نسيم محمد الرضا
يوصَف بأنه شيطان الشعر وعفريت اللحن.. وجنوني الانتشار …رفيق المقاتل ووقود معركته في ميادين القتال فهو الزامل الشعبي الحماسي التعبوي، الذي استوطن المزاج الفني اليمني أمام تراجع شعبية الفن الغنائي والإنشادي، متحرراً من هجائية اللغة العربية ويردده اليمني بدون قيود القافية والوزن للتعبير الفوري عن العاطفة الجمعية القبلية في مواقف السلم والحرب والمناسبات المفعمة بمشاعر الفخر والتعايش والكرم والحزن والشجاعة والنصر والتحدي .
ويعرف الزامل بأنه لون من ألوان الشعر الشعبي اليمني و نوع من “الرجز الشعري”، يلجأ إليه أبناء اليمن في حالة الحرب، فيقف قائدهم الذي يجيد نظم الزوامل فيرتجز بضعة أبيات بلهجته العامية، فيلتقطها افراد القبيلة وينغمونها بأصواتهم، ثم ينشدونها جميعاً لخلق الحماس وتحفيز الهمم ويكون الزامل عادة باللغة العامية ويتفاوت بين اثنين وثمانية أبيات.
كما يعرَّفُ الزامل أدبياً بأنه فنٌ خاص من فنون اليمن وقبائله وبعض القبائل الأخرى في الجزيرة العربية، بمعنى أنه لا يشمل كل القبائل العربية، ويعتبر أقرب لقبائل الأرياف والبوادي، وهي القبائل الكهلانية والقضاعية تاريخياً ولا يوجد تدوين محدد لبداية هذا الفن الشعبي اليمني.. وتشير التكهنات الأدبية إلى أن بدايات الزامل في أوائل القرن السادس، حيث كان ينظُم اليمنيون الزوامل في المواكب والأعياد والاستقبالات والزيارات والمناسبات الأخرى كالأعراس وغيرها.. وهذا الوجود المبكر، يُرجّح وجود الشعر الذي هو مادة الزامل حيث لا زامل بدون شعر».
حضور .. شعبي..
ويرافق الزامل الحماسي المقاتل اليمني في جبهات القتال حيث تدون “سبأ” حضوره الفني في الأسواق ووسائل النقل استحدث النشطاء الاجتماعيون توصيفاً جديداً للزامل بَـ (الزامل الحوثي) كنوع من التمييز عن الزوامل الأخرى حيث ان ابتكارية هذا النوع من اللحن الزواملي وانتشاره يعود إلى فرقة أنصار الله ومنشدين من الفرقة اعتادوا الترويج للزامل الحماسي بشكل فردي وجماعي حيث يعتبر عيسى الليثي من اشهر المنشدين للزامل وتتصدر زوامله نسب الاستماع والمشاهدة ابتداءً من صنعاء بعيدة مروراً بقسماً برب العرش خلاق السماء انتقالاً إلى شعب الجزيرة ..كما تشهد الساحة الإنشادية عدداً من المنشدين الذين يسهمون في جبهة ثقافية(جهادية) حسب وصفهم .
ويصبح المنشد المؤثر هدفاً مباحاً للعدوان السعودي الأمريكي حيث سقط عدد من شعراء الزامل ومنشديه شهداء في الجبهات او قصفاً واستهدافاً من العدوان .
أمنية…!!
يتلقى احد جرحى الجيش واللجان الشعبية العلاج والرعاية الطبية في مستشفى الكويت الجامعي فيتجاهل آلام جراحه الحرجة ويتمنى أن يسمع زاملاً معبراً بلهجته التهامية ( ياريت بم زامل ) .. وتعتبره أم افراح صديقاً مشاكساً متحدىاً قتالياً تواجه به فراغها حيث يستغرب ابنها الأكبر شغفها بالزامل بعد أن اتقنت ترديده وحفظت ابطاله وتتابع كل زامل جديد .
فيما يعتبره (سائق باص )هوية فنية كانت مغمورة وأعيد تجديدها بما يتناسب ومتطلبات المرحلة الحرجة التي تمر بها بلادنا فتركيزه على قيم التحدي والبطولات ووصفه للمقاتل اليمني بالشجاعة والقوة والتمرد على الظلم يجعل منه “صديقاً وفياً” في أوقات تسرب اليأس والخذلان والشعور بالظلم..ويؤكد انه يتابع كل زامل جديد ويغوص في معانيه أثناء رحلته اليومية في خط سيره بشارع ( السبعين – شارع 45).
جبهة ثقافية..!!
يوضح المنشد حسن البنوس عضوسابق في فرقة شباب الصمود وعضو حالي في فرقة أنصار الله لوكالة الانباء اليمنية “سبأ”ان العدوان وجه الزامل اليمني الى قضية سامية وارتقى به ليحمل العديد من الرسائل التي تكشف انهزامية العدو وتفضح زيف إدعائه، ويحفز الهمم والمعنويات للمرابطين في جبهات العزة والكرامة.. مشيراً الى أن كلمات الزامل تصادق اللحن الكفيل بإيصالها لتلامس قلوب الناس حيث سجلت عدد من الزوامل حضوراً شعبياً متميزاً مثل :
صنعاء بعيدة ..
إلى الجبهات ربي يناديني
على ظهر الطقوم الغبر
حي فزعات النشامى
مغازي الليل
شعب الجزيرة
مشيراً إلى ان الشهيد لطف القحوم أثرى الزامل اليمني بإبداعات جهادية منها ( أشري ياهذه الدنيا جوازي _توكلنا على الله بالبلاجيك) ويؤكد المنشد حسن البنوس أن المواجهة فرضت تطور الزامل بالرغم من حضوره قبلاً بالساحة اليمنية ولكن ليس بهذه الكفاءة في الأداء والانتشار الشعبي بالرغم من كفاءة اللفظ والمعنى حيث أن وجوده قديما يمثل حاجة قبلية للتعبير عن المواقف والخروج بحلول من الصراعات التي تحدث بين القبائل، فيما انتشاره اليوم فرضته قضية أكبر وهي مواجهة العدوان كنوع من أنواع المواجهة التحفيزية والتعبوية وهو مقبول في بيئته اليمنية حيث يعتبر الزامل سلاحاً معنوياً تعبوياً في المعركة التي تتنوع بين المواجهة المباشرة مع العدو والمعركة المعنوية والنفسية التي يجب ان تسبق معارك السلاح والاشتباك في الميدان. وبحسب البنوس شعراء الزامل ومنشدوه وجنوده المجهولون لهم دور كبير في مواجهة الحرب النفسية والإعلامية والثقافية بالزامل الذي ساهم في تحفيز الهمم وإيصال المظلومية والتعبئة الجهادية من خلال هذا اللون الذي صار صوت الأحرار الذي يرعب العدو ويفصح عن شدة بأس المقاتل اليمني الجسور الذي يشهد له التاريخ ببطولاته.
لافتاً إلى أن قوة حضور الزامل بين المقاتلين اجبرت العدو على الإصغاء للزوامل وإعطائها أهمية والرد عليها من خلال فنانين ومنشدي “شيلات” ينتجونها للرد على الزوامل.
الزامل .. ركيزة معنوية..!
ويوضح المنشد يحيى الشرعي لـ”سبأ”أن الزامل جبهة من الجبهات ورافد معنوي مهم وأساسي للمقاتلين، وركيزة أساسية للقتال بروح معنوية وقتالية عالية وهو من يحسم المعركة، حيث يعتبر أن للزامل دوراً قوياً في اشعال الحماس والشعور بالفخر والعزة فلم يعد الزامل لحنا وأداء وصوتاً حماسياً فقط ، بل يحمل في طياته الهدى والكلام والمنطق القرآني والوعي والتذكير بالله لذا فالزامل أصبح أكثر جودة وأكثر قوة وأكثر جدوى .. مبيناً أن مراحل إعداد الزامل من كتابة أبياته وتلحينه وتسجيله تأخذ وقتاً وجهداً لإيصاله للمستمع بشكل راقٍ ومؤثر يجذب الكثيرين إلى هذا الموروث والعمل الفني الناجح يتضمن الكلمات الراقية والهادفة .
ضرورات نجاح الزامل ..
ويؤكد المنشد يحيى الشرعي أن هناك عوامل وأسباباً وأموراً يجب توفرها لمن يحمل الهدف والرسالة والقضية من خلال استخدام المهارة وانتقاء الكلمات القوية واللحن المناسب فلا يكتمل نجاح الزامل وانتشاره إلا بالكلمات واللحن المناسب التي تسهم في انتشار الزامل وجودة التسجيل والمكساج للزامل، وكذلك قوة الصوت وجماله، والروحية الجهادية الصادقة والنفسية الإيمانية التي يحملها منشد الزامل لأن الزامل يتم عمله لتحفيز همم المجاهدين ورفع معنوياتهم، فالزوامل الحماسية توضح حالة الاستنفار والقتال، الذي يعيشه اليمن وهذا يبرر انتشار الزوامل الحماسية للمنشد عيسى الليث، وتأتي بعدها أو توازيها في التأثير زوامل الوداع والرثاء والفراق بين المجاهدين لحظة الشهادة ويتميز في أداء هذا النوع من الزوامل قيس الرصاص، الذي انتشر زامله المعروف (يا قلم يا بياضه)، وهذا اللون من الزوامل مؤثر جدا وقريب من الناس لما فيه من العاطفة الجياشة التي تجمع بين العاطفة والحماس بدون انهزامية ولكنها ضرورة إنسانية لتوديع ورثاء من نحب.
أدب شفوي…!!
ويسرد الباحث والكاتب محمد محمد ابراهيم حكاية شعبية تناقلتها الأجيال، تؤصل علاقة الزامل بالأدب الشعبي الشفوي حيث تروي هذه الحكايات أن بعض القبائل فرَّت في سنة (دق يانوس) إلى كهوف الجبال خوفاً من هجوم المعتدي، وفي هدوء الليل سمعت أصواتاً جهيرة كثيرة العدد، بديعة الإيقاع لم تسمع أجمل منها إثارة وحماسيةً، وكانت تردد باللغة الشعبية زاملاً يهز النفوس ويرنح قامة الصمت، وعندما أصغت إليه القبائل حفظت ذلك الزامل:
قبح الله وجهك يا الذليل
عاد بعد الحرايب عافية
عند شبَّ الحرايب ما نميل
با ِتجيك العلوم الشافية
وكانت القبائل المختبئة عند سماع الزامل تخرج من مخابئها فلا ترى أحداً، وإنما تسمع ضجيجاً وتشاهد أمواج الغبار، وكانت أصوات الزمّالين تقترب فتثير الفزع، وتبتعد فترجعها الرياح فاعتقد المختبئون اشتعال حرب بين (الجان والإنس) فحفزهم ذلك الزامل الحماسي فاجتازوا الخوف واندفعوا لمقارعة العدو الخيالي، وهذه الحكاية بتاريخيتها سنة (دق يانوس) تشير إلى الغزو الروماني بقيادة (اكتافيوس) وحرفت اللهجة المحلية اسم القائد فسموه (دق يانوس)،وهذه التسمية تعرف الغزو الروماني والحبشي معاً في مطلع القرن الثالث الميلادي، وإلى هذه الفترة تنتسب نشأة فن الزوامل.
ويوضح محمد إبراهيم أن النشيد الترحيبي الاستقبالي للرسول صلى الله عليه وسلم عند وصوله المدينة المنورة مهاجراً من مكة كان شكلاً من أشكال الزوامل في المناسبات نظمته قبيلتان يمنيتان هما الأوس والخزرج، وكانت الجموع المنتظرة ترتجز زاملاً في الرسول (ص) مرددةً:
طلع البدرُ علينا
من ثنيّة الv وداع
أيها المبعوث فينا
جئت بالأمر المطاع
جئت شرَّفت المدينة
مرحباً يا خير داع
وجبَ الشكُر علينا
ما دعا لله داع
وهذا زامل مرتجل مصحوب بالطبول، وصادر من قبيلتين يمنيتين، اعتادتا الاستقبالات بالزوامل وقرْع الطبول ولا زالت على حالها لدى القبائل اليمنية في مناسبات الاستقبال والوداع.
النظريات الأربع…
فيما لخص المفكر والأديب اليمني الراحل عبدالله البردوني ظهور الزامل وضروب الأدب الشعبي في “أربع نظريات” النظرية الأولى لم تِشِر في تعريفها للأدب الشعبي وإبداع هذا الأدب واختلاف أطواره، وإنما نسبته إلى المغمورين المجهولين على تعاقب الأجيال..
والثانية تُعَرِّف الأدب الشعبي بأنه الفن المروي شفهياً ولا يعرف له قائلا معينا.. والنظرية الثالثة تعرف الأدب الشعبي بأنه الفن الذي يعبِّر مباشرة عن الحياة سواء كان قائله معيناً أو مجهولاً.. والنظرية الرابعة تعرفه بأنه كل فن يعبّر عن أحوال الشعب وتطلعاته بغض النظر عن عامية اللغة وفصاحتها، وع القائل أو مجهوليته..
الزمّال والبدّاع…!!
وثمَّة فارق جوهري بين الزمّال والبدّاع، فالزمّال هو من يزمِل بالشعر أو يردّده، والبدّاع الذي نظمه، والزمَالة هي المجموعة أو المجاميع التي تتحد لتردد معاً وبصوت واحد هذا الرجز الشعري الزواملي.. ويسمى ب(البدَّاع) لأنه يبتدع (الزامل) كمن يستنطق الحال، وبعد إنشاده يسمى (زوامل) لكثرة الأصوات التي تردده.و بحسب الباحث احمد إبراهيم يبدأ العقل الجمعي بترديد الزامل عندما يجتمع الناس في القرى لتلبية أي حادث فيرتجل (البدَّاع) شطرين أو ثلاثة أشطر يرددها الصف الأول على مرحلتين، أولاها بأصوات قراءة للحفظ عن طريق التلقين.. وتاليها تجربة الأداء بأصوات خافتة، حتى يتحسن الأداء ثم تعلو الأصوات بالزامل المعبر عن الحدث.. وإذا كان الجمع كثيفا، تُقسّم إلى صفوف، الأول يفصح عن المناسبة كما نظمها (البدَّاع).. والصفوف الأخرى تطلق زوامل متعددة الإيقاع، لا تشترط في أصواتها الدلالة على المناسبة ،لأنها تتوخى مجرد رفع الصوت كبرهان على الكثرة المندفعين تأييداً أو رفضاً لحدث ما، ولا يشترط أن يكون القائل معروفاً، فالزامل فلكلور شعبي وفن فردي وجماعي.
توثيق تاريخي…!
وبحسب التوثيق التاريخي فقد قسّم الباحثون القبائل اليمنية الزمّالة إلى أربعة مجموعات المجموعة الأولى تشمل مناطق البيضاء والعوالق ومرخة ودثينة والعواذل ومنطقة الواحدي، والمناطق والمجاورة لها، وأغلبية زواملها على الرجز والسريع، ولهم ولع كبير بالزامل، وينّظمون تفاعلات كبيرة تشترك فيها عدة قبائل في المناسبات.
والمجموعة الثانية تشمَل قبائل مراد وبيْحان والمصعبين وقيفة والحدا، وحريب ورداع وخولان ومشارق عنس والعواض وكومان وتشتهر زواملها بالجودة والتنوع، وتفَصّح لهجاتهم، واستخدام الزامل في أغلب المناسبات ولكن بصورة أقل.
المجموعة الثالثة تضمّ القبائل المحاذية للصحراء كقبائل غرْب حضرموت من نهد وبالعبيد والكرْب والصيّعَر، وقبيلة بلحارث وعبيدة، وجهْم من خولان، والجدعان من نهم، بني يوسف من مراد، وقبيلة آل ربيع من المناصير وقبائل دهم ووائلة ويام، وبعض قبائل قحطان السراة، وقبائل الدواسر.
وتتجانس لهجات هذه المجموعة مفردةً وتعبيراً ولحناً وعروضاً إذ يميلون الى البحور الرزينة التي تتناسب وحركة الهجن والخيل، كالرّمَل والمديد والمتدارك والكامل والرجز.
وأخيراً تشمل المجموعة الرابعة قبائل سنحان وبني مطر وبني بهلول وبني حٍشيش وهمدان وبني الحارث وبلاد الروس وآنس، والمنار، ومغرب عنس، وعتمة وريمة والحيمتين، وقبائل المناطق الوسطى ك «خُبان» و«السدَّة» و«القفر»، وأرحب، وبعض جهات صعدة وحاشد ومن حولهم.
وتتنوع أغراض الزامل بتعدد وسائل الحياة وأحداثها وتقلباتها، فتجده حاضراً في السلم والحرب، وفي طوارق الأحداث والفواجع المحمولة على الصُدفة، وفي المناسبات، والاستقبال، والوداع، والمفاخرة. كما تجده منبراً حُراً مُعبّراً ومعززاً للقيم النبيلة السامية في التعايش، وفي نجدة الملهوف، والانتصار للمظلوم، وأداة لتدوين الحوادث الزمنية العابرة، ومجريات الصراعات القبلية، حيث يعبر زامل عولقي عن الفخر بالقبلية مردداً:
أنا عولقي عفريت وأمي جنيَّه ،،،، وأخوالي الشيطان وإبليس الرجيم
إن حد مشى بالقاع سر نابه دلا ،،،، وان حد خرج سقناه في الليل الظليم
ومن زوامل الاستجارة وطلب الإنصاف ورفع المظالم زوامل قبيلة جبر بن غلاَّب، أحد أبرز رموز ومشائخ قبائل خولان، إذ ورد زامل فيها يعده الباحثون والزمَّالون من أشهر الزوامل التي ترددت ، حيث قال أحد المستجيرين ببني جبر، والذي قدم إليهم طالباً الإخاء والانتماء إلى القبيلة، لتنتصر لظلمه فخانه الحظ وتعثرت استجابتهم، فذهب إلى قبر جدهم جبر بن غلاب، وأنشد زامله الحزين قائلا:
يا جبر خاويتك ومن بعد الإخاء سمّيت بك،،
واليوم هانا فوق قبرك بالجواري والحريم،،
يا جبر لي منعك إذا ما قد دُفِن منعك معك،،
لايجزع الباطل عليا قهر ما هو من غريم ،،
فكان هذا الزامل مفتاحاً لتعاطي قبيلة بني جبر بن غلاب مع مظلمته والانتصار لحقه،حين رد عليه احد أبناء جبر بن غلاب:
قد جبْر أبي سِمْعَك ومن تحت الثرى قد جاوبك،،
وأوصى عياله والقبيلة في القضية من قديم،،
باحْمِلْ قضيتكم مطيّة فوق ظهري وأحملك،،
ولو نترك الجنّة على شأنك ونمضي للجحيم ،،
واشتهر الزامل الذي يخوض معترك الحياة السياسية والصراعات السلطوية، ليسجّل المؤرخون عبر الأحداث المتعاقبة في تاريخ اليمن السياسي المعاصر، كثيراً من الزوامل التي صارت جزءاً من التاريخ الشفهي والتدويني لمجريات ذلك الصراع، كما كانت ولم تزل منبراً محورياً للتعبير القبلي الجمعي، عن مواقف وتوجهات القبيلة من الحكم والنظام السياسي والصراع السلطوي .
ويسطر الزامل روائع شعرية بكلمات عامية نارية فهو المتمرد على بحور الشعر يختار ما يناسبه من اللهجة العامية ليبدأ معركة شعرية من التهديد والوعيد للعدو فيعتبر أن اليمن قلعة وعزرائيل .. عند اسوارها.. ويشبه صوت المقاتل مثل الرعود تشهد له الجبهات والعالم شهود ..