والاستقرار والتدخل في شؤون العرب والمسلمين ، وقد جاء المحافظون المسيحيون الجدد، بقيادة جورج بوش الابن، فأرادوا تطبيق هذه النظريات في العالم العربي والإسلامي ، إذ كانت الإدارات قبلها تميل للمحافظة على الاستقرار الدولي بما يخدم مصالح أمريكا وحلف الناتو، فتبنى المحافظون الجدد هذه السياسات الجديدة، ولإيمانهم الديني بالنبوءات وأن العالم سيشهد اضطرابات وحروبا تمهد لنزول المسيح، فقد دفعوا باتجاه إحداث الفوضى والاضطراب وعدم الاستقرار، للاستفادة منها في إحكام قبضة الولايات المتحدة وسيطرتها وحلفائها على العالم ، ووصلت الغطرسة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر.
وعندما قال بوش الابن بأن حربه على الإرهاب ستكون (حربا صليبية) كان ذلك عن إيمان بما يقول . كان المشروع الأمريكي للمنطقة يقتضي ضرب استقرارها وإعادة ترتيبها من جديد، وذلك بتنفيذ مشروع سايكس بيكو ، ورسم حدود المنطقة من جديد، بتفتيتها وتجزئتها أكثر وأكثر، بما يحقق مصالح أمريكا، وإذكاء نار الصراع والخلافات الطائفية والعرقية والقبلية والمناطقية في العالم العربي، لتهيئة وتبرير التجزئة، وبناء شرق أوسط جديد، يخدم أمن إسرائيل من جهة، ويحافظ على سيطرة الولايات المتحدة عليها لقرن قادم من جهة أخرى.
ولذلك حذر الشهيد القائد المجاهد حسين بدر الدين الحوثي من تلك الهجمة الصليبية وخطورتها على الاسلام والمسلمين وعلى مقدرات الأمة وتحديات المواجهة،وان ما ذكره وحذر منه هو ما يحصل اليوم من ويلات وحروب تقودها امبراطورية الاستكبار وفريق الشر من أهل الكتاب التلمودية والوهابية من التكفيريين لتنفيذ مشاريع الهيمنة الاستعمارية لاستعباد الشعوب العربية والإسلامية ونهب ثرواتها .