جريمة نيوزيلندا وترامب والإسلاموفوبيا

 

عبدالفتاح علي البنوس

مثلت مذبحة مسجدي نيوزيلندا في حق المصلين يوم الجمعة الماضي تهديدا خطيرا للسلم والتعايش والتنوع في الثقافات والأفكار، وكشفت الطريقة البشعة التي ارتكب بها السفاح جريمته البشعة والتي وثقها بالصوت والصورة عن حجم التعبئة والتحريض القذر ضد الإسلام والمسلمين ، وكشف عن إفرازات خطاب الكراهية الأمريكو صهيو وهابي الذي يهدف إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين ، إنها السياسة الترامبية القائمة على شيطنة الإسلام والتخويف منه (الإسلاموفوبيا) والمعادية لكل ما يمت للإسلام والمسلمين بصلة .
سياسة الترهيب من انتشار القيم والمبادئ الإسلامية والتي تعمل على تعرية الجماعات والطوائف والملل التي تعتمد على المفاهيم والأفكار والثقافات الهدامة ، والسلوكيات والأخلاق المنحرفة والساقطة ، سياسة العداء والكره لكل ما يعيد الأمة إلى ربها ورسولها ودينها وقيمها ، سياسة التودد للصهاينة والأمريكان ولمشاريعهما وخططهما وثقافتهما الهدامة ، والاستعداء ضد الإسلام والمسلمين ووصمهم بالإرهابيين، وذلك من خلال الاستشهاد بالممارسات الإجرامية التي ترتكبها العناصر والمليشيات والجماعات التكفيرية التي تتلبس بعباءة الإسلام والمسلمين وتمارس أقذع الجرائم وهي أكثر بشاعة ووحشية من قاعدة وداعش ونصرة وغيرها من التنظيمات الأمريكو صهيو وهابية التي جاءت لإيقاف المد الإسلامي الذي بدأ ينتشر وبقوة في نهاية التسعينات قبل أن يتراجع على خلفية تداعيات مسرحية أحداث 11سبتمبر التي قامت بها الاستخبارات الأمريكية بالتنسيق مع اللوبي اليهودي في أمريكا والموساد الإسرائيلي كذريعة للانقضاض على الإسلام والمسلمين تحت شماعة محاربة الإرهاب .
وعندما يتحدث هؤلاء عن محاربة الإرهاب فإنهم يقصدون المقاومة الإسلامية ولا يقصدون الإرهاب الذي شاهدناه في جريمة مسجدي نيوزيلندا ومن قبلهما جرائم مسجدي بدر والحشحوش والكثير الكثير من الجرائم المماثلة التي تأتي نتيجة للتحريض والشحن الطائفي والمذهبي البغيض الذي تقوده مملكة داعش وتحرض عليه وتموله والذي يحظى بإسناد وحماية أمريكية إسرائيلية ، فالإرهاب- حسب المفهوم الأمريكي والصهيوني والسعودي والإماراتي -يتمثل في حزب الله اللبناني ، وحركة حماس ، وحركة الجهاد الإسلامي وبقية حركات المقاومة الفلسطينية ، وأنصار الله في اليمن ، وإيران ، والحشد الشعبي العراقي ، والجيش العربي السوري وكل الحركات والجماعات والتيارات المناهضة لمشروع الهيمنة والغطرسة الأمريكو صهيوني ، لذا لا غرابة أن تتصف الإدانات الغربية لجريمة نيوزيلندا بالخجولة ، فالقاتل السفاح أشار إلى أن قدوته ترامب، ولذلك شاهدنا ذلكم الحقد الكبير الذي أفرغه صوب المصلين ولم يسلم منه حتى الأطفال ، ليحصد ما يقارب 50شهيدا لا ذنب لهم سوى أنهم وقعوا ضحية خطاب الكراهية والعداء للإسلام والمسلمين الذي دفع بهذا السفاح النيوزيلندي الأسترالي المولد الذي ينتمي لليمين المسيحي المتعصب إلى ارتكاب هذه المذبحة البشعة ، والتي أنا على ثقة لو كان من ارتكبها مسلم لكانت ردود الأفعال الغربية أكثر حدة وأوسع تغطية وتفاعلا .
بالمختصر المفيد.. جريمة نيوزيلندا ليست أقل فداحة من الجرائم والمذابح اليومية التي يرتكبها التحالف السلولي في حق نساء وأطفال اليمن ، وكلاهما نتاج لخطاب الكراهية وسياسة العداء للإسلام والمسلمين التي تقوم بها السعودية والإمارات وترعاهما أمريكا وإسرائيل ومن خلف الجميع اللوبي اليهودي العالمي المهيمن على رأس المال العالمي ، لذا لا غرابة أن يتم تمييع القضية ويخرج علينا الإعلام النيوزيلندي بتصريحات تشير إلى أن القاتل السفاح كان يعاني من حالة نفسية ،ويذهبوا نحو تبرير الجريمة والمذبحة بذلك ، من أجل أن يشتغل اللوبي اليهودي ويتجه نحو ارتكاب جرائم تستهدف كنائس وتجمعات مسيحية لتصويرها على أنها جاءت كردة فعل من المسلمين على ما حصل في نيوزيلندا لتبدأ الفتنة الطائفية تغزو أوروبا لتنفير مجتمعاتها من الإسلام والمسلمين ، وهذا هو بيت القصيد في الموضوع .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا