الثورة/ أيمن الظاهري
أربع سنوات عجاف من عدوان غاشم وبربري استهدف اليمن أرضاً وإنساناً مدمراً كل مقدراته وبنيته التحتية بدون استثناء قابله صمود أسطوري من أبناء الشعب اليمني بشكل عام وشبابه بشكل خاص.
أربع سنوات عجاف لم تفلح فيها آلة الحرب والدمار السعودية والإماراتية وأدواتهم بتحقيق مآربها وأطماعها وإخضاعها لشعب أبى أن لا يركع إلا لخالقه مسطراً أروع الملاحم البطولية في الصمود أمام هذا العدوان الظالم ليصبح محط أنظار واحترام العالم أجمع.
أربع سنوات عجاف قابلها أربع سنوات من الصمود الأسطوري أمام عدوان عجز عن تحقيق الأهداف التي لطالما يعلنها وفشل فشلاً ذريعاً على كافة الأصعدة إعلامياً وعسكرياً وحتى أخلاقياً، وكان لليمنيين بشكل عام والشباب بشكل خاص أن يسهموا إسهاماً كبيراً في التصدي والصمود لأربعة أعوام، ووقفوا صفاً واحداً ليضربوا أروع الصور في الذود والدفاع عن وطنهم وعروضهم ليس فقط في جبهات القتال بل وفي شتى المجالات التي لا يمكن حصرها.
“الثورة ” إحياءً لذكرى العدوان والصمود استطلعت آراء شريحة من الشباب الذين تحدثوا عن صمود الشعب اليمني لأربعة أعوام فإلى التفاصيل:
صمود أسطوري
في البداية أكد محمد قاطه أن اليمنيين وهم في العام الخامس من العدوان سجلوا صموداً أسطورياً رافقه انتصارات في كل الجبهات العسكرية والسياسية والإعلامية والأمنية والإجتماعية في مواجهتهم لعدوان عالمي متوحش صلف.
وأضاف بالقول: “يحق لنا كشعب يمني حر أن نرفع هاماتنا عالية فوق كل شعوب العالم ..لأن هذا الصمود لم يأت من فراغ بل هو نتاج العزة والشموخ والإيمان بالقضية الوطنية، فقد جعل الأعداء يرتعبون من صموده وصلابته ورباطة جأشه ووعيه وتماسكه ونضوج عقلية شبابه المتسلح بسلاح الإيمان”.
واختتم حديثه بالقول: “شبابنا هم من جعلوا أنفسهم صمام الأمان في الدفاع عن الوطن في مختلف المجالات، وهم أصحاب السبق في كشف كل مؤامرات العدوان خلال الأعوام الماضية كما ظلوا يتقدمون صفوف مواجهة العدوان بدون تقصير أو توان .. وسيتحقق النصر المؤزر بثباتهم ووعيهم وتحركهم .. لأن العدوان عالمي والتآمر دولي.. والمعركة معركة كرامة وإرادة واستقلال وسيادة.. نسأل الله التوفيق والثبات والبصيرة والصبر للجميع ولجيشنا ولجاننا ولكل من يقف خلفهم في كل ساحات وميادين المواجهة للعدوان والتصدي والغزاة.. (يا أيها الذين أمنوا اصبرو وصابروا ورابطوا واتقو الله لعلكم تفلحون).
مدرسة جديدة من الصمود
أما الشاب إسماعيل المحاقري فقد تحدث قائلاً: “الشعب اليمني مدرسة جديدة من الصمود في مواجهة العدوان الغاشم بوسائله المختلفة وأشكاله وتحالفاته المتعددة فقد ضرب اليمن بجيشه ولجانه الشعبية أروع الأمثلة في التحدي والإرادة والتضحية والاستبسال وسطر أقوى الملاحم البطولية عسكريا وأمنيا مستنداً إلى صمود شعبي شكل رافعة حقيقية للانتصارات والانجازات الميدانية وعزز من عوامل الثبات في وجه أعتى تحالف إجرامي استهدف البشر والحجر وكل مقومات الحياة”.
وأضاف: “ونحن على أعتاب العام الخامس من العدوان يقف العالم اليوم مذهولاً من الصمود الأسطوري للشعب اليمني الذي لم يقاوم آلة القتل والتدمير انطلاقا من مبادئه وقيمه وهويته الإيمانية وحسب بل لا يزال في طليعة المواجهة، يتصدى بكل إباء وشموخ ويرفد جبهات القتال بالمال والرجال الأشداء دون أي تردد رغم ما يرتكب بحقه من مجازر يندى لها جبين الإنسانية ومحاولات اقتصادية ظالمة جائرة تحاول إخضاعه وتركيعه كوقف المرتبات والتلاعب بأسعار المشتقات النفطية والمواد الغذائية وأسعار العملة الوطنية وما نتج عنها من تداعيات وآثار أثقلت كاهل المواطنين وزادت من معاناتهم”.
واختتم حديثه قائلاً: “الإيمان بعدالة القضية والشعور بواجب الدفاع عن الأرض والعرض والكرامة والحرية والاستقلال كل هذه الدوافع والمبادئ شكلت قاعدة متينة عززت من عوامل الصمود الشعبي والحضور العسكري بما يتلائم وظروف المعركة وميزان القوى المختل لصالح الغزاة ومرتزقتهم إذ استطاعت دائرة التصنيع العسكري خلال الأعوام الماضية أن تحقق المعجزة وتصنع المستحيل بتطوير وصناعة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة لتغير المعادلة إلى أن باتت مصدر رعب لتحالف العدوان بمنفذيه الإقليميين وداعميه الدوليين”.
استبسال عظيم
بدوره أعرب عبدالرحمن المروني عن فخره واعتزازه بما حققه الشباب اليمني من صمود أسطوري والملاحم البطولية التي سطروها أمام عدوان يمتلك أحدث الأسلحة وأحدث التكنولوجيا العالمية والتي فشلت في تحقيق أي انتصارات تذكر أمام استبسال شعب اليمن والإيمان والحكمة.
وأضاف قائلاً: “بالتوازي مع قدرة وحجم ترسانة تحالف العدوان العسكرية الجوية والبحرية وفي ظل التواطؤ الدولي والحصار المطبق على الشعب اليمني ومقابل المليارات التي صرفت وسخرت لشراء مواقف قوى إقليمية ودولية إلا أننا نستطيع أن نجزم بأن السعودية وتحالفها عجزوا عن تحقيق أي من أهدافهم المعلنة في اليمن وفشلوا فشلاً ذريعاً على كل المستويات إعلامياً وسياسياً وعسكرياً وأمنياً وحتى أخلاقيا وبات واضحاً حقيقة الدور السعودي في المنطقة كأداة وظيفية بيد واشنطن والكيان الصهيوني لتمرير المشروع الأمريكي الهادف إلى تدمير وتقسيم البلدان العربية وهو ما يحدث في كل من سوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها من الدول”.
وقال: “صحيح أن تحالف العدوان مارس أبشع جرائم القتل بحق اليمنيين وتعمد التدمير المنظم للقرى والمدن والبنى التحتية بمختلف أنواعها الخدمية والصحية والتربوية والشبابية والرياضية، والمعالم الحضارية والأثرية، بهدف دفع الشعب اليمني للاستسلام لمنطق العدوان ومآربه الخبيثة إلا أن كل ذلك تساقط وتهاوى أمام صمود الشعب اليمني وهمة وبسالة الجيش والأمن واللجان الشعبية ووقوف الشعب اليمني وحيدا في وجه العدوان طيلة هذه الفترة يعد بمثابة المعجزة رغم الأحزان والآلام والجراح والمجازر والحصار وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن اليمنيين وكلما ازداد العدوان بشاعة وإجراماً ازدادوا صمودا وثباتاً وإصراراً على نيل حريتهم واستقلال قرارهم”.
واختتم حديثه بالقول: “هنا يأتي دور الشباب التواقين للنصر والذين أسهموا إسهاما كبيراً وفاعلاً في صد هذا العدوان الهمجي والحد من جرائمه وهو نوع من أنواع التحدي والصمود فيما يتطلب من الجميع الوقوف صفا واحداً في وجه العدوان بمختلف فئاتهم وعلى وجه الخصوص الشباب باعتبارهم قلب المجتمع وأساسه المتين والمجالات واسعة لا يمكن حصرها وكل في مجاله وعلى قدر إمكاناته أقلها مهمة توعية الناس بمخاطر العدوان والتخاذل في مواجهته”.
صمود الشباب
من جهته أكد شاكر محمد شاكر أن الشباب اليمني أثبتوا للعام الرابع من العدوان وبدء العام الخامس بأن لا قوة تهزمهم ولا صواريخ تركعهم ولا طائرات تخيفهم، فرغم كل هذا يخرجون من تحت الأنقاض رافعين رؤوسهم صارخين مهما حشدوا ومهما قتلوا.
وأضاف: “برغم الجروح و الحصار والتجويع إلا أننا لا نبيع قضيتنا ومظلوميتنا على مدى أربعة أعوام قصفت فيها منازل ومصانع ومزارع وموانئ ومدارس ومنشآت رياضية وخسر الكثير من أبناء الشعب مصدر أرزاقهم وفقدوا منازلهم إلا أن الشباب توجهوا بصمود وإيمان لمواجهة الدول التي تكالبت علينا وعلى رأسها السعودية وأمريكا وإسرائيل وأثبت صمودهم في الجبهات بأن المقاتل اليمني لا تركعه الطائرات ولا الصواريخ ولا الدبابات بل يواجهها حافي القدمين ويقف بقرآنه الكريم وبندقيته فوق أحدث أنواع السلاح الأمريكي فكم رأينا دبابات تحرق بولاعة”.
واختتم الحديث بالقول: “لا يقتصر الصمود في الجبهات فقط بل أثبت الشباب صمودهم إعلاميا وسياسيا وعسكريا واقتصاديا وتنمويا واجتماعيا وتربويا وصحيا وامنيا ورياضياً وفي كل الجوانب صامدون ومنتصرون حتى يوم القيامة جيلا بعد جيل”.
مشروع تآمري
من جانبه تحدث أبو ليان وليد بالقول: “بعد أربعة أعوام من العدوان انكشف اليوم المستور عن كل ما كان يخطط له آل سعود قبل قيامهم بعملهم وسعيهم للتحالف على ضرب اليمن الحبيب فكل ذلك لم يكن مجرد صدفة بل استكمالاً لبقية مشروعهم التآمري على اليمن، فالعدوان السعودي الأمريكي الإسرائيلي وحلفائهم على يمن الإيمان والحكمة، لم يقتصر على استهداف المعسكرات والأسلحة والعتاد بل شمل كل مقدرات الوطن كاملة بحجج واهية ومبررات غير مشروعة وغير منطقية منها”.
وأضاف: “المبررات التي تتزعمها بعض الدول الخليجية والعربية وهي في الحقيقة تتناقض في أفعالها وأقوالها مع من يزعمونه وينشدونه لليمن واليمنيين حيث أنهم أصلاً يفتقرونه في بلادهم، وكل هذه المبررات عارية من الصحة فهم بحربهم على اليمن ومن خلال ما يستهدفون من معسكرات ومستشفيات ومدارس ومصانع ومطارات وطرقات وجسور ومخازن التموين الغذائي ومحطات الكهرباء والوقود وكل البنية التحتية تكشف خبث ما يخفون وراء مزاعمهم من الحرب على اليمن”.
وعن صمود الشعب اليمني تجاه العدوان تحدث بقوله: “قال تعالى (وكان حقا علينا نصر المؤمنين)، من هذا المنطلق سيصمد الشعب اليمني بعون ووعد الله لكل مظلوم بالنصر والثبات وبمواقف أبنائه الشجاعة والبطولية وتلاحمه مع جور المعاناة التي فرضها العدوان جواً وبراً وبحراً ومنع التموينات الدوائية والغذائية من دخولها إلى المواطنين المتضررين من القصف الجوي العشوائي المقيت مع ذلك فان أبناء الشعب اليمني كافة يشاطرون الجيش واللجان الشعبية لقمة العيش وذلك بتسيير قوافل الدعم والمساندة من مواد غذائية وأموال وذهب ومجوهرات النساء متجاهلين ومتناسين أنهم في حرب بربرية همجية تخالف في هجومها وحربها المواثيق الدولية في الحروب”.
وحول دور الشباب قال: “الشباب يقع على عاتقه دوراً كبيراً في مواجهة العدوان، فهم أمل الأمة ومستقبلها ومن أبرز أدوارهم في هذه المرحلة نقل الصورة الحقيقية والواقعية لواقع العدوان السعودي على اليمن وحجم المظلومية التي حلت على اليمن واليمنيين، وتوضيح حقيقة العدوان على بلادنا وما يستهدفونه من مقدرات الوطن وبنيته التحتية والتي يتعمد الإعلام المعادي أو المتواطئ مع العدوان أن ينقل عكس ذلك للرأي العام الخارجي، وكشف الحقائق وإبطال الشائعات بالحجج والبراهين القوية، والتي للأسف يبثها بعض من ضعفاء النفوس المريضة والمخدوعة المؤيدة للعدوان على إخوانهم وأبنائهم وينتهكون سيادة دولتهم تحت أي مبرر، وفي الأخير نحن على ثقة بأن نصر الله قريب وإن الله لناصرنا لأن الله لا يحب الظلم”.