يوم للصمود والتصدي

 

عبدالله الأحمدي
في السادس والعشرين من مارس 2019 تكون الحرب العدوانية على اليمن قد اكملت عامها الرابع. وتباشر دخولها في العام الخامس.
فصول مسرحية الحرب العبثية لم تنته بعد، وليس هناك من مؤشر لنهاية هذه المسرحية الدموية السوداء التي تدور فصولها في اليمن، بينما ممثلوها ومؤلفوها والمخرجون لها كثر في الخارج والداخل.
الدمية هادي الدنبوع هو لعبة هذه الحرب التي يستند مبدؤها واستمرارها على شماعة ما تسمى عودة الشرعية الفاسدة.
في اليمن لا احد يرغب بعودة عصابة الفساد التي قتلت اليمنيين، ونهبت ثرواتهم وجرعتهم الامرين وحكمتهم بالوصاية، واسلمتهم للجوع والفقر والمرض، وتآمرت عليهم واسلمت البلاد للعدوان. من يقاتلون في صف العدوان هم مجاميع من الجهلة والمغرر بهم لا يفقهون شيئا في مصالح الوطن العليا، يلهثون وراء الريال بعد أن حاصرهم العدوان واضطرهم الى الوقوع في المهالك.
الفاسدون يسترخون في الفنادق يشاهدون الدمار والدماء التي تسيل بتلذذ، دون أن يرفّ لهم جفن، نعم انهم متبلدو الاحساس والضمير. وهم لا يصدقون ما يجري. مساكين هؤلاء الفاسدون. قيل أنهم لم يكونوا يتوقعون طول أمد الحرب لهكذا زمن.
كانوا يحلمون – كما وعدهم المجرم ابن سلمان – بعودة مظفرة على ظهر دبابات الاحتلال كما حدث في بغداد وكابول.
سيدهم النذل الإرهابي القاتل محمد ابن سلمان قال لهم في البداية إنه يستطيع ان يجتث من يسميهم الحوثيين في ظرف أيام، لكن خاب ظنه، وها هو يتجرعها سنوات. مهندسو الحرب يقولون لابن سلمان أن استمرار الحرب سوف يعمل على تفكيك المجتمع اليمني، وهم لا يعلمون أن العدوان والحرب قد وحدا اليمنيين.
عظيم هو الشعب اليمني ورجاله الاحرار فقد حولوا يوم 26 مارس الى يوم للصمود والتصدي. ليكن في علم تحالف العدوان ان اليمني لا ينكسر، بل يزداد صلابة. وليس في قاموسه مفردة الهزيمة، وهو المتمرس على مقاومة الغزاة والمحتلين منذ فجر التاريخ.
لقد ورط الامريكان محمد بن سلمان وبني سعود – عن عمد – في قتل اليمنيين ودمار بلادهم. إنه الفخ الذي وضع فيه ترامب وصهره جاريد كوشنر محمد بن سلمان والمملكة، ومعهم عيال زائد.
أربع سنوات من القتل والدمار والحصار عانى منها اليمنيون الأمرين وحولوا كل جرائم العدوان إلى خازوق في حلق محمد بن سلمان، وكل من اشتركوا، او ساندوا العدوان.
هذا شعب جبار يمتلك عزيمة وإرادة تحول دون الهزيمة.
ناطق العدوان العبد عسيري طلع علينا في اول ايام العدوان بالقول : إنه قد دمر 90% من دفاعات الجيش اليمني، لكن الصواريخ اليمنية سرعان ما باغتت قصور الخيانة في الرياض، بل وظهرت الطائرات المسيرة فوق اجواء الرياض وابو ظبي تقذف حممها في وجه العدوان.
يبدو ان ابن سلمان لم يحسبها جيدا، لقد خدعه عملاؤه الذين ظل يصرف عليهم عشرات السنين. كان يحسب الحرب على اليمن لعبة بلاستيشن بيد أطفال.
أربع سنوات من مقاومة العدوان زادت اليمنيين صلابة وقوة، وعززت إرادتهم في الدفاع عن ارضهم وكرامتهم واستقلال بلادهم.
ليعلم ابن سلمان وعيال زائد المتصهينين أن الشعب هو تلك الملايين التي خرجت اليوم ( 26 مارس ) في ساحات وميادين اليمن تندد بالعدوان، وتجدد العهد انها ماضية في قتال المعتدين بكل ما تملك من إمكانيات، جيلا بعد جيل. وعلى تحالف العدوان أن يقرأ الرسائل التي يوجهها اليمنيون اليه جيدا.
ليعلم ابن سلمان أن تلك الحثالات من المرتزقة التي يركن اليها من بقايا حثالات الفساد لن تفيده في شيء، وليس لها أي مكانة بين اليمنيين، فهي جماعات مطرودة، نبذها الشعب وثار عليها. وقد حجزت غرفها واختارت مكانها في فنادق الرياض واسطنبول والقاهرة وعلى صالات القمار والبغاء، ولا رجعة لها الى يمن الاحرار.
المهبول ابن سلمان باستمراره في قتل اليمنيين وحصارهم وتدمير بلادهم هو بهكذا إجرام يحفر قبرا لنظام بني سعود، ويعلن نهاية مملكة الشر فالظلم مزيل للدول. وهذا ما علمنا إياه التاريخ.
وصدق القائل ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) والايام بيننا.

قد يعجبك ايضا