الثورة / إبراهيم الوادعي
تقدم مستمر لمجاهدي الجيش واللجان الشعبية في محافظة الضالع ، العملية العسكرية الواسعة والمفاجئة تؤتي ثمارها على أكثر من صعيد ، مع بداية العام الخامس من الصمود والذي وعدت قيادة الثورية بأنه سيكون مختلفا عما سبقه من أعوام الصمود لتنامي القدرات .
تفيد الأنباء القادمة من الضالع باقتراب قوات الجيش واللجان من مريس ومعسكر الصدرين ، وأن التخبط لايزال مسيطرا على جبهات المرتزقة بعد تقدم الجيش واللجان المفاجئ في عملية التفافة واسعة وخاطفة انتهت بالسيطرة على جبل ناصة الاستراتيجي وتطهير مساحة 100 كيلو متر جنوب دمت .
السيطرة على جبل ناصه الاستراتيجي شكل مفتاح العملية العسكرية للتقدم بعمق كبير في اتجاه تحرير مناطق في محافظة الضالع ، وتوفير مزيد من الامن لمحافظتي إب وتعز .
وتقول الانباء الواردة من الضالع أن نائب رئيس المجلس الانتقالي المرتزق هاني بن بريك والذي نشرت وسائل اعلام تابعة للمرتزقة وصوله الى جبهة الضالع اكتفى بالتقاط الصور في جبهة الضالع ، وقفل عائدا الى عدن ، وتبعه نائبه ابوهارون بساعات تحت ضغط التقدم المستمر لمجاهدي الجيش واللجان الشعبية ، مخلفا بعض اطقمه غنائم للجيش واللجان الشعبية .
انتقال هاني بن بريك نائب رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا الى جبهة الضالع جاء في اعقاب اجتماع عاصف في عدن وضغط اماراتي على قيادة الانتقالي لتولي المعركة الناشئة في الضالع في ظل مخاوف الاخير من شرك يعده الاصلاح لإفراغ عدن من قوات الانتقالي تمهيدا لاستعادة هيمنته على المدينة ، وتقول المصادر أن قيادات إصلاحية وأخرى تتبع الانتقالي تبادلت الاتهامات بالخيانة وبيع خرائط المواقع وسيل من الاتهامات ساقها كل طرف للآخر .
وفي سياق ميداني تؤكد الانباء الواردة من عدن أن جبهة الضالع أحدثت ارباكا كبيرا ، وان مئات من المجندين في معسكرات التدريب بعدن التابعة للمجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا كان مخططا ارسالهم الى الساحل الغربي ، جرى تحويلهم الى جبهة الضالع وجلهم ممن تقل أعمارهم عن 20 عاما ، حيث وصل 100 مجند الاحد الماضي بعضهم لم يمض على وجوده في معسكرات التدريب سوى أسبوع او اكثر .
ومن جبهة الساحل الغربي افادت الانباء عن انسحاب كتائب من ألوية العمالقة التي تضم تشكيلات للقاعدة وداعش بلباس عسكري ينتمون الى مناطق جنوبية انسحبت من الساحل الغربي وتوجهت الى الضالع لمواجهة التقدم الكبير والسريع هناك لقوات الجيش واللجان الشعبية .
ويضيف مصدر مطلع بوجود قلق كبير لدى القادة العسكريين الاماراتين في عدن ، الذين لايخفون تفاجؤهم بالعملية الخاطفة والسريعة التي مكنت الجيش واللجان من السيطرة على نحو مئة كيلو متر مربع في اقل من 72 ساعة بما في ذلك السيطرة على جبل ناصه الاستراتيجي والذي كان مجهزا بعشرات المواقع واسلحة تكفيه ليقاوم شهوراً عديدة ، لافتا الى ان القيادة الامارتية وجهت تقريعا شديدا لقيادات الانتقالي ، واتهامات بالخيانة للإصلاح .
وبحسب مصادر عسكرية فإن من يقاتل في الضالع حاليا هم خليط من السلفيين وعناصر القاعدة التابعين للمدعو رشاد الشرعبي الممول اماراتيا في المحافظة ، وان التعزيزات التي وصلت من عدد من الأولوية عاجزة عن قلب مسار المعركة التي تقترب من معسكر الصدرين والذي سقطت بعض مواقعه المتقدمة بيد الجيش واللجان الشعبية.
وأشارت المصادر إلى أن تحالف العدوان ضغط على الإصلاح لإشعال الجبهات في الحيدة ونهم وحيران ، وهو ما تؤكده الانباء القادمة من تلك الجبهات خلال اليومين الماضيين ، حيث شنت مجاميع الاصلاح عمليات فاشلة في نهم وحيران انتهى بعض تلك الزحوفات بخيارة مواقع كما في جبهة المدفون بنهم ، وخسائر كبيرة كما الحال في جبهة حيران ..
جبهة الضالع فاجأت العدو حول قدرات الجيش واللجان في العام الخامس ، بفتح جبهة استنزاف اختارها هو ، وجره التحالف الى مربع الجبال حيث يتفنن المجاهدون بصيد الآليات والأرواح بأقل الكلف والإعداد .
وتؤكد مصادر عسكرية من الساحل الغربي أن الارباك بدا واضحا في تحركات العدو في الساحل الغربي والذي كان يعتمد فيه على الدفع بأبناء المناطق الجنوبية للقتال في ظل فشل الأوراق الأخرى واستهلاكها على مدى أربعة أعوام ، واندلعت خلال الايام الماضية خلافات كبيرة بين اتباع طارق صالح وقوات العمالقة التي تعمل لعدم سرقة ما حققته من قبل مجاميع طارق التي تصفها بالانتهازية وبأنها لاتفعل شيئاً سوى الاستعراض اعلاميا وادعاء البطولات التي يدفع الجنوبيون دماءهم ثمنا لها ..
ليس واضحا أفق عملية الضالع وإلى أي مدى تنوي قيادة الجيش واللجان المضي جنوبا ، اعتمادا لسياسة الغموض البناء حول القدرات العسكرية التي باتت بحوزتها ، والخطط العسكرية المزمعة في الميدان اليمني او عمق دول الاعلام ، وهو ما بدا واضحا خلال خطاب قائد الثورة الشعبية عشية اليوم الوطني الرابع للصمود ودخول العدوان على اليمن عامه الخامس ..
و بشأن افاق العملية الجارية في محافظة الضالع ، تقول مصادر عسكرية انها انجزت في الساعات الاولى تأمين محافظة اب كلية من مؤامرات العدوان ، وأضحت جبهة الحشا التي فتحها العدوان مشلولة بعد قطع الامدادات عنها وانسحاب مجاميع هناك الى الخلف نحو الضالع .. وما اذا كانت المناطق المحتلة في الجنوب ستعود من جديد الى دائرة العمليات العسكرية للجيش واللجان الشعبية ، تكتفي العديد من القيادات العسكرية بأن زمن الهدوء المستقطع للمحتل الاماراتي او السعودي في جنوب اليمن قد انتهى ، والعمليات العسكرية الجارية في محافظة الضالع ليست سوى البداية ، وسيكون في انتظار الشعب اليمني الكثير من الاخبار الطيبة .
انتقال خطط الجيش واللجان الى استنزاف العدو وفتح جبهات تختارها هي مع بداية العام الخامس للصمود ، واذا ما اضيف له قدرة الحسم السريعة لأي بؤرة فتنة يفتحها العدو كما حصل في حجور يوحي بأن العام الخامس هو عام انقلاب الطاولة على الأرض وتطور مهم في معركة الدفاع عن الارض، في معركة النفس الطويل ولن تكون العمليات بعيدة عن قلب عواصم العدوان متى اقتضت الحاجة والمصلحة الوطنية تنفيذها .